-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفضل يرجع لهؤلاء

محمد سليم قلالة
  • 2599
  • 12
الفضل يرجع لهؤلاء

عندما نقول أن هناك أشياء جيدة في البلاد يتجه ذهن البعض مباشرة إلى فرضية مدح السلطة، والواقع أن الأمر قد يكون غير ذلك تماما، باعتبار أن البلاد لا يسيرها فقط أولئك الذين هم الآن في واجهة السلطة ونعرفها من خلالهم أو يّدعون أنهم هم السلطة بخاصة فيما يبدو جميلا منها…

البلاد يسيرها أيضا آلاف الأبناء المخلصين الذين يعرفون أكثر من غيرهم داءها، ويعرفون الفاسد من الصالح ممن يدعون قيادتها، ويعملون في صمت وبكفاءة عالية وإتقان يصل أحيانا إلى درجة التفاني والتضحية لأجل الآخرين.. يتحركون ضمن واقع يدركون حقيقته أكثر من غيرهم، ومع ذلك لا يستطيع هذا الواقع أن يجرهم إلى شراكه، فيبذلون جهدا مضاعفا لتبدو الحال على ما هي عليه الآن: مرة من خلال عملهم، وأخرى من خلال مقاومة مغريات ذلك العالم الآخر الذي يصوره الفساد للبعض بأنه عالم الواقع وما دونه وهم وخيال، ومرة ثالثة من خلال مقاومة جميع المثبطات والعراقيل القادرة على زرع الشك في أكثر النفوس ثقة في ذاتها.

الفضل يرجع لهؤلاء إذا كانت هناك أشياء جيدة في هذه البلاد، ويبقي هناك أمل في أن يتفوق الخير الذي لديهم على الشر الذي يحيط بهم من كل جانب، الفضل يرجع لهؤلاء لتنطلق بلادنا نحو بر الأمان ولو بعد عقد من الزمن، بعد أن ينزاح المتوغلون عن صدرها وتتنفس طبيعيا كما كانت ذات يوم.

الفضل يرجع إلى كل رجل أو امرأة في أي مستوى كان مازال يعيش بكرامة وعفاف وتأبى نفسه المتعالية عن كل رذيلة أن تقترب من محيط الفساد المالي أو الأخلاقي رغم عناصر الجذب الكثيرة التي يوفرها هذا المحيط. الفضل يرجع لكل شريف مازال يؤدي واجبه على أحسن وجه رغم أنه يستطيع فعل غير ذلك، في أي مستوى كان من مستويات تسيير شؤون الدولة، أو في أي وظيفة أو مهنة هو مكلف بـتأديتها، ولم يساير منطق “إن أساءوا أسأت”، إنما سار وفق ما يُمليه عليه ضميره الحي الذي لم يستطع أن يحيد عن القيم والمبادئ والأصول التي التصقت بجيناته وورثها عن آبائه وأجداده.

 

هؤلاء ممن لا نعرفهم، سواء كانوا بسطاء أو في مراتب عليا، ممن مازالوا يفضلون العيش بكرامة على تقديم الولاء لدائرة الفساد صغر أم كبر، هم الذين بفضلهم مازلنا نرى أشياء جيدة في البلاد، وبهم مازلنا ننام ونصحو في كل يوم على أمل أن يبزغ لنا فجر جديد… علينا فقط أن نعزز الثقة في أنفسنا، إن كنا منهم، وأن نتوقف عن القول أن كل شيء قد انهار، وأن الخير قد انقطع عن الأمة، وهو الذي عنها لن ينقطع بإذن الله. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • بدون اسم

    احسنت سيدي في بلدتي هو رئيس بلدية طولقة لفترة 2007
    2012 انشر لنصرة الحق

  • Mohamed

    SALAM
    Félicitation pour l'idée et le sujet. Depuis que vous avez commencé à écrire de nouveau, J'attendrais tjrs votre motivation de plus de 20 ans ( Je me rappelle très bien ELHAKIIKA).
    A l'époque je l'achetais que pour lire le long texte du Dr KLALA. J’étais très jeune
    Actuellement je suis Docteur et je dit au jeune" Si l'Algérie tien encore, c'est grâce à ceux qui on la bonne volonté et la foi". Le grand espoir et le dernier bon geste : « Ne jamais hésiter d’inculquer la bonne graine"

  • بدون اسم

    كنت محقا عندما سميت عمودك " مساحة أمل" لأنه يعيد لنا الأمل في الحياة والثقة في القادم الذي سيكون بحول أحسن فالإنسان عندما يفكر بهدوء ودون انفعال تكون قرارته ناضجة وواعية بعيدة عن التهور الذي يكون نتيجة التصرف أثناء الإنفعال والإضطراب النفسي.
    هذا الهدوء نحتاجه حقا لأنه يعيد إلينا التوازن الذي نفقده جراء الضغوط المختلفة حتى أنني عندما أذكر رد فعلي أثناء الإنفعال أستهجنه من نفسي.. شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا لك.

