-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تزداد خلال فصل الصيف وتشكِّل نحو 2% من الحالات

“الغرق الجاف”.. حالة غرق خطيرة تهدد الأطفال

نادية سليماني
  • 2559
  • 0
“الغرق الجاف”.. حالة غرق خطيرة تهدد الأطفال

حذّر مختصون، إضافة إلى المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، من خطر ظاهرة “الغرق الجاف”، إثر وفاة طفل بعد أربعة أيام من ذهابه إلى حمام السباحة.

ويعتبر الغرق الجاف، بحسب تعريف منظمة حماية المستهلك، من الحالات التي يتوفى فيها شخص بعد أكثر من 24 ساعة من ابتلاعه أو استنشاقه المياه، ولم تظهر عليه علامات مشاكل في التنفس، مثلما يحدث في حوادث الغرق المعروفة.

وبالرغم من التسمية المعروفة، لم يتفق المجمع الطبي على مصطلح يحل محل اسم الغرق الجاف. وتستخدم بعض الجهات الطبية العالمية تسمية “متلازمة ما بعد الغمر”، أو بشكل أقل شيوعا مصطلح “الغرق المتأخر”.

ويحدث هذا الغرق، بحسب المختصين، بعدما يتسبب ابتلاع واستنشاق سائل بكثرة في غمر مجرى الهواء وإغلاقه، وكرد فعل دفاعي على الرغم من أنه لا يصل إلى الرئتين، تبدأ الحبال الصوتية بالانكماش في ما يعرف بتشنج الحنجرة، ما يؤدي إلى حدوث صعوبة في التنفس، ثم حرمان الجسم من الأوكسجين تدريجيا، فيبدأ الشخص بالاختناق ثم الموت.

وبمعنى آخر، الغرق الجاف هو رد فعل لا إرادي للجسم بعد ابتلاع واستنشاق قدر كبير من السوائل، يقوم فيه الجزء العلوي من المجرى التنفسي بالانغلاق والتوقف عن العمل، على الرغم من عدم وصول الماء إلى الرئتين بشكل فعلي.

والفرق بين الغرق الجاف والغرق الحقيقي، أنه عندما يغرق شخص ما بصورة شائعة في المياه، يتسبب ذلك في تلف الرئة والتعرض للسائل في تشنج ممرات الرئة الرئيسية، ما يوقف تدفق الهواء. وفي نهاية المطاف، يموت الأشخاص الذين يغرقون بسبب نقص الحصول على الأوكسجين.

لكن الغرق الجاف، يُطلق على الحالات التي توجد فيها عوامل أخرى معقدة، بحيث لا توجد صعوبات في التنفس المبكر أو علامات نقص الأوكسجين، ونلاحظ وجود بنسبة بسيطة في الرئتين. ولا أحد يعرف ما إذا كان الشخص قد ابتلع أو استنشق الماء أو غُمر في سائل، ويمكن أن يموت الشخص إذا دخل القليل من الماء إلى رئتيه بطريقة الغرق الجاف. وبحسب جمعية  Surfer’s Medical Association، قد تكون هذه الكمية الصغيرة بحجم 2 مليلتر من الماء لكل كيلوغرام من وزن جسم الشخص.

ويعدد المختصون أعراض الغرق الجاف عند الأطفال والبالغين، بحيث أإن استنشاق وابتلاع الماء، يمكن أن يهيّج بطانة الرئتين مسبباً تراكم السوائل فيها، ما يسبب حالة تسمى الوذمة الرئوية. ومن المحتمل أن تلاحظ أن طفلك أو الشخص البالغ المصاب يعاني من صعوبة في التنفس بعد الواقعة، وقد يزداد الأمر سوءاً خلال الـ24 ساعة التالية.

وتشكِّل تلك الحالة من الغرق نحو 2% فقط من حالات الغرق، ويمكن أن تشمل مضاعفات الغرق الجاف ما يلي، السعال المستمر بعد الواقعة، أزيز الصدر أثناء التنفُّس، الدوار والنعاس والتشوُّش، الشعور بألم في الصدر، صعوبة التنفس، والشعور بالتعب الشديد والإعياء، خروج رغوة من الفم أو الأنف، إضافة إلى القيء.

كما قد يعاني الطفل أو البالغ المصاب من تغيّرات في السلوك مثل التهيُّج والانفعال غير المُبرر أو انخفاض مستويات الطاقة والخمول الشديد، ما قد يعني أن الدماغ لا يحصل على ما يكفي من الأوكسجين اللازم.

والطريقة المثلى للتعامل مع هذه الحالة الخطيرة، بحسب المختصين، هي الاعتماد بشكل أساسي على شدة أعراض المريض. ومن الضروري أن يتوجه الشخص، إذا ما عانى من أي من الأعراض السالف ذكرها، إلى قسم الطوارئ في أقرب مركز طبي لتلقي الرعاية اللازمة، حيث يقوم الطبيب عادة بفحص العلامات الحيوية للشخص، وقياس مستوى الأوكسجين لديه، وقدرته على التنفس.

وقد يحتاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى مراقبة دقيقة، بينما في الحالات الأكثر خطورة، قد يقوم الطبيب بإجراء أشعة على الصدر أو تزويده بقناع الأوكسجين لموازنة نسبته الواصلة للجسم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!