-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الغاز الطبيعي: للتنمية المشتركة أم لإشباع الأنانيات؟ (الجزء الثاني والأخير)

عمار تو
  • 969
  • 0
الغاز الطبيعي: للتنمية المشتركة أم لإشباع الأنانيات؟ (الجزء الثاني والأخير)

تعرّضنا في الجزء الأول من هذا المقال إلى الإشكالية الغازية التي تُطرح حاليا ومستقبلا، ومخاوف المصدّرين والمستوردين ذات الصلة.

وأبرزنا في مقابل ذلك، الروح التطمينية التي سادت منتدى الدول المصدرة للغاز الذي التأم بالجزائر مؤخرا.

وتعرّضنا في الأبواب الثلاثة الأولى تواليا إلى إنتاج العالم من الغاز وإلى الصناعة الغازية في الجزائر وإلى صادرات الغاز في العالم.

ونستكمل في هذا الجزء الثاني عبر البابيْن الرابع والخامس، لنستخلص في الختام، الرد على السؤال الذي اخترناه لهذا المقال.

4 سوق الغاز الطبيعي ونقله حاليا ومستقبلا

قبل أزمة أوكرانيا التي اندلعت في 24 فبراير 2022، كانت سوق الغاز الطبيعي تتميز باستقرار مقبول يلتقي فيه العرض والطلب من دون خلل يستحق الوقوف عنده حتى وإن كانت هذه السوق لا ترضي المصدرين، بما في ذلك آليات مراجعة الأسعار. وكان الطلب على الغاز الطبيعي في شكله الغازي تلبّيه الصادرات من مختلف مكامن الإنتاج العديدة في العالم بواسطة شبكة هامة من الأنابيب، يقطع بعضها آلاف الكيلومترات برا و/ أو بحرا، حسب قواعد تجارية وأمنية تعاقدية صارمة. وكان الطلب الذي لا  يلبّيه، هكذا، الغاز الطبيعي في شكله الغازي، يجري تلبيته بالغاز الطبيعي المسال الذي يتكفّل النقل البحري بواسطة بواخر عملاقة مصنوعة خصيصا لهذا الغرض، يتم شحنها وتفريغها وتغييز الغاز (إعادة الشكل الغازي له) في  مصانع تسييل وتغييز الغاز، في  موانئ غازية  مهيأة لذلك.  وكانت شبكات أنابيب نقل الغاز الطبيعي في مختلف مناطق العالم، عشية اندلاع أزمة أوكرانيا، تتشكل كما يلي:

4 .1 -شبكة روسيا- أوروبا. وتتكون من أربعة خطوط (أنابيب) أساسية:

– الأنبوب الواقع الأكثر شمالا (السيل الشمالي 1) المار بالبلطيق والذي يربط مباشرة روسيا بألمانيا. وكان من المنتظر مضاعفته بأنبوب آخر بنفس الطاقة (السيل 2) يمر، هو أيضا،  تحت بحر البلطيق، إلا أن أيادي الإجرام فجّرته بعد انتهاء الأشغال وقبل التشغيل وحيث تتعثر التحقيقات لتحديد الفاعلين ومسخِّريهم.

– أنبوبان آخران ينقلان، أيضا، الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية (بولونيا وألمانيا…) عبر أراضي أوكرانيا، دخلا مرحلة الاستغلال سنة 1979.

–  أنبوب رابع ”عابر للبلقان”، يمر بـ”أوديسا” بمحاذاة ”مولدافيا” قبل تموين بلغاريا ورومانيا.

وتكمل هذه الشبكة خطوط ثانوية كتلك التي تموِّن بالغاز الروسي كلًّا من فنلندا وليتوانيا  اللتين كانتا تُموَّنان بالغاز الروسي  بنسبة تفوق 90 %  من حاجياتهما في سنة 2021. وبذلك كانت أوروبا تابعة للغاز الطبيعي الروسي المستورَد عبر الأنابيب، بنسبة تفوق 40 %  في سنة 2021.

ولا يمكن، ضمن هذه المعادلة، إهمالُ الأنبوب الغازي الرابط بين روسيا وتركيا والمار تحت البحر الأسود،  بطول يفوق 900 كيلومتر، علما أن تركيا تتبع بنحو  45  %  للغاز الطبيعي الروسي.

