-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الزواج بالإكراه..

“العشرة” التي ينتهي رصيدها عاجلا

الشروق أونلاين
  • 5957
  • 0
“العشرة” التي ينتهي رصيدها عاجلا

رفعت الشريعة الإسلامية من مقام الزواج وجعلته الميثاق الغليظ الذي يتم بين الرجل والمرأة بحضور وليها، وحددت مهمة الولي في الزواج بجعله دورا إرشاديا وتوجيهيا، فلا يجدر به إجبار وليته بأي شكل من الأشكال على الارتباط برجل ترفضه، إلا إذا كان الزوج غير صالح، وكذلك العكس، استنادا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “استأمروا النساء في أبضاعهن”.. وبالرغم من هذا إلا أن ظاهرة الإجبار على الزواج ظلت في مجتمعاتنا راسخة رغم الانفتاح الكبير الذي بلغته الأخيرة، والذي خلق الكثير من الأساليب الجديدة للارتباط.

نتداول في مجتمعنا اليوم عشرات القصص لفتيات دخلن عش الزوجية، كعصافير مكسورة الجناح، وتكيفن مجبرات مع حياة رفضنها بالأساس، وسرن إليها تحت تأثير الضغط والإكراه من قبل الأهل، الذين يرون أن الفتاة في مراحل معينة تكون غير مؤهلة لاتخاذ قرار بحجم الزواج وبناء أسرة بحكم أنها تنقصها الخبرة والدراية المناسبة للاختيار، فيقوم وليها بالاختيار نيابة عنها، دون حتى محاولة الأخذ برأيها واستشارتها في هذا القرار الذي يخصها، لكن هذا النوع من الزيجات بحسب الأخصائيين في الجزائر قد يعرف نسبة متوسطة من النجاح، تتحكم فيها عوامل أخرى غير العاطفة متى ما شعرت الزوجة بالراحة النفسية والاستقرار الأسري، فكرت في حياتها المستقبلية وفي الواقع الذي وضعت أمامه وأجبرت على التعايش معه، فتجدها تتقبله يوما بعد آخر في وجود الظروف المواتية لذلك، ونمو الوعي لديها بأن وليها لم يختر لها سوى الرجل الكفء الذي يصونها ويكرمها.

أمي اختارت لي عروسا يوم ولادتها

 كبر محمد، درس وتخرج.. وخلال سنواته الأربع والعشرين، استعمل الكثير من وسائل التواصل، والتقى العديد من الفتيات اللواتي يتصفن بصفات الزوجة المثالية في نظره، ولكنه عاد ليقترن بابنة خالته التي خطبتها أمه يوم كان يبلغ 6 سنوات، يقول: “فور ولادتها أخبرت أمي خالتي بأن ابنتها ستكون لي عندما تكبر، كان الأمر أشبه بمزحة، لكن تكراره وترسخه عبر السنين، جعله يتحقق عكس أهوائي..”، ومن قصة محمد يبدو أن الشباب أيضا معنيون بالزواج المكره، في بعض المجتمعات التي لاتزال تخضع لسلطة العادات والتقاليد، حيث غالبا ما تؤخذ الموافقة من قبل الأهل والأقارب باستخدام الضغط النفسي والاجتماعي، وأسلوب الترغيب. 

عنف.. مشاكل نفسية واجتماعية: حصيلة الإجبار على الزواج

تتعدد مسببات الإجبار على الزواج، ولعل أهمها كان الظروف المالية والجشع المادي من قبل الولي، والخوف على شرف العائلة في حالات نادرة، وهذه الحالات من الزواج بالتحديد يرجح الأخصائيون بأن يكون مصيرها الفشل، وكثيرا ما تتبعها كوارث اجتماعية وأخلاقية أخرى، وهو ما يؤكده الأخصائي في علم الاجتماع لرمش نور الدين، خاصة وأن نسبا معتبرة من الفتيات بتن يخضعن لسلطان المال فيكون زواجهن بمثابة صفقة مالية بين الزوج والولي، قد تقابلها الفتاة بالرفض والتمرد فتردع بالضرب والتهديد بالقتل وممارسة العنف النفسي ضدها، كما قد تسايرها مكرهة خوفا من خسارة الأهل، فبالإضافة إلى إكراهها على الزواج من رجل ترفضه، لم تتح لها فرصة رؤيته الشرعية التي يضمنها لها الدين قبل الزواج، تواصل بعض النساء تجرع مرارة حياتهن مجبرات على الصبر أيضا، ومطالبات بواجباتهن الزوجية مع إمكانية تعرضهن للإذلال والإساءة والتحرش، ما يدفعهن عاجلا أم آجلا للمطالبة بالطلاق وتفكيك الأسرة، وقد لا يحصلن عليه، ولا يكون لديهن حضن يلجأن إليه فيتوجهن إلى الشارع متى ضاق بهن بيت الزوجية وأصبح مستحيلا العيش فيه، ومنهن من تلجأ حتى للانتحار كحل نهائي للخلاص من حياة لم تخترها ولم تعلم كيف تتأقلم معها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الاسم

    مقال ناقص......

  • حزينة

    ستأزوج ابن عمي و أنا مازلت مغرمة بصديقي القديم،كانت لحظة غضب و انتقام من صديقي عندما قبلت بالزواج بابن العمي الذي يحبني لكنني لم استطع ان اتعود عليه لانني مغرمة بشخص اخر عرفته منذ مدة و عندما علمت امي بالامر هددتني ان انا تركت ابن عمي فلن تكلمني و لن تحضر عرسي في المستقبل و احبرتني بالقبول بابن عمي الذي يكبرني كثيرا, انا حزينة كثيرة و محتارة في أمري فصديقي القديم تخلى عني بمجرد سماع ارتباط ابن عمي بي و اكمل حياته حيث انه مقبل على الزواج ، و ابن عمي عندما علم بأني أحب شخص اخر لم يكثرت بالامر لانه يحبني لكني رايت بانه لا توجد لديه غيرة و قرر ان يتزوج بي