-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القدس.. وحرارة الشارع

حسان زهار
  • 503
  • 0
القدس.. وحرارة الشارع

تماشيا مع برود الشارع العربي مع القضايا المصيرية للأمة، بدأنا في السنوات الأخيرة نلاحظ برودا لافتا أيضا في الشارع الجزائري، حيال القضية الفلسطينية، على الرغم مما يمكن تسميته “البروباغندا” دائمة الانتشار، حول مقولة “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، أو تلك الحمية الزائدة التي كانت في الشارع الجزائري حيال أي عدوان أو حصار ضد قطاع غزة.

الطريقة التي واجه بها الشارع الجزائري مؤخرا، العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على المسجد الأقصى المبارك، وإقدامه لأول مرة منذ 1969، على منع إقامة صلاة الجمعة بالمسجد، وإعلان السيادة الكاملة عليه، وفرض ممرات إلكترونية على المقدسيين للصلاة فيه، أثبتت، بما لا يدع مجالا للشك، أن حرارة الشارع الجزائري انخفضت كثيرا حيال القضية المركزية للأمة، وأن أسبابا كثيرة، بعضها موضوعي وآخر ذاتي، تقف وراء هذا التراجع، الذي يشمل جميع الشعوب العربية تقريبا، على خلاف شعوب إسلامية أخرى، لا تزال جذوة القضية الفلسطينية تعيش في وجدانها، على غرار الأتراك والماليزيين والباكستانيين مثلا.

هل يقف ارتفاع حرارة الصيف وراء تراجع حرارة الموقف؟! هل للمشاكل الاجتماعية وتراجع القدرة الشرائية دور؟ أم إن الواقع العربي المتردي وعقد بعض الأنظمة العربية لصفقات تحت الطاولة مع إسرائيل تمهيدا للاعتراف بها، هو الذي ولد كل هذا الإحباط؟ الواضح أن كل ذلك له تأثير على درجة حرارة الشارع الجزائري، الذي ظل إلى وقت قريب يمثل “ترمومتر” الشعوب الحية لقياس درجة المقاومة ورفض الحلول الاستسلامية.. فهل هي نهاية الشعلة الثورية في أعماق هذا الشعب؟!

لكن، في اعتقادي، الشعوب الحية، حتى وإن مرت بظروف صعبة في تاريخها، أو اضطرت إلى التعايش مع الصمت، لا يمكن أن يموت صوت الحق بداخلها، ذلك أن أقصى ما تنتظره هذه الشعوب، هامش من الحرية والقيادة الراشدة ووحدة الهدف.. وحينها ستعود الجماهير المغيبة اليوم، لتزلزل عروش الظلم بصوت وحدتها، ووقع النعال من أرجلها وهي تضرب الأرض بقوة وإيمان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!