-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشروق في مكاتب انتخاب أغنياء العاصمة: انتخاب النفوذ، المال والسلطة والبريستيج

الشروق أونلاين
  • 5740
  • 0
الشروق في مكاتب انتخاب أغنياء العاصمة: انتخاب النفوذ، المال والسلطة والبريستيج

عندما سلمني “مير” بلدية المرادية برنامجه للعهدة القادمة قرأت أن من أهم إنجازاته السابقة تعميم السبورات البيضاء والقضاء نهائيا على الطباشير داخل الأقسام .. وعندما سألت الرقم الثاني لقائمة الآفلان لبلدية حيدرة عن انجازات العهدة السابقة وماذا سيقدمون للمواطنين فأجابني، قضينا على الطباشير فبلدية حيدرة الوحيدة التي عممت على جميع مدارسها السبورات البيضاء .. أما عن مطالب مواطنيها فهي لا تزيد عن مكان لركن سياراتهم بعدما اجتاحت سيارات الشركات الأجنبية حواشي قصورهم ..تجاوزت عقارب الساعة التاسعة صباحا عندما انطلقنا من بلدية باب الزوار باتجاه أعالي العاصمة، كانت سيارة سائق “الشروق” تسير بسرعة الريح في جو ماطر جدا ..
وفي أقل من نصف ساعة وصلنا إلى المرادية .. بدت المدينة تغط في نوم عميق حتى أنه صعب علينا البحث عن مدارسها، .. الساعة التاسعة والنصف نصل إلى مدرسة “عبد المالك بن مروان” فوجئنا بإجراءات أمنية تطلب منا تسجيل هويتنا الشخصية كاملة بما فيها اسم الأب، الأم، تاريخ ومكان الإزدياد، العنوان الشخصي، حتى خيل لنا أننا بصدد استخراج شهادة الجنسية، وبعد موافقة الأمن، مدير مكتب التصويت، سمح لنا بالدخول.
بدت الحركة جد خفيفة أغلب الموجودين من عمال وموظفين تابعين للبلدية، وفيما كان يبحث زميلي “علاء” عن ناخبين يلتقط لهم بعض الصور، رفقة الصناديق، أخبرنا ممثل أحد الأحزاب أنه انتخب مواطن لحد الساعة التاسعة والنصف، ولحسن حظنا التقينا بأحد المنتخبين من قائمة الآفلان مترشح لرابع عهدة، حدثنا قليلا عن طموحات بلدية يحسب مواطنوها من أثرياء العاصمة ..
مرت دقائق لا تزال المدرسة شبه ميتة، انتقلنا إلى “ثانوية الغزالي”، حيث انتخب أمين عام حزب الآفالان عبد العزيز بلخادم، بدا عدد الصحفيين بكاميراتهم أكثر بكثير من عدد الناخبين حتى أن مذيعة “قناة النيل” اضطرت للإنتظار حتى تعثر على مجموعة من الناخبين..
تركنا المكان لنعرج على قسمة الآفلان واستقبلنا بحفاوة، مرات تكون الصحافة مرحبا بها، حيث أكد لنا متصدر القائمة السيد بن مجدوب محمد السعيد أن شوكة الآفالان لن‮ ‬تكسر‮ ‬في‮ ‬بلدية‮ ‬المرادية‮.. ‬وفعلا‮ ‬لم‮ ‬تنكسر‮ ‬الشوكة‮.‬‭ ‬

حيدرة‮ .. ‬انتخابات‮ ‬النفوذ،‮ ‬المال‮ ‬والسلطة‮ ‬

الساعة الحادية عشر وعشر دقائق ندخل مكتب التصويت رقم 47 بمدرسة “يوسف ابن تاشفين”، أجابني ممثل حزب الآفالان أن عدد الناخبين لحد الساعة قدر بـ 17 ناخبا، عرجنا على مدرسة “لالا فاطمة نسومر” التي قدر عدد الناخبين فيها 12 ناخبا في المكتب رقم 53 الخاص بالنساء، وأخيرا مدرسة الإخوة عباد تصادفنا وأول شاب أخبرنا ساخرا انه جاء لينتخب من أجل إتحاد العاصمة ..
نفس المواصفات لا طوابير طويلة للناخبين اللهم إلا عمال البلدية والأمن وممثلي الأحزاب الذين شكلوا فيما بينهم حلف الحاضرين في انتظار الغائبين وحتى ممثلي الأحزاب لم يزد عددهم عن ثلاثة أو أربعة ممثلين، حتى أن منهم من كان يجهل أي حزب يمثل؟ انتقلنا أخيرا إلى قسمة “الآفالان”، حيث انتظرنا مطولا متصدر القائمة وسعى جاهدا الرقم الثاني “فراح محمد ناصر” بملاقاتنا به .. والذي أخبرنا أن بلدية حيدرة تجني أكثر من ربع ميزانيتها من الضرائب والرسوم المحصلة فقط من المقرات الإجتماعية للمؤسسات الوطنية الكبرى كشركة سونطراك، لكنه رفض البوح برقم ضرائبها للبلدية، لكنه أكد لنا أهمية مشروع الحظيرة التي تم فتحها على المزايدة والتي ساهمت البلدية بنسبة 10 ملايير سنتيم لإنجازها، وستضم مركزا تجاريا.
كان أغلب الناخبين ممن التقيناهم تجاوز سنه الستين، أخبرني أحدهم أنه سينتخب لأن مسؤولي البلدية السابقة ساهموا في إنجاز مشروع حظيرة 700 سيارة .. “صاحبنا يملك سيارة، وزوجته سيارة، وابنه سيارة وابنته سيارة هكذا برر دوافع انتخابه.”.
‭ ‬
سيدي‮ ‬فرج،‮ ‬اسطاوالي،‮ ‬زرالدة‮ .. ‬والإتجاه‮ ‬نحو‮ ‬طلاسو‮ ‬

عندما تناولنا وجبة إفطارنا ورفع صوت آذان الظهر اتجهنا إلى”بن عكنون” كانت الأمطار الغزيرة تتهاطل بشدة .. لم يكن هناك في الطرقات غير أعوان الشرطة وبعض المارين بسياراتهم .. دخلنا مدرسة “السعدي” حيث كانت كمثيلاتها ..
قررنا الرحيل إلى سيدي فرج كانت بعض السيارات يتسابق للوصول باتجاه مركز المعالجة بمياه البحر ..
طلاسو، إنه يوم عطلة والجو بارد وبالتأكيد في طلاسو كل الظروف مواتية لأخذ حمام ساخن، بهذه العبارة عبر لنا أحد المواطنين عزوفه عن الإنتخاب لأن لا وقت لديه “صحتي خير”. وصلنا إلى زرالدة بدت طرقات المدينة تغرق في‮ ‬مستنقع‮ ‬مائي‮ ‬ما‮ ‬جعل‮ ‬كثيرين‮ ‬يخشون‮ ‬المرور‮ ‬بسيارتهم‮ .. ‬أحدهم‮ ‬أخبرنا‮ “‬لوكان‮ ‬نروح‮ ‬نفوطي‮ ‬ويحترق‮ ‬محرك‮ ‬سيارتي‮ ‬هل‮ ‬يدفع‮ ‬لي‮ ‬المير‮ ‬ثمن‮ ‬احتراقه‮ ‬مقابل‮ ‬صوتي‮..”. ‬

ــــــــ
روبورتاج‮ : ‬فضيلة‮ ‬مختاري‮ ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!