-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تصدع كبير في التيار المدخلي

الشيخ فركوس يعلن القطيعة مع سنيقرة وجمعة

وليد. ع
  • 50985
  • 1
الشيخ فركوس يعلن القطيعة مع سنيقرة وجمعة
أرشيف

رسالة مطولة تشرح كيف آذوه وكذَّبوه ووصفوه بالمسحور والأحمق

رسّم الشيخ علي فركوس “القطيعة” مع صديقيه لزهر سنيقرة وعبد المجيد جمعة، واشتكى الشيخ فركوس الذي يٌعد أهم أقطاب التيار المدخلي في البلاد من الهجمة التي تعرض لها في الفترة الأخيرة بعد فتوى أصدرها تخص الصلاة، بعد القرار الذي أصدرته وزارة الشؤون الدينية بغلق المساجد تبعا للإجراءات الصحية لمكافحة فيروس كورونا، وبعد فتح المساجد وإلزامية التباعد في الصلاة.

نشر الشيخ فركوس، بيانا مطولا أشبه ما يكون بالمظلمة التي طالته من مقربيه، وعرض حال لواقع الدعوة في الجزائر من لدن “المداخلة”، وعنون رسالته المؤخرة في 19 سبتمبر الجاري، تحت عنوان “شهادة للتاريخ”، قال فيها “من المعلوم أن طرق الدعوة إلى الله تعالى تجري أحداثها في واقع حياة الناس وفق الأسباب والمسببات لا وفق القصود والنيات، ومن عهد غير بعيد مرت بهذه الديار الجزائرية خاصة، عاصفة هوجاء وموجة عارمة كان سببها الاضطراب في وسائل الدعوة الحاصل من غير المتمكنين علما وخلقا ولا المؤهلين لميدانها، فانتفضوا على رموز الدعوة بالطعون وإيغار الصدور وإلصاق التهم”.

ويتابع الشيخ فركوس مقدما واقعا “مزريا” عن حال من يقدمون أنفسهم خدام الدعوة “صار التناكل بالدعوة وطلب المكانة والاستحواذ على القنوات المساندة لهم مطلقا في الحق، والباطل شيمة يعرفون بها، يثيرون بها الشبهات ويفترون الكذب في وجه الدعاة والدعوة، واتخذوا الرويبضة جندا لإذكاء نار العداوة والبغضاء”، والأكثر من ذلك يؤكد الشيخ فركوس “لقد تعلقوا بكل داع إلى الله يقترب منهم ليتخذوه تُكأة لهم وعكازة لافترائهم”.

والفصل الجديد في الخلاف بين الشيخ فركوس ومن كانوا قريبين جدا منه خلال “الفتنة السابقة” هما لزهر سينقرة وعبد المجيد جمعة، ويعود وفق متابعين للتيار المدخلي حول خلافات منهجية تتعلق بصلاة التباعد خلال جائحة كورونا، حيث أفتى الشيخ فركوس بضرورة إقامة صلاة الجمعة في المباني (الفتوى تعارض ما أقرته وزارة الشؤون الدينية التي علقت الجمعة لأشهر)، وأحدثت فتوى الشيخ فركوس الذي يوصف عند مريديه بـ”ريحانة الجزائر والمغرب العربي”، رفضا وشرخا داخل التيار المدخلي، والحال نفسه مع فتواه التي تعارض التباعد.

والذي حدث بعد الفتوى التي أصدرها الشيخ فركوس، قيام أحد طلبة العلم المشهود لهم، بنشر اجتهاد أشبه ما يكون بالرد على فتوى الشيخ فركوس، لقيت تزكية من سنيقرة وجمعة، وقالا إن “فركوس غير معصوم”، الأمر الذي أغضب هذا الأخير.

ونال الشيخ فركوس الكثير من الكلام “الجارح” بعد الفتوى التي أصدرها حتى من بعض صغار طلبة العلم ممن يُطلق عليهم وصف “صعافقة”، وهو المصطلح الذي ظهر في السعودية على لسان محمد بن هادي المخلي ضد خصمه ربيع المدخلي، ويقصد بهذا المصطلح مجموعة طلبة العلم الذين يحومون حول ربيع ويتكلمون حسبه في أمور أكبر منهم.

ووقف الشيخ فركوس في هذه النقطة، وكتب “فجاءت في بداية الأحداث مسألة صلاة الجمعة في الأبنية، فخرج الصعافقة إثر الفتوى تبرئة منها، ولم نعلم أن المشايخ – يقصد سنيقرة وجمعة – قد تحركت لبيان الحق فيها، أو صد غارات الطعونات العارية عن النظرة الفقهية والأسلوب العلمي”، وفي موضع آخر يؤكد الشيخ فركوس على موقفه “طريقة نظري في المسائل والنوازل تأبى إلا أن تكون على ضوء المنهج السلفي في قواعده… غير أنه في هذه الطريقة باتت لا تتوافق عمليا مع المواقف المتخذة من المشايخ في المسائل المطروحة التي ينبغي أن تكون معارضتهم فيها مبنية على مقارعة الحجة بالحجة ليظهر الحق بدليله، ويعلم فيها المصيب من المخطئ”.

