-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العدل أقوى جيش

العدل أقوى جيش

لطالما أعجبني الإمام الماوردي في حِكَمه السياسية، ولطالما دعوت طلبتي إلى قراءة كتابه الشهير “أدب الدنيا والدين”، وكذا الأحكام السلطانية. لقد ذكر في معرض حديثه عن استقرار الدولة وأركانها، أنه بالنسبة للدولة لا يوجد أفضل من الأمن لتحقيق أهدإ عيش، ولا أفضل من العدل لتحقيق أقوى جيش: “الأمن أهدأ عيش والعدل أقوى جيش”…

أي أن قوة الجيش ليس في عدته وعتاده إنما في عدله وإنصافه، وقوة الاقتصاد ليس فيما يوفره من مواد وسلع وخدمات، إنما فيما يواكبه من أمن واستقرار.

  هل يفيد جيش قوى دولة غير عادلة؟ وهل تحتاج الدولة العادلة إلى جيش قوى لحماية نفسها من شعبها؟ وهل تفيد وفرة اقتصادية شعبا غير آمن؟ وهل تضر قلّة زاد وسلع وخدمات دولة يسودها الأمن والاستقرار”…

يبدو أن الإجابة عن هذه الأسئلة من السهولة بمكان: لا يمكن لأقوى جيش أن يوفر الاستقرار إذا ما استمر الظلم على شعب من الشعوب. ولا يمكن لأكبر وفرة اقتصادية أن تحل الطمأنينة لدى الناس إذا ما افتقدوا الأمن والأمان.

وهي المعضلة التي يبدو أن الجيش المصري ينبغي أن يحلّها اليوم:

ـ إذا ما استمر شعور جزء من الشعب المصري أنه مظلوم من قبله فلن تنفع معه الإمكانات مهما كانت متوفرة ولن تنفعه عدّته أو عتاده.

ـ وإذا ما استمر جزء من الشعب المصري غير آمن فلن تنفع المساعدات الاقتصادية لإحلال الطمأنينة في القلوب والراحة في النفوس.. أي لن تنفع ملايير الدولارات لتجاوز حالة اللاّ أمن… ولن تنفع الزيادة في قوة الجيش لتجاوز حالة الظلم.

“العدل” هو أقوى جيش بالنسبة للدولة حتى وإن شحّت الميزانية ونقص العتاد.

و”الأمن” هو أهنأ عيش بالنسبة للمواطن حتى وإن قلّ الغذاء وشحّت الموارد.

فهل من معتبر؟؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • محمد العربي

    خلاصة القول هو العدل اساس الملك والحقيقة التي لا يشوبها شيء قوله تعالى ( الذين ءامنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون) صدق الله العظيم

  • ع العزيز

    اشكرك على الموصوع الجيد يا اخي سليم اتا كنت من قديم اتابع كتاباتك " اوراق الخميس" لكن لما قرات الردود لاحظت ان بعض القراء بلطجية كما يقول اخواننا المصريين وهم يحنون الى انتعلو الجزمة الظهور والرؤوس . يالطيف الطف

  • sahara

    هاانت بمقالك الحالي قد شخصت يا دكتور الحالة المرضية للامة الاسلامية منذ حادثة الفتنة الكبرى بين السيد علي ابن ابي طالب و القائد معاوية ابن ابي سفيان و المستمرة الى اليوم - و لو بشكل خفي في اكثر من الاحايين -بين السعودية و حلفائها من جهة و ايران و جحافلها من جهة ثانية و اني ارى بانها سوف تكون الحالقة لامال كل الامة ما لم نسارع الى ايجاد الدواء الشافي لذلك المرض العضال الذي بات يتهدد راحة و هدوء و سلامة المليار و نصف مليار مسلم عبر العالم ذلك الترياق المتمثل في قبول الاخر اولا باعتباره انسان .

  • mohamed

    c vrai ....

  • chaabane

    on est tout a fait d'accord, comment établir cette paix et cette justice. c'est la responsalibalité de tous les alggériens, surtout les intellectuels, les politiciens, etc. c'était un ressortissant chinois qui avait découvert les deux criminnels qui ont violé et assassiné les 2 garçon à Constantine.qui doit faire rentrer à la conscience des citoyens, qu'ils sont responsables devant le Dieu de la protection de tous les enfants.

  • عبد ارشيد

    وهل سيسمح لكم الفلول بأن تضل أيدي الجيش المصري طاهرة من دماء أنصار الرئيس مرسي , لا أعتقد , وسيجد الفلول من بين رجالكم من هو على استعداد لسفك دماء المصريين وخاصة من الإخوان المسلمين ولا تستطيع مؤسسة الجيش أن تفعل ازاءهم أي شيئ وبالوقت سيصبح ظلم الأخوان مدعاة للتباهي طبعا عند من تنقصهم الرجولة والدين . وعند الله وحده الحساب .

  • noureddine

    السلام عليكم و بارك الله فيك استاذ اتمنى ان تكتب لنا موضوعا عن امر لم يحدث الا في بلادنا و هو مسلسل حرق بيوت العدالة و حرق الملفات من طرف المجرم الخطير "" شرارة كهربائية """ الذي لم يقبض عليه الا حد الان !!!!!????? بارك الله فيكم و صح رمضانكم

  • نبيل

    رأي:
    - هل يفيد جيش قوى دولة غير عادلة؟ نعم. يثبت غيها وسلطانها ويطول في عمر ظلمها. أمريكا مثلا دولة غير عادلة حتى مع شعبها، لكن قوة جيشها تفيد صقورها في أبقائهم مهيمنين على العالم.
    - أما ما تراه معضلة بالنسبة للجيش المصري وعليه حلها، فأنا أراها إستراتيجية، من صنع مخابر الجيش أو مخابر معاونيه، مادتها الأولية هي صنع أجواء اللاأمن، الهدف منها، هو إبقاء الشعور بالظلم شعورا، لا غير، وتحويل الغضب، إذا ظهر، إلى خوف مميت.

  • الزهرة البرية

    قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: " دولة الباطل ساعة و دولة الحق الى قيام الساعة" .
    ودولة كفر بها العدل أدوم من دولة إسلام بها الظلم.