الصلصة والتمر وغيرهما.. منتجات جزائرية صارت تراند في العالم

قد لا يعني المستهلك الجزائري أنه يتمتع بأجود المنتجات في العالم، غير أن هذه المنتجات التي قد ألفناها، تعد الأكثر تتويجا في المسابقات الدولية، والطلب عليها في الأسواق العالمية في تزايد مستمر.. لكن، ما أشهر المنتجات الجزائرية؟ وكيف سافرت عبر القارات لتصبح منتجات توندونس؟

تعج مواقع التواصل الاجتماعي بتجارب اجتماعية، يعرض فيها أجانب آراءهم حول المنتجات الجزائرية، التي نعرفها جميعا، من حلويات وألبان وصلصات.. وكانت ردود فعلهم الاستغراب والتعجب من الطعم الرائع، لهذه المنتجات التي نراها نحن عادية، لأننا تعودنا على طعمها.

لا يمكن أن نخوض في هذا الحديث، دون أن نبدأ بدقلة نور، سيدة التمور، والفاكهة الفريدة التي تسيل لعاب العالم.. وقد حصدت دقلة نور مؤخرا، المركز الرابع، من بين أحسن 10 فواكه في العالم، ضمن 70 نوعا متنافسا. وهذا، بحسب موقع وورلد أوف ستاتستيكس.

وقد وصل صدى دقلة نور إلى جميع أنحاء العالم، حتى إن دور الأزياء وضعت هذا التمر المميز في علب فاخرة، تحمل اسمها، مثل غوتشي وغيرلان، وهذا بالتعاون مع شركة ماتر داتييه الواقعة في فرنسا.

دقلة نور، من أجود أصناف الدقل، وهو في فصيح اللغة، أسوأ أنواع النخل وأسوؤه تمراً. في حين، إن الدقل اليوم يعني ملك النخيل وتمره أفضل نوع.

عن أصل اسم دقلة نور، يقال إن نورة ولية من أولياء المسلمين، مدفونة في الحريحيرة من قرى توقرت. ويحكي العرب أن هذه الولية قد توضأت لتصلي، فنبتت نخلة في مكان ماء الوضوء، فسمي تمر هذا الصنف من الدقل دقلة نور، بينما يرجح آخرون أصل تسمية دقلة إلى دجلة، نسبة إلى نهر دجلة بالعراق.

صلصة دي زاد

من أشهر الصلصات في العالم، الصلصة الجزائرية، التي ترافق دائما الأكل السريع، وهي متكونة من طماطم مصبرة وهريسة وأعشاب عطرية ومعدنوس ومايونيز.. يقال إن الوصفة أخذتها ماركة بلجيكية، ماولز، وسوقتها تحت اسم صلصة جزائرية، التي صارت في السنوات الأخيرة تراندا عالميا، ما بين الصلصات الكتشوب والهريسة والباربكيو.. وقد ظهرت هذه الصلصة قبل 140 سنة في الجزائر، في كتاب طبخ، طبع عام 1876 في لندن، تحت عنوان كتاب قوائم الطعام، أو “بوك أوف مينيو”.. وقد ذكرت الصلصة الجزائرية مرافقة لطبق سمك اسمه توربو. وقد تكون الوصفة المذكورة ليست الوصفة الحالية، إلا أنها لم تكن الصلصة الشعبية التي نعرفها الآن، بل صلصة جديرة بقوائم مطاعم خمس نجوم في دليل ميشلان.

قهوة مايد إن ألجيريا

الجزائر قد لا تكون معروفة بإنتاج القهوة، لكنها تمكنت من حجز مكان مميز ما بين 50 أفضل قهوة في العالم، في آخر قوائم “تايست أتلاس”. وهذا، بفضل قهوة فريدة من نوعها، هي أول قهوة باردة مثلجة، تدعى قهوة مازغران. هذه القهوة، مزيج من قهوة الإسبريسو مع الليمون ومكعبات الثلج.. وتعود تسمية مارغران إلى المدينة الجزائرية الواقعة في مستغانم.

شهرة مازغران ليست وليدة اليوم، بل أثرت في صناعة القهوة منذ سنوات، ففي 1990 محلات “ستاربك” لبيع القهوة والمشروبات، أطلقت مشروبا غازيا يحوي قهوة، سموه مزغران، غير أن المنتج توقف عام 1994 بسبب عدم تقبل الأمريكيين لهذا النوع من القهوة الباردة.

في كتابه “كل شيء عن القهوة”، الذي ألفه عام 1922 يتحدث الكاتب الأميركي، وليام يوكرز، عن قهوة “مزغران”، في الفصل المعنون آداب وعادات البنّ في العالم، تحت عنوان: “آداب وعادات البنّ في إفريقيا”، فيقول: “مزغران قهوة مُحلاّة باردة، يضاف إليها الماء وقطع الثلج، أصلها من الجزائر”.

زيت الزيتون.. رحيق الشباب

تملك الجزائر 108 نوع من أنواع الزيوت، كلها من أفضل الأنواع في العالم، وقد تحصل العديد منها على ميداليات عالمية، نافست أقوى المنتجين في العالم.

وقد حصد زيت زيتون بغلية في دلس المركز الأول، في أشد المسابقات تنافسا في الإمارات واليابان واليونان.. وصنف ضمن أفضل الزيوت الصحية، الغنية بالمضادات والأكسدة والبوليفينول. وقد وصل مجموع ميداليات هذه المعصرة إلى 23 ميدالية، فأينما تحل الزيوت الجزائرية، تحصد الذهب والفضة والبرونز، على غرار زيت دهبية ونوميديا.