-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشيخان في تراثنا

الشيخان في تراثنا

تضرب الجزائر العميقة، موعدا مع التاريخ في ملتقى الشيخين الدولي، بمبادرة من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وذلك أيام 17/18/19 رجب 1436هـ الموافق لـ 6/7/8 ماي 2015م.

 إن الجزائر ببعدها الحضاري، ستكون على موعد في هذا اللقاء، الذي هو لقاء الوفاء للعلماء الأصلاء، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، مع صفوة الوطن والأمة، لتربط الأجيال اللاحقة بالأجيال السابقة.

ومن غير الشيخين الجليلين الإمامين عبد الحميد بن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي، أحق بالوفاء، بما أنفقوا من جهد، وما قدموا من تضحيات. والشيخان، مصطلح أصيل في ثقافتنا الإسلامية، يضرب بعمق في جذور تراثنا العربي الأصيل.

فقد عرف صدر الإسلام مصطلح الشيخين مجسدا في شخص الخليفة الأول أبي بكر الصديق، أول المؤمنين إيمانا، وثاني اثنين، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أطلق لقب الشيخ في الإسلام، عنوانا للإيمان والعدل والحكمة، على الخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب.

فأبو بكر الصديق هو من ركز دعائم الدولة الإسلامية التي أرسى الرسول صلى الله عليه وسلم دعائمها، إذ عزز أركانها، ونشر في المسلمين عنوانها وبنيانها.

وجاء الخليفة العادل عمر بن الخطاب، فأعلى البنيان، وفتح البلدان، وأقام للدولة مقومات الديوان، وبذلك كان الشيخان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب خير مثل يضرب، للتعاون والوفاء، في البناء والإعلاء.

ثم عرف التراث الإسلامي مصطلح الشيخين في عملية جمع السنة على يد البخاري ومسلم.

فالشيخان الجليلان، هما من أنفقا بياضهما وسوادهما، في التدقيق والتحقيق، وفي التمحيص والتلخيص، بوضع أصح كتابين بعد كتاب الله، وهما الصحيحان.

عرف التراث الإسلامي  _إذنمصطلح الشيخين، في تصحيح العقيدة، وتفصيح الحديث النبوي، ليضعا المرجع الإسلامي الذي يعود إليه المسلمون في السراء والضراء.

اتخذ مصطلح الشيخين _إذنمفهوما موازيا، لعمق الإيمان، وصدق البيان، لقوة الحكمة، ودقة الحنكة.. فأصبحا مثلا للاقتداء، والاهتداء، والاصطفاء.

من هذين النموذجين في التراث التاريخي الإسلامي، قمنا _في جمعية العلماء المسلمين الجزائريينبتنزيل المصطلح على عالمين جليلين جزائريين، في التاريخ المعاصر، وهما الشيخان الإمامان عبد الحميد بن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي.

إن استعراض التاريخ الوطني المعاصر من كل باحث منصف، سيجد في ما قدمه ابن باديس والإبراهيمي، من الإنجازات ما يطبع الحركة الوطنية، بطابع العمق والديمومة.

فإذا كان الإمام عبد الحميد بن باديس قد وضع قواعد البناء للتغيير الإصلاحي العميق، فاتسم عهده بعهد البناء والتأسيس، فإن الإمام محمد البشير الإبراهيمي، بفضل موسوعية ثقافته، وعمق حكمته وحنكته، قد عمق معالم الإعلام للبناء، فاتسم عهده، بعهد الإعلاء والتسييس؛ إذ فلسف مصطلح التغيير، وجسد معنى التعمير.

لذلك أمكن القول بأن بصمات الشيخين، وإنجازاتهما ستظل شاهدة وخالدة، على صدق النية، وإخلاص الطوية، وبذل كل جهد وتضحية.

فأعمال الشيخين مجسدة، في هذه الأجيال، الناطقة باللسان العربي الفصيح، والمزودة بالفكر الإسلامي الصحيح.