  1. 4. 2- شبكة الجزائر-أوروبا. وتتكون من أنبوبين ومشروع خط ثالث:

– أنبوب الغاز ”الجزائر- إسبانيا” (والبرتغال وفرنسا، امتدادا)  العابر للبحر الأبيض المتوسط والذي كان، في الأصل ابتداء من سنة 1996 عند تشغيله، يزوِّد في طريقه إلى إسبانيا، بلد المغرب الأقصى بنحو 9 إلى 10 مليار متر مكعب سنويا. لكن انتهاء العقد بشأنه في 31 أكتوبر 2021  وعدم تجديده، جرى تعويضه، آنيًّا، بأنبوب  آخر مباشر يربط الجزائر بإسبانيا  أنجزته  الجزائر استشعارا بسوء مآله. مما  ضمن لإسبانيا والبرتغال استمرارية تزويدهما بالغاز الطبيعي الجزائري في شكله الغازي من دون أي انقطاع يذكر. وقد نقل 8,7 مليار متر مكعب خلال سنة 2023.

– أنبوب الغاز ”الجزائر- إيطاليا” العابر أيضا  للبحر الأبيض المتوسط مرورا بالتراب التونسي. وقد نقل في سنة 2023 كمية من الغاز بلغت 26,2 مليار متر مكعب ويُنتظر أن تبلغ  الكمية 28 مليار متر مكعب في سنة 2024، علما أن طاقات هذا الأنبوب تبلغ 32 مليار متر مكعب. علما أن هذا الأنبوب بدأ استغلاله في سنة 1983 وتم رفع طاقاته بسبعة  مليار م3 ببناء خط  ثان شُيِّد بين سنتي 1991 و1997 .

ونذكّر بفكرة الثمانينيات من القرن الماضي لإنشاء أنبوب غاز ثان يربط بين الجزائر وإيطاليا لم تتجسّد لتراجع المعطيات الاقتصادية المتعلقة بجدوى المشروع آنذاك والمرتبطة أساسا بالتراجع الكبير لأسعار المحروقات الذي كان من بين الأسباب الهامة في انهيار الاقتصاد الجزائري ابتداء من سنة 1986. لكن بداية عودة الروح إلى الاقتصاد الجزائري حاليا، دفعت إلى إعادة إحياء هذا المشروع تحت منظور جديد أكثر طموحا وأكثر تنوُّعا للمواد التي سينقلها (الغاز الطبيعي، الكهرباء، الهيدروجين والنشادر) وأسرع إنجازا. وقد تم ضبط هذا المشروع خلال زيارة رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي إلى الجزائر في بداية 2023 ردا على الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى إيطاليا في ماي 2022. وذلك ما سنتعرض له ضمن الجيوستراتيجيات التي أفرزتها العلاقات الدولية كردود أفعال عن اندلاع الأزمة الأوكرانية. (8)

5-  الجيوستراتيجيات الوليدة عن الأزمة الأوكرانية في ميدان الغاز الطبيعي

قابل الغرب العملية العسكرية الروسية كرد فعل على هذه الخدعة،  بتسليط عقوبات اقتصادية متنوعة ومتصاعدة وعلى رأسها مقاطعة الغاز الروسي الذي كان يزود أروبا بنسبة بلغت في  2021 مستوى 40 %. فتراجعت هذه التبعية، إلى غاية 2023، إلى أقل من 15 %. وجرى، تدريجيا، تعويض الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب المذكورة  سابقا،   بالغاز الطبيعي المسال النرويجي والقطري والأمريكي الصخري، بأسعار بلغت، عند الغاز الأمريكي الصخري المسال، أربعة أضعاف مستوياتها في الظروف العادية. (9).

كما ازدهرت السوق الفورية للغاز الروسي المسال المتأتي من الغاز الطبيعي ”المنبوذ” من قبل الأوربيين، لكن من دون أن يخل ذلك بمداخيل روسيا للاستباقات التي دبّرتها. كما لم يتأثر اقتصادها سلبا، إذ حققت روسيا نسب نمو إيجابية بلغت في سنة 2023 مستوى 3,6  %. في حين، تعرف مناوئاتها من الدول الغربية عموما، تدنيا  كبيرا في نموها الاقتصادي كاد يلامس درجة الكساد. فعملت روسيا، بالإضافة إلى هذه التأقلمات في ميدان تسويق غازها، على توجيه مبيعاتها من الغرب إلى الوجهة الأسيوية، على المدى المتوسط والبعيد.  وهي بصدد بناء أنبوب ثان لتزويد الصين بالغاز كسوق واعدة، بطاقةٍ تبلغ 50 مليار متر مكعب  جرى الاتفاق بشأنه في مارس 2023 (سيبريا 2)، بالإضافة إلى الأنبوب الذي جرى تشغيله في 2 ديسمبر  2019 بطاقة 61 مليار متر مكعب (قوة سيبريا). ما يعوض أهم مبيعاتها لأوروبا الغربية بعد تخليها عن الغاز الروسي.

