-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العداء الأوروبي – الروسي تتصاعد مخاطره

العداء الأوروبي – الروسي تتصاعد مخاطره

عداء أوروبي – روسي يتصاعد في ظل هجمات متبادلة، بأسلحة إعلام سياسي – اقتصادي، عطلت العمل بآليات دبلوماسية، تنذر باتساع مساحات القطيعة بين الطرفين المتجاورين في قارة واحدة، يفصلها المحيط الأطلسي عن الولايات المتحدة الأمريكية.

يقف الاتحاد الأوروبي في واجهة هذا العداء المتنامي في ظل طموح استراتيجي روسي يتعاظم مع رغبة استعادة مناطق النفوذ المقتربة من معسكرات حلف شمال الأطلسي “الناتو” بقيادة أمريكية لا تقبل أي شريك.

لا تقف الولايات المتحدة الأمريكية على حدود التماس مع روسيا الفيدرالية، لكن الصراع الاستراتيجي معها متجذر بشكل أعمق منذ عهود الاتحاد السوفيتي المنهار، ويثار غبار هذا الصراع في دول الاتحاد الأوروبي تحديدا.

هذا، ما يدفع روسيا لإجراء حوار مباشر مع الاتحاد الأوروبي، لم تتهيأ السبل لفتحه حول طاولة مفاوضات تفتح ملفات النقاط الخلافية المؤثرة على استقرار الأمن العالمي.

الاتحاد الأوروبي يستبعد إمكانية إجراء قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب ما يراه انعدام توافر الشروط اللازمة لعقد هذه القمة التي يفرضها استقرار الأمن العالمي، وقالتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بصريح العبارة: “لم يكن ممكنا الاتفاق اليوم على ضرورة أن نلتقي فورا على أعلى مستوى” دون التخلي عن أهمية مثل هذا الحوار والعمل من أجل إيجاد شكل مقبول له.

هكذا تبدو ميركل وهي تنقل موقفا أوروبيا يجسد عدم الاطمئنان لمواقف وسلوك الرئيس فلاديمير بوتين، يؤكده رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا، معتبرا أن أمر القمة سابق لأوانه: “لأننا لا نرى تغييرا جذريا في سلوك بوتين”، وبهذا الموقف تضع دول الاتحاد الأوروبي خطا أحمر أمام موسكو يرغمها على القبول بشروطها.

لم تتفق دول الاتحاد الأوروبي على موقف واحد، في تعطيل قنوات الحوار مع روسيا، ففرنسا وألمانيا يحبذان هذا الحوار لكن شروط قد لا ترضي موسكو، والنمسا ترى من الضروري أي قنوات حوار ستكون مفيدة، وترفض بلجيكا إبقاء العلاقات مع موسكو على نمط العقوبات الاقتصادية وطرد الدبلوماسيين.

مجرد فكرة استئناف الحوار مع روسيا، أدت إلى انقسام قادة دول الاتحاد الأوروبي بين القبول والممانعة، رغم إدراك الجميع بضرورته للطرفين المتعايشين في قارة واحدة.

يرى البعض أمام استحالة حوار شامل مع روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، اللجوء إلى حوار مفتوح حول القضايا التي تعني دول الاتحاد الأوروبي، دون الخوض في قضايا الصراع الإستراتيجي العالمي.

يبدو المشهد الأوروبي وكأنه لا يرى في دوله مؤهلات يمتلكها لإجراء حوار مع روسيا، داعيا إلى الاكتفاء بمخرجات الحوار الأمريكي – الروسي.

ألمانيا في شخص أنجيلا ميركل رفضت في القمة الأوروبية الاكتفاء بالحوار بين جو بايدن وبوتين، والالتزام بمخرجاته، دون إيجاد صيغ ملائمة للحوار الأوروبي – الروسي.

الاتحاد الأوروبي منقسم في موقفه إزاء روسيا التي تسعى لحوار مفتوح بعيدا عن القيد الأمريكي، وتعطيل هذا الحوار يثير غضبها الذي اختصرته في جملة : “الاتحاد الأوروبي رهينة لأقلية عدوانية”!!

سبع سنوات مرت على تدهور علاقات دول الاتحاد الأوروبي مع روسيا، منذ ضم جزيرة القرم في 2014 وتصاعد حدة النزاع مع أوكرانيا الذي تعتبره تهديدا لها، وسنوات الخلاف مازالت قابلة للامتداد، وعوامل تناميه تتزايد أكثر وأكثر مهددة قواعد الأمن العالمي في غياب موقف أوروبي سيادي يضع أدوات احتوائه موضوع التنفيذ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • يوغرطة

    والخاسر الاعظم من كل هذا هم العررب والاعراب والعربان الاعراب والعرب خسروا شرفهم وكرامتهم وارضهم العربية غزة وفلسطين وقدسهم العربي الشريف والاقصي المبارك . الاعراب والعرب والعربان خسروا كل شيء حتي ذواتهم ورجولتهم وشهامتهم لانهم استسلموا وانبطحوا لعدوهم الصهيوني والامريكي الصليبي مجانا وبدون مقاومة . العرب اصبحوا في هذا الكون لا وزن لهم ولا قيمة ولا وجود حتي انهم قوم افتراضيون -من العالم الافتراضي - الا تقاومون الا تحاربون يا عرب من اجل عزتكم دينكم شرفكم كرامتكم ارضكم وحياتكم ؟؟؟؟؟