-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشعب أكبر من سلطته

محمد سليم قلالة
  • 2216
  • 10
الشعب أكبر من سلطته

ربما أنا أحلم، ربما من هم أمثالي اليوم يحلمون، ربما الشعب كله يحلم بأن لا تعود الجزائر إلى الوراء مرة أخرى، بأن تعرف انتخابات حرة ونزيهة تنهي حقبة من التزوير والتملق والغش والكذب على الناس، قد نوصف جميعا بأننا مثاليون، حالمون، فقط، لأننا نعتقد أن ذلك ممكن، وأن الأمر بأيدينا، نحن أبناء هذا البلد الذين نشكل الأغلبية الساحقة ومازلنا نعتقد في سلامة عقولنا، وسلامة أفعالنا، وسلامة أبداننا ونظافة أيدينا وقلوبنا قبل ذلك.. الأمر أبدا ليس بأيديهم كما يعتقدون، حتى وإن ملكوا السلطة والمال وسموا أنفسهم بالمافيا لإخافتنا، واستحلوا كل شيء دب على وجه الأرض أو تحرك في باطنها، ونظروا إلينا من علٍ وكأننا دون مستوى البشر.. حتى ولو كان ذلك، ينبغي أن نقولها ونحن كلنا ثقة بأننا نحن الأقوى والأقرب إلى الانتصار. الشعب اليوم هو الأقوى والأقرب للانتصار، لأنه أصبح محصنا ضد جميع ما يحاك حوله من مخططات للإطاحة به مرة أخرى في لعبة الصراع حول السلطة.

الشعب لن يُخدع مرة أخرى هذه المرة ويتحول إلى وقود تحرقون به بعضكم بعضا. لقد اكتوينا بنار الفتنة ودفعنا ثمنها غاليا، وعرفنا معنى الانسياق وراء الألاعيب الخفية للبعض ونزوات البعض الآخر من عاشقي الكرسي حتى الممات ممن نصبوا أنفسهم قادة على هذا الشعب وهم دونه نضجا ودونه قدرة على التسيير والبناء والإدراك.

لقد أصبح كل المستور مكشوفا اليوم: عرفنا مستوى التفكير ومستوى الأداء ومستوى الأخلاق ومستوى الفساد ومستوى حتى اللغة التي بها يتكلمون، ونحن نترفع عن ذلك درجات.. أنا المواطن البسيط، المعلم أو العامل اليومي أو الفلاح أو السائق أو التاجر أو الموظف أو الصحفي.. أنا التلميذ أو الطالب الذي فتح عيناه للتو على دنيا السياسة أصبحنا جميعا اليوم أكثر وعيا من ذلك الذي يوصف نفسه بالمحنك والعتيد والخبير والقادر على إدراك الأمور.

 لقد كشف الصراع في قمة هرم السلطة على المستوى المتدني للحوار والنقاش وضيق الأفق وعدم إدراك طبيعة المرحلة أو تقدير الموقف، إلى درجة الانحطاط، وإلى درجة أن زدنا يقينا أنهم لن يستطيعوا تمرير مخططاتهم هذه المرة: هل تدرون لماذا؟ لأنها لأول مرة في تاريخنا بعد استعادة الاستقلال يتجلى بالوضوح التام، وبدون أدنى شك أن الشعب بكل فئاته أكبر من سلطته.. وذلك هو الأمل أنه سيُحبط بذكائه ووعيه وقدرته على فهم الرهانات حول بلده وحول مستقبل هذا البلد، كل محاولة تسعى للجر به خارج نطاق الوسيلة الوحيدة للتغيير: الانتخابات والصندوق. كل المحاولات ستفشل بإذن الله لمنعه من ذلك، وسينتخب رئيسه الجديد ويعزز تماسك مؤسسات دولته ويخرج بالجزائر إلى بر الأمان.. فلا بر له غيرها، لقد انقلب الوعي اليوم.. نعم الشعب أكبر و أوعى من سلطته.. لا بطل غيره.. كما كان عبر التاريخ…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • محمد

    الشعب أكبر وأقدر من سلطته، ضف إلى هذه الحقيقة المدوية، أن بلد الشهداء أكبر من أن تحكمه ثلة همها إملاء بطن وشهوة فرج حرام وتواطأ مع العدو...الجزائر على مفترق طريق خطير كما قالها خبير جزائري صبر أغوار هذا النظام الفاسد، كيف يعقل لمدة أكثر من 30 سنة لم يأسس الى مدرسة، والمناسبة مناسبة شد الأصابع بين الوصاية والأساتذة لجميع الأطوار، هذه المدرسة التي تعتبر محضن لحل جميع المشاكل، ولا داعي لذكر الإحصائيات الخطيرة، كذلك تعتبر المدرسة أول مؤشر على تقدم أي بلد...أرجو من الكاتب أن يستشرف للمدرسة.

  • fouad

    هذه اللغة التي تخص ,يجب تكريسها للوصول إلي الحقيقة.

  • من ضحايا الارهاب

    الحمد لله ثمرة الشروق قائدة الوعي الوطنى طيلة السنوات الماضية وخسئ عبد الدينار وخسر من يقذف بالالقاب ومن خان امته ووطنه

    نريد صراع افكار ..لاصراع اجنحة مكسورة و انتاج مزيد من الدم والدمار لن تعود الجزائر للوراء ولن يهبط المستوى باذن الله

  • عبد الحي

    الظلم ظلمات يوم القيامة . خير للبشرية جمعاء أن تكون القوة عند المؤمنين الخلص لأنّ التاريخ أثبت ذلك ، وما واقعة سيدنا عمر رضي الله عنه مع عمرو بن العاس والمصري بخافية على أحد . أما أن تكون القوة عند ......... على شاكلة الولايات المتحدة التي ضربت بقرار مجلس الأمن الدولي الذي صوّت مرة ضد ضرب العراق عسكريا رغمأنّها عضو دائم به ، وهذا مثال واحد فقط من مئات المؤخذات عليها وعلى مثيلاتها . الظلم جلي عليهم يصمتون على الكيان الغاصب لفلسطين على كل جرائمها الواضحة المعالم ويقيمون الدتيا على غيرها حتى..

  • الخميسي زرواق

    قل هكذا نريده أن أن يكون ، أما ان تجزم بأنه وأنه فهذه آمال عريضة نتمنى من قلوبنا أن تسمح له ظروفه بتحقيق اليسير منها ، لاتغلط يا رجل إنها أمور مدروسة ومخطط لها ، ولا مجال للارتياب فيها ؟ الخطأ هنا عندهم انتحار ، فلا تطمعن فهم كالعلق لايستطيعون العيش إلا في المواطن الخاصة بهم وبأمثالهم ...

  • حكيم

    السلام عليكم، علينا أن نتعلم كيف نعيش مع بعض،حتى مع من نختلف معهم، ونتحلى بالكثير من التسامح وسعة الأفق ،نتحاور ونسمع آراء وأفكار بعضنا البعض بهدوء ،مادام أهدافنا كلها بناء الوطن ،والوصول لنموذج حياة يجد فيه كل مواطن كرامته وتقديره ،نستطيع ذلك وليس بمستحيل ،فقط نجلس مع بعض بدون نظرات مسبقة واتهامات ، ونحاول البناء على ما هو موجود، بكفاءات جديدة ،نقص الحوار أو حتى انعدامه ،من اهم مشكلاتنا الحالية ،نذهب لحوار شامل من اجل الوطن،وليس لانتصار احدنا على الاخر،

  • الجزائرية

    تابع: لذلك أعجب ممن لا يحترم هذا الشعب وإرادته و يتكلم بكل ثقة واعتداد سواء من السياسيين الهواة أو المعارضة الغبية داخل أو خارج الوطن والتي تتحين فرصا كالتي تعيشها البلاد لتصفية الحسابات بطريقة مقززة وعنترية لا تزيد الشعب إلا نفورا لترميها إلى مزبلة التاريخ و دون رجعة .وقديما قيس المرء بأصغريه قلبه ولسانه أي منطوقه..فبقدر تصرف المرء مع خصمه بقدر ما يقدر أو يهين نفسه وشكرا للديمقراطية التي تكشف لنا يوميا حثالات المجتمع وأفاتها .
    لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب

  • بدون اسم

    نعم الشعب كببر، وواع و اليوم أصبح ثلثاه من خريجي الجامعات فمنهم المحامون و الأطباء ،وأساتذة الجامعة هيئةالتدريس والقضاة وعشرات الآلاف من الإطارات المتخصصة في الهندسة والزراعة والإعلام الآلي وشتى العلوم الإنسانية وتفرعاتها و ما تكسبه من مهارات التفكير وعمق التحليل و قوة اصدار الحكام..و كل الفئات الحية الأخرى من الشباب فمن ليس له شهادة هناك وسائل الإعلام المتنوعة نتيجة الثورة الرقميةو التي زادت من التوعية واتساع الآفاق و الفايسبوك اليوم منبر من لا منبر لهو المفروض أن يوجه و يساير التطورات إيجابا

  • بدون اسم

    نرجو ذلك أستاذ سليم أن يكون هذا الشعب في مستوى التحديات التي تحيط بنا؟ و أن لا ينساق مرة أخرى و أن لا يقاد إلى حتفه بظلفه كما يقال؟ نرجو من الله العلي القدير أن يحمي هذا البلد من كل كيد و أن يجعله بلدا آمنا و يرزق أهله من الثمرات لعلهم يشكرون؟ آمين يارب العالمين؟

  • salem17.

    نشاهد االمسلسل الانتحابي يااستاذنا في كل مرة و نرى الممثلين الجدد و الفدماء المشتركين فيه وعن سناريو و اخراج هذا المسلسل الذي نهايته معلومة و محسومة ويعلمها المشترك و المشاهد معا ليبعث فينا روح الانهزامية ولا ثقة و يقنعنا بعدم الجدوة منها و الاشتراك فيها لانها في الاحيرلعبة يلعبها الكبار * من يفوزون ثم يحكمون *و ينفذها الصغار* المواطنون السذج ثم ييعاقبون ا*