وتستغل تركيا لصالحها، الظرف الجيوسياسي  الذي أفرزته الأزمة الأوكرانية، للتشجيع على تحقيق مشروع مد أنبوب غازي ثان يمر بأراضيها نحو أوروبا، قادما من تركمينيستان، البلد الغني بالطاقة (بترول وغاز) والذي يصنَّف سادسَ احتياطي عالمي، وهذا إلى جانب الأنبوب الناقل، حاليا عبر أذربيجان وعبر الأناضول (التركية) نحو أوروبا،  غاز بحر قزوين،  بالإضافة إلى  الأنبوب العابر للبحر الأسود القادم من روسيا والذي أشرنا إليه سابقا، وهو ما يحوِّل تركيا إلى محور غازي استراتيجي نحو أوروبا. (10).

أما كميات الغاز الجزائر، الغازي والمسال، الموجَّه نحو أوروبا خلال هذه الظروف، فلم تكن سوى هامشية، نظرا لتشبُّع طاقات الأنابيب التي تربط الجزائر بأوروبا، ومحدودية طاقاتها في تسييل الغاز الطبيعي. إلا أن ارتفاعا تدريجيا مبرمجا  لصادرات الغاز الطبيعي الجزائري إلى إيطاليا بنسبة 12 % في 2024 ليصل إلى 28 % سنة 2025  مقارنة بسنة 2022. كما ارتفعت صادرات الغاز الطبيعي الجزائري المسال إلى فرنسا بنسبة 30% في سنة 2023 مقارنة بسنة 2022. إلا أن الأهم في تفاعل الجزائر مع التطورات الجيوستراتيجية التي طرأت على الاستثمارات في صناعة الغاز الطبيعي وفي نقله وفي سوقه، كما رأيناه، هو، إلى جانب احترامها لعقد تزويد اسبانيا، ورفع صادراتها إلى كل من فرنسا وإيطاليا، هو إبرامها عقودا إستراتيجية مع كل من إيطاليا وألمانيا في ميدان التعاون الصناعي والتجاري والتسويقي في ميدان الغاز والطاقات المتجدد، تضطلع فيها إيطاليا، بموجب الاتفاقيات المبرمة في جويلية 2022 ويناير 2023، بدور محوري لاستقبال الغاز الطبيعي والكهرباء والنشادر والهيدروجين الجزائرية، لتسويقها في ايطاليا وفي ألمانيا وفي النمسا وفي ول أروبية أخرى. كما أبرمت مع ألمانيا في شهر فبراير 2024، اتفاقا بغرض إنشاء فوج عمل مشترك بغرض إنتاج وتخزين ونقل الهيدروجين الأخضر النظيف ومشتقاته توجه للسوق الألمانية، خصوصا. (11).

أنبوب الغاز ”الجزائر- إيطاليا” العابر أيضا  للبحر الأبيض المتوسط مرورا بالتراب التونسي. وقد نقل في سنة 2023 كمية من الغاز بلغت 26,2 مليار متر مكعب ويُنتظر أن تبلغ  الكمية 28 مليار متر مكعب في سنة 2024، علما أن طاقات هذا الأنبوب تبلغ 32 مليار متر مكعب. علما أن هذا الأنبوب بدأ استغلاله في سنة 1983 وتم رفع طاقاته بسبعة  مليار م3 ببناء خط  ثان شُيِّد بين سنتي 1991 و1997 .

وسيتعاظم دور الجزائر الاستراتيجي في سوق الغاز الأوروبية بعد الانتهاء من أشغال إنجاز أنبوب نقل غاز نيجيريا عبر كل من النيجر والجزائر والذي جرى الاتفاق النهائي بشأنه خلال منتدى الدول المصدرة للغاز الذي التأم في الجزائر والمشار إليه في بداية هذه المساهمة؛ إذ سيضمن هذا الأنبوب لأوروبا كمية إضافية تقدر بـ30 مليار متر مكعب من غاز نيجيريا الذي قد يُضاف إليه غاز السنغال وغاز موريتانيا بعد انضمام هذين البلدين إلى منتدى مصدري الغاز خلال دورته السابعة التي عُقدت في الجزائر.

من دون احتساب ما سيُضاف إليه من الغاز المالي والنيجيري إذا كللت الأبحاث الجارية عن المحروقات في هذين البلدين بمساهمة الشركة الوطنية الجزائرية سوناطراك. وستتحمل الجزائر على المدى المتوسط مأمورية تزويد أوروبا بما يناهز 80 إلى 100 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي عبر الأنابيب (في اتجاه إيطاليا وإسبانيا وألمانيا والنمسا عبر إيطاليا). وبالنسبة للغاز الطبيعي المسال، فلا  تساهم الجزائر حاليا سوى بنسبة 9, 4 % في تلبية حاجيات السوق الأوربية التي تتزايد تناسبا مع تراجع واردات أوروبا من الغاز الطبيعي الروسي عبر الأنابيب. علما أن الحاجيات الإجمالية الأوروبية السنوية من الغاز الطبيعي  بنوعيه       (الغازي والمسال) تقدَّر بـ400 مليار متر مكعب كان يلبَّى منها بالغاز الروسي الطبيعي عبر الأنابيب بما مقداره 155 مليار متر مكعب قبل الأزمة الأوكرانية. ولعلَّ الهدف الذي رفعته الجزائر على لسان رئيسها بتاريخ في 13 ديسمبر 2022 لتصدير 100 مليار متر كعب سنويا من الغاز الجزائري ليصبّ أيضا في المساهمة في التكفل بهذا الانشغال.(12).

كميات الغاز الجزائر، الغازي والمسال، الموجَّه نحو أوروبا خلال هذه الظروف، لم تكن سوى هامشية، نظرا لتشبُّع طاقات الأنابيب التي تربط الجزائر بأوروبا، ومحدودية طاقاتها في تسييل الغاز الطبيعي. إلا أن ارتفاعا تدريجيا مبرمجا  لصادرات الغاز الطبيعي الجزائري إلى إيطاليا بنسبة 12 % في 2024 ليصل إلى 28 % سنة 2025  مقارنة بسنة 2022. كما ارتفعت صادرات الغاز الطبيعي الجزائري المسال إلى فرنسا بنسبة 30% في سنة 2023 مقارنة بسنة 2022.

هي مسؤولية ثقيلة على كاهل الجزائر، من خلال مساهمتها، هكذا، في دعم  أجواء التعاون بين مصدري الغاز ومستورديه، تكريسا للروح التي خرج بها المنتدى السابع لمصدّري الغاز الطبيعي، مما يتيح، في المقابل، الحق في الاستفادة، دون تمنع، من التكنولوجيات المتطورة ومن المساهمة في ابتكارها، في إطار سياسة ترقية المؤسسات الناشئة التي تسعى الجزائر، منهجيا، إلى تجسيدها. وذلك في سبيل تنمية مشتركة أعمق مع كبار المستوردين. ولعلّ حبل الألياف البصرية الذي وصل اليوم إلى الحدود الجزائرية الجنوبية مع مالي والنيجر، في محاذاة  الطريق العابر للصحراء انطلاقا من الساحل الجزائري والذي اقترب استلامه، وخط السكة الحديدية عالي السرعة الواعد، المبرمج على نفس المسار والذي تجسَّد منه ما يشجِّع على اكتماله سريعا، لتشكل، متظافرة، شروطا وافية لتحقيق أهداف التنمية المشتركة.

سيتعاظم دور الجزائر الاستراتيجي في سوق الغاز الأوروبية بعد الانتهاء من أشغال إنجاز أنبوب نقل غاز نيجيريا عبر كل من النيجر والجزائر والذي جرى الاتفاق النهائي بشأنه خلال منتدى الدول المصدرة للغاز الذي التأم في الجزائر؛ إذ سيضمن هذا الأنبوب لأوروبا كمية إضافية تقدر بـ30 مليار متر مكعب من غاز نيجيريا الذي قد يُضاف إليه غاز السنغال وغاز موريتانيا بعد انضمام هذين البلدين إلى منتدى مصدري الغاز خلال دورته السابعة التي عُقدت في الجزائر.

واستخلاصا مما تناولناه في هذه المساهمة، للرد على السؤال الذي اخترناه كعنوان لها: فلا شيء يفصل بين الجنة والنار الدنيويتين، سوى خط  رفيع كشعرة معاوية، تدعمه القيم الإنسانية التي يجسِّده حب الخير لجميع الشعوب من خلال ازدهار مشترك للجميع ولكن تقوضه الأنانيات وحب التسلط  لإشباعها، والتي فرضتها العلاقات الدولية التي أفرزها نظام عالمي مختلّ لا يزال قائما والذي كان الرئيس الجزائري هواري بومدين قد شخَّصه أيما تشخيص واقترح له حلولا شافية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 أفريل 1974. ولا تزال الجزائر مقتنعة بفرضياته متشبِّعة بها وحاملة لاقتراحاته، بما في ذلك ما يرتبط  باستخلاصات هذه المساهمة.

المراجع

(8)  وكالة الأنباء الجزائرية. المنشور بتاريخ 23 يناير 2023 على الساعة 17:55.

(9) البريد الدولي- المستشارة الألمانية السابقة. المنشور بتاريخ 12 ديسمبر 2022.

(10) LA TRIBUNE. Latribune.fr

(11)  H2 mobile.fr 19-02-2024  المنشور على الساعة  18:00 :

(12)  وكالة الأنباء الجزائرية. الثلاثاء 13 ديسمبر 2023 على الساعة 20:23.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!