  • فريد

    بارك الله فيك يا سيدي ، على هذا المقال الذي ألقيت به الضوء

    على هذه الشريحة المخلصة الأصيلة ،التي تعمل بجد واجتهاد

    وفي صمت ومعاناة، رغم ما هو واقع من ظلم .

    بفضل الله ، وفضل هؤلاء الطيبين الصابرين في كل الميادين

    الجزائر مازالت واقفة وبالمرصاد لكل أعدائها .

    فشكرا لك أخي على الموضوع ولكل المخلصين لهذا الوطن ،

    وللأمة الإسلامية جمعاء من المواطن البسيط إلى المخلصين

    من الحكام.

  • عكرمة

    بوركت يا استاذ سلم قلمك

  • djamel

    Merci infiniment Dr kLALA ,c'est grâce a ces et ces femmes que l’Algérie résiste encore et n'ont pas ces opportunistes et ces traitres qui vend la dignité de l’Algérie a bas prix "ridjal idha hadharou lam youarafou wa idha ghabou lam youftakadou" .

  • المشكاة

    علينا فقط أن نعزز الثقة في أنفسنا، إن كنا منهم، وأن نتوقف عن القول أن كل شيء قد انهار، وأن الخير قد انقطع عن الأمة، وهو الذي عنها لن ينقطع بإذن الله اللهم بارك فيهم و اجعلنا منهم و ارزقنا الاخلاص

  • بدون اسم

    لو لا هؤلاء لانهار ما بقي قائما...فتحية لهم حيثما كانوا...فشكرا لك أستاذ على هاته الالتفاته لمن لزالوا يرابطون على أداء الواجب و بكل إخلاص ...

  • قادة

    الجزائربخير مادام فيها ابناء امةمحمدصلى الله عليه وسلم من الصادقين الملخلصين لله رب العالمين ولوطنهم وشعبهم.ماتقوله صحيح فاولئك الرجال كثيرون والحمدلله وسينالهم الجزاءالوفيرمن ربنا العظيم ويعوض لهم مااخذه منهم الفاسدون من حقوق مشروعة في الترقيات حتى لايفسدون عليهم فسادهم بخيرهم الوفيرالذي ينتج من خدمتهم لصالح الوطن والموطنين.الحقيقةمؤلمةلان اكابر المسؤولين واصحاب القرارهم من المفسدين وللاسف الشديد مكنوا لمن اتبعهم في غيهم من رداءات نصبوافي المسؤوليةبالمحسوبيةوالولاءللشخصية.الاالامل في الله كبير

  • يونس05

    انهم فعلا موجودون وقد امضوا سنوات يحترقون،هؤلاء المخلصون مايزالون صابرين أملهم بزوغ فجر جديد نقدس فيه العمل والكفاءة،والعلم والنزاهة في سبيل خدمة الوطن والأمة...
    هؤلاء الذين (مادارو والو)-ماديا- لايزالون كالقابض على الجمر ...
    وعلى أعتاب نهاية عمر من الخدمة أغلبية ساحقة منهم يعدون الان ملفات احالتهم على التقاعد -المسبق-...

  • nadjoua

    هؤلاء؟؟؟؟يوجدون لكن ليسوا في الصورة وهم بعيدون كل البعد عن السلطة ...ولا تنسى سيدي أن النزاهة مؤشر في ومن الرداءة على انتهاء الصلاحية...هي مسألة ضمير وقناعات شخصية أكثر من أي تأويلات أخرى...شكرا لك على الاشارة الى هرلاء في المبني للمجهول لأنهم منسيون في زمن الفساد

  • نبيل سكيكدة

    احسنت سيدي الكريم بالتفاتتك الى هؤلاء الابطال حقيقة بفضل كل هؤلاء نصنع الديمقراطية و في ما بعد الخلافة ان شاء الله ادا قنع بها الشعب الجزائري طبعا لاننا نؤمن بالعدالة في كل شي حتى ان قنع بفكر اخر فاء نه سيكون بادن الله شرط ان يكون من غير تزوير لارادة الشعب على حساب اديولوجيات اخرى و لو اضطررت الى ترك البلاد للجزائريين ولو اصبحوا والعياد بالله غير مسلمين و اكبر من هدا لا اضن انه هناك من دهب اليه و الله اعلم سواؤ كان علمانيا او اشتراكيا يمينيا او يساريا ولا نكون كالدين لم يعطهم الصندوق يثورون