وفي النقطة الخلافية الثانية بين فركوس من جهة، وسنيقرة وجمعة من جهة أخرى، جواز النصح جهرا لولي الأمر، أم سرا، خاصة وأن هذا الأمر هو واحد من أصول التيار المدخلي، وذكر “تلتها مسألة التباعد في الصلاة – بعد فتواه صلاة الجمعة في المباني ـ التي كثر فيها فيها الخوض والتسفيه إلى حد إخراج المسألة عن مسارها الفقهي الاجتهادي والولوج بها ضمن السائل المنهجية، ومعارضو ذلك بوجوب طاعة ولي الأمر من غير التفات إلى قيود طاعة ولي الأمر، ومنها، أن تكون في المعروف دون المعصية، ولم يفرقوا بين طاعة ولي الأمر مطلقا وبين مطلق الطاعة”.

ولم يكشف الشيخ فركوس سرا عندما تحدث عن بذاءة وإساءة يشتهر بها جزء واسع من التيار المدخلي، ونبه جزءا مما تعرض له “رددت على شبهات القوم، وفندت إشكالاتهم بما لا يزيد عليه، ففرح أهل الإتباع واغتاظ أهل التقليد، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها… فلم يجدوا إلا رميي بالخارجية تنفيرا للناس عن الدعوة، وبتفعيل وجوه الأولين بنفس الأدوات والأشخاص الذين زعموا أن بيدهم الداء والدواء والجرح والتعديل”، ومما كشفه كذلك الشيخ فكروس تحريش البعض عليه، وقال “فأقبلوا على الساحة ببث عيون الوشاية في مسجد الهداية (المسجد الذي يرتاده في القبة) وفي رحاب الجامعة بالخروبة (أين يتولى التدريس)، وأرعبوا الأئمة والطلبة وكل من خالفهم بتهديده بالتجريح وتوعد بالانتقام، ونصبوا في كل إقليم سندا لها فتحوا له قناة يثير من خلالها شبهاتهم على طريق الإخوان، ونشروا الأكاذيب والمغالطات والتلبيسات، مع الفجور في الخصومة”، ويزيد “غيروا الحقائق وقلبوا الموازين، حتى خٌون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وكٌذب فيها الصادق، وصٌدق فيها الكاذب”.

وأكد الشيخ فركوس أن خصومه أطلقوا عليه نعوتا قبيحة ومن ذلك “النفس الخارجي”، و”الأحمق”، و”الفتوى شاذة”، و”المسحور” و”الملبس عليه”، و”من معه فهم صعافقة جدد” و”لم يوافقه إلا المبتدعة” وغيرها كثير دعما لصغار الطلبة وحدثاء الأسنان في تقزيم الجهد العلمي والتطاول على من يكبرهم سنا وعلما ومكانة، على حد وصفه.

وخلص الشيخ فركوس، بعد عرض واقع حال الدعوة وما تعرض له من مظلمة ممن كانوا مقربين منه، أنه قرر “مكرها” عدم “مواصلة العمل الجماعي مع المشايخ للاختلاف الحاصل بيني وبينهم في أسلوب الدعوة إلى الله وفي كيفية توظيف الأدلة والنصوص واستخدامها، وكيفية تأسيس الأحكام، وسبق وأن نبهت إلى أن النتائج المرجوة في عالم الناس تترتب على أسبابها ومقدمتها، بقطع النظر عن نيات أصحابها وقصودهم”.

وهذه “الفتنة” في البيت المدخلي، تعيد إلى الأذهان، “الصراع” الذي كان قبل فترة بين الثلاثي فركوس وسنيقرة وجمعة، ومن يعرف بجماعة “مجلة الإصلاح” التي تضم عبد الغني عويسات، وعز الدين رمضاني، وعبد الحكيم دهاس، ورضا بوشامة، وعبد الخالق رمضاني، وعمر الحاج مسعود، وعثمان عيسى، وتوفيق عمروني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Saad

    بسم الله الرحمن الرحيم لابد أن يعلم كل مسلم أو كل قارئ أن دين الإسلام مبني على أصلين عظيمين معصومين من الخطإ والزلل بحفظ الله لهما الذي أنزلهما من فوق سبع سماوات هذان الاصلان هما مرجع الأمة عند الاختلاف . فالخلاف بين العلماء ليس حديثا بل هو من زمن الصحابة والتابعين ومن بعدهم الى اليوم ومرجع الخلاف هو اختلاف العقول والافهام وكل واحد يريد تبيين الحق على حسب فهمه فهو بين الاجر والاجرين ولهذا ظهرت المذاهب الاربعة .