فلولا الشيخان، بمنهجية جمعية العلماء، ما كانت هذه اللغة العربية، لغة حضارتنا، رائجة بين اللهوات، ولا أصبحت فهومنا الإسلامية الصحيحة، سائدة مجسدة في العبادات والمعاملات.

لهذه المعاني كلها، جاء ملتقى الشيخين _باسم الوفاءبعد انقضاء خمس وسبعين سنة على وفاة الإمام عبد الحميد بن باديس، وانقضاء خمسين سنة على وفاة الإمام محمد البشير الإبراهيمي.

وإن صفوة علماء الجزائر والأمة الإسلامية، الذين استجابوا لدعوة الجمعية، سوف يكشفون عن كنوز ما تعج به سِيَر الشيخين في كل مجال من مجالات البناء، والإعلاء، مجالات التجديد والتشييد، وبذلك سيكون هذا الملتقى الدولي للشيخين، المعين الصافي، الذي سنستلهم منه معنى العزم والحزم، في مواصلة العمل والبناء، يطبعنا الأمل وحسن الاقتداء.

كما أن تضحيات الإمامين، واستهانتهما بكل العقبات والصعاب، سيشحذ همم وعزائم العاملين في الحقل الإسلامي، في زمن التحديات التي تطبع واقعنا، والانحرافات التي تفسد جوانب حياتنا.

إن الوطن الجزائري اليوم، والأمة العربية الإسلامية، هما أحوج ما يكونان إلى منهج الشيخين، المنهج الذي قامت به جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وثبتت عليهفالغرس الذي وضعه الشيخان، هو الغرس الذي أخذ ينبت، وتعهده بالسقي والرعاية هو الذي جعله يزدهر ويثبت.

والجزائر _اليوموهي تنظم ملتقى الشيخين الدولي، مدعوة، إلى أن تتمسك بمنهجهما، لتبدد به الظلمات الحالكة، وتفتح به الطرق السالكة، وتفضي به على كل الدروب، والعقبات، وأنواع الحواجز والأسلاك الشائكة..  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • Aissa

    Les deux cheikh ont inventé la pinicilline et l'insuline et ont sauvé la vie à des millions d'êtres humains

  • صاحب التّعليق

    و أخيرا ذكر الفضل لأهله.ونعم المبادرة شاكرين القائمين عليها ونطالب المزيد ..فعدوّ الشيخين رحمهما الله ما زال يعبث بعقول النّاس و هو نفس العدو و هو ظلامية الجهل الرّذيلة وقلّة الحياء و التّربية نه يستعمرن الفساد و الطّمع و الجشع و الهروب من الهروب من اله أولا و من المجتمع فكر الشّيخان عقائدي تربوي بالأسس الصّحيحة لتكوين وصقل عقلا فعلا جزائري ينفض عليه الغبار أوّلا و يبدأ التطهير والتّبصير مع الجيران ليت الملتقيات كهذه يروّج لها بعدد شهور ليشارك فيها كلّ الوافدين والرّافدين من منبع الإمام و خليفته

  • مواطن

    من الطبيعي أن ينال هذين المناضلين التكريم الذي يليق بمساهمتهما في توعية مجتمعنا أيام الاستعمار الغاشم وقد أسسا عددا من المدارس الإصلاحية لتدعيم الثقافة العربية الإسلامية.أما القول فلولا الشيخان، لأصبحت فهومنا الإسلامية غير صحيحة فهذا تجني على شعب جاهد منذ وضع الاستعمار أقدامه على أرضنا دفاعا عن الإسلام واللغة العربية.مشكلتنا اليوم تكمن في عجزنا عن إنقاذ بلدنا من التنصير الواقع في صفوف شبابنا ومحاربة لغتنا العربية حتى داخل منظومتنا التربوية وإدارة دولتنا ونحن نكتفي باستعراض تاريخي لماض سحيق.فيقوا

  • أبو تسبيح

    الله يبارك في كل المبا درين و المفكرين في هادا العمل الكبير و الجميل جزاكم الله عنا كل خير يارب العا لمين ورحم الله الشيخين وجميع مفاتيح الخير في أمة سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم