-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تدفع ثمن تفضيلها للإنتاج الأمريكي

الغاز الجزائري يفجر أزمة بإسبانيا

حسان حويشة
  • 33002
  • 2
الغاز الجزائري يفجر أزمة بإسبانيا

شنت وسائل إعلام اسبانية انتقادات لاذعة ضد رئيس وزراء بلادها بيدرو سانشيث، واتهمته بالتسبب في الارتفاع المهول لأسعار الغاز الطبيعي قبيل حلول فصل الشتاء، وهذا بسبب سياسته لتفضيل واردات أمريكا الشمالية بين عامي 2018 و2020، على حساب الغاز الجزائري الجاهز والقريب، ما أدى لتراجع رهيب في مستوى المخزونات الاحتياطية.

في هذا الاطار أوردت صحيفة “لا إينفورماثيون-La Informacion”، أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيث اصطدم في العام الجاري بتبعات سياسته الغازية تجاه الجزائر عامي 2018 و2020، موضحة أن البلاد تدفع الثمن الآن بأسعار غاز قياسية فاقت 50 أورو للميغاواط ساعي في فواتير الكهرباء للمواطنين الإسبان.

ووفق المصدر ذاته فإن بيدرو سانشيث انتهج ما بين عامي 2018 و2020 سياسة غازية مفادها كبح الواردات بشكل حاد من الجزائر وزيادة الاستيراد بشكل رهيب من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى سياسة رئيس الوزراء تسببت في تلك الفترة في تراجع الكميات المستوردة من الجزائر إلى النصف في حين زادت الكميات المستوردة من الولايات المتحدة.

ولجأ سانشيث إلى هذا الإجراء حينها بسبب مرسوم ملكي يعود لسنة 2004، يقضي بمباشرة تنويع في واردات ابلاد من الغاز إذا وصلت نسبة تغطية مورد واحد لإسبانيا 50 بالمائة، وبالتالي فقد حاول التقليل من الاعتماد على الغاز الجزائري وتعويضه بغاز طبيعي مسال من الولايات المتحدة الأمريكية الذي ارتفعت كمياته بنحو 20 مرة في الفترة ما بين 2018 و2020، وصارت الولايات المتحدة الأمريكية ثاني مورد للغاز إلى إسبانيا بحصة 17 بالمائة من السوق.

ومن الانتقادات التي وجهت لرئيس وزراء اسبانيا انه لكن بعد سنة أي في 2021، وجد سانشيث نفسه دون هامش مناورة وانقلب عليه سحر سياسته الغازية تجاه الجزائر.

ولاقت إجراءات سانشيث تجاه الغاز الجزائري، انتقادات لاذعة من طرف وسائل إعلام إسبانية اعتبرت أن خطواته تتسبب في احتراق جيب المواطن الإسباني، بعد أن فضل جلب الغاز من بعد 5200 كيلومتر، عوض الغاز الجزائري الجاهز الذي لا يبعد عن إسبانيا إلا بـ 200 كيلومتر.

وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى مستويات قياسية وسط ندرة في هذه المادة الحيوية، ما يؤشر على مداخيل معتبرة للشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك بالنظر لكون القارة العجوز هي أهم سوق لصادراتها الغازية.

وكما هو معلوم فقد جددت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك عقود الغاز مع شركة ناتيرجي الإسبانية عام 2018 لمدة 10 سنوات بكميات تصل 9 مليارات متر مكعب سنويا.

وتشير أرقام سوق الغاز الهولندية التي تعتبر مرجعية للسوق الأوربية “تي.تي.أف-TTF”، إلى أن سعر 1 ميغاواط ساعي من الكهرباء المنتجة بواسطة الغاز الطبيعي، بلغت 50 أورو بحر هذا الأسبوع، بزيادة تقدر بـ 1500 بالمائة مقارنة بأسعارها في ما ي وجوان 2020، حين شهدت انهيارا غير مسبوق بفعل جائحة كورونا والإغلاق الاقتصادي.

وإضافة لهذا الارتفاع بسبب ندرة في الغاز بأوروبا وبداية التعافي الاقتصادي في القارة العجوز، فإن أسعار الغاز الجزائري في مجملها ضمن العقود الطويلة مرتبطة بأسعار النفط الخام، التي تعافت بدورها بشكل لافت وبلغت منتصف الأربعاء نحو 74.60 لبرميل خام برنت بحر الشمال (النفط المرجعي للخام الجزائري صحارى بلند)، ما يعني انه في كلتا الحالتين ستكون مداخيل اضافية للجزائر من تسويق الغاز، عكس السنة الماضية التي انهارت أسعاره إلى مستويات دنيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • يوغرطة

    هذه طاقات زائلة الغاز والنفط وغيرها الا ان الطاقة الشمسية طاقة دائمة ازلية . علي الدولة الجزائرية بعث مشروع الطاقة الشمسية وبدون تاخير ولا تردد .

  • وليد

    هيه ومبعد؟