-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفطور بعد المغرب

عمار يزلي
  • 1977
  • 0
الفطور بعد المغرب
ح. م

لم أتمكن من الاستيقاظ عند مغرب الأمس، كوني عملت نصف يوم ولم أتمكن من إنهاء اليوم صائما عاملا، فهربت إلى البيت بدعوى تناول دوائي اليومي (تظاهرت بالمرض وما كنت كذلك)، ولم أعد! الحمد لله المدير لم يسأل عني وتم تغطية غيابي من طرف زملائي!

عندما استيقظت، كان الآذان قد مر عليه وقت ليس بالقليل في رمضان! 5 دقائق! ليست سهلة خمس دقائق في رمضان! كأنك قضيت 5 أيام بعد المغرب! قمت جائعا أكثر من المعتاد والعطش لا يمكن وصفه! أول ما تناولته كان كوب ماء وأنا مغمض العينين..مباشرة من الثلاجة! (ولم أفق إلا على طاقم أسنان زوجتي في فمي! اللعنة! شربت فم زوجتي!). بصقت الكل، ورحت أتناول كوب حليب دافئ وأنا أقول لهم: ما تنوضونيش؟ تخليوني ميت بالجوع؟ أنتم مش مسلمين. مشي بني آدم، أنتم حوثيين أنتم!؟ (لم يرد أحد علي، لأنهم يعرفون أنهم سيحصلون معي في الكلام والهدرة إذا بدأها أحد، فلن أنتهي معه حتى ينتهي الصبح! وكانوا هم الآخرون جوعى وعطشى فتركوني أهدر فيما كانوا هم يأكلون ويشربون! أنا نفس الشيء فهمت أن كثرة الهدرة تقلل من عملية البلع والأكل والشرب! لأننا مع الأسف عندنا جهاز واحد نستعمله كمدخل وحيد للتنفس وللأكل والشرب! من المفروض أن يكون لنا فم للهدرة وفم للتنفس وآخر للأكل والشرب، هكذا، نربح الوقت: الهدرة والمغزل! خاصة نحن الجزائريين! نريد أن نفعل كل شيء دفعة واحدة! الوقت ما عندناش! مقلقين بالبزاف! مرة رأيت رجلا يسوق سيارته، يدخن سيجارة ويقرأ في فاتورة أمامه على الطابلو دبور ويهدر مع واحد أو وحدة في البورطابل ويزعف! عندما كاد أن يصدم سيارة أخرى متجهة نحوه، صار السائق المقابل هو   الأعمى“..وما راكش تشوف، وبغل وبقار، وحمار، ولو كان نخرج نديرلك ونفعلك..والسب والمعايرة!..قبل أن يغادر وهو لا يزال يدخن ويسب ويهدر ويقرا الفاتورة .. ويسوق!. مرة أيضا كنت أنتظر دوري عن الحلاق، مر شاب وكان يسوق سيارة بسرعة ونادى الشاب الحلاق من خارج نافذة السيارة: هواريحم بوكحسن لي راني جاي!

نحن بحاجة إلى أكثر من فم، فنحن نحب الهدرة، أو بالأحرى، بالسيف علينا نهدروا وإلا ننغموا ونموتوا بالغمة! ونحب الأكل ونحب التنفس وحرية التعبير! كل هذه الأشياء نحب أن نفعلها في نفس الوقت! كلها أوليات! لا أولوية لشيء واحد عندنا! لهذا تكثر علينا الهموم وننغم ونمرض ونحن أصحاء: نريد أن نعمل ونربح دراهم هاااك..بلا تعب، ونريد معه السفر والعيش الجميل، ونبني دار ونشري سيارة أو نبدلها بأخرى جديدة..ناكل مليح، نلبس مليح…(ونحن أحيانا ما نخلصوش حتى مليح! أحيانا لا نعمل أصلا!).

أكلت مع عائلتي ما بقي لي أن آكل من كثرة الكلام. تعب فمي من كثرة الهدير بلا رد! مما زاد في زعافي: علاه ما تريبانديوش؟ علاه سكتوا وما قدرتوش تديروا الريبانداجهااه! على خاطر كلكم كما راكمفوتيفيا وحد المجرمين؟ بغيتوا تاكلوا غير أنتم وأمكم؟ بوكم جاكم على العين العورا يااك؟ علاه ما تنوضونيش للمغرب وخليتوني حتى تبيريميت“!؟..حتى سمعت مصارني يصونيو ويفيبريو.؟ (كل هذا وهم ساكتون وأنا الوحيد الذي كنت أعرف الجواب ولكن لا أحب سماعه وهو أني أنا من هددت أي كلب فيهم يأتي ليوقظني في رمضان ولو كان المغرب قد أذن يوم أمس!

 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • masterboy

    راك كبير يا حبيبنا

  • نور الدين

    شكيل ليس مثله شكيل