-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القرآن فوق كل شيء

القرآن فوق كل شيء

يؤمن المسلمون جميعا بأحد ما يندرج تحت مصطلح “من الدين بالضرورة”، وهو الإيمان بكتب الله – عز وجل- وآخرها القرآن الكريم الذي أنزله الله – سبحانه وتعالى – على قلب أفضل أنبيائه ورسله، وهو محمد بن عبد الله – عليه من الله أفضل صلاة وأزكى تسليم، ويقول العلماء أن هذا القرآن لا يعدله قول آخر مهما يكن قائله بمن في ذلك ما يعرف في ديننا باسم “الحديث القدسي”، وهو كلام الله – عز وجل- الموحى بمعناه إلى رسول الله – عليه الصلاة والسلام- فهو – القرآن الكريم- كالموحي به “ليس كمثله شيء” مبنى ومعنى، ويكفيه قيمة ومكانة أن الحرف منه بعشر حسنات كما جاء في حديث من لا ينطق عن الهوى، لأنه وحي يوحى.

ولكن بعض المسلمين يضعف إيمانهم إلى درجة أن يرفعوا أناسا مثلهم إلى أعلى الدرجات، ويعطون لكلامهم أو لما ينسب إليهم ويتقول به عليهم “ما لا يعقل ومالا يقبل مغالاة فيهم كقول من قال “إن بقرة سيدي عبد الرحمن الثعالبي أكلت أسد سيدي أحمد بن يوسف الملياني” وأقسم بالله أن هذا ما وقع ولو شهد عليه الناس أجمعون، فالإسلام دين يعطي العقل ما لم يعطه له دين آخر.

من هذا الغلو ما ينسبه بعض الناس إلى الشيخ أحمد التيجاني، صاحب الطريقة المعروف من أن ما يعرف بـ”صلاة الفاتح” – وهي بضع جمل- “تعدل آلاف الختمات من القرآن الكريم”…

لقد قرأت شيئا مما قيل في هذه “الصلاة”، وسمعت أيضا بعض ما قيل فيها، وأكثر ما قرأت وسمعته – حتى من بعض الإخوة التيجانيين- ينكر هذا القول المنسوب للشيخ أحمد التيجاني، وآخر من سمعته ينكر ذلك أشد الإنكار ويبرئ الشيخ أحمد التيجاني من هذا القول الشنيع الذي هو في ظاهره خروج من الإسلام الصحيح الصريح، آخر من سمعت منهم هذا الإنكار عالم في إحدى مدننا الجنوبية في بيته في السنة الماضية، حيث تعمّدت سؤله عما يقال عن قيمة “صلاة الفاتح” وأجرها، فضحك حتى أذنيه، كما يقول إخواننا التونسيون.

ومن آخر ما وقع تحت يدي مما كتب في هذا الموضوع كتاب عنوانه “القرآن فوق كل شيء” للعالم الجزائري الأصل المراكشي المولد والمدفن محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، الذي يعترف له العلماء باستبحار العلم وإن أخذت عليه مآخذ في مواقفه السياسية الموالية لفرنسا إلى درجة أن أكثر الناس في منطقته رفضوا الصلاة عليه عندما توفاه الله. (أنظر: آسيا بن عدادة: الفكر الإصلاحي في عهد الحماية، محمد الحجوي نموذجا. المركز الثقافي العربي ص: 212).

في هذا الكتاب يبرئ الشيخ الحجوي الشيخ أحمد التيجاني من هذا القول الذي لا يقوله مسلم ولو كان أميا، لأنه يؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله، وأنه فوق كل شيء. وقد أخبرني الأستاذ هميسي من جامعة الواد أن هناك كتابا لأحد المغاربة اسمه “الصراط المستقيم في الرد على ما نسب إلى التيجاني بأن صلاة الفاتح أفضل من القرآن العظيم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!