-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السيدة رابحي زهية صاحبة الفكر الراقي والأثر الطيب

القلوب الكسيرة حرمها الرابع وحجّها في بسمة أصحابها

جواهر الشروق
  • 2155
  • 0
القلوب الكسيرة حرمها الرابع وحجّها في بسمة أصحابها
ح.م
السيدة رابحي زهية

ظل الحج إلى بيت الله الحرام حلما يراودها، لكنها كانت على مبدء راسخ أن حجها، هو تلك البسمة التي ترسمها على شفاه المحتاجين والمكروبين، وأن القلوب الكسيرة حرمها الرابع وهي الأقرب والأولى بالإحسان. السيدة رابحي زهية 67 سنة، أم لابنتين متزوجتين، توفي زوجها منذ ست سنوات، وبقيت تعيش وحيدة في بيتها الكائن بحي بن الشرقي بقسنطينة، ومنذ ذلك الحين قررت أن تكرس حياتها لرسم البسمة على شفاه المحتاجين والمكروبين.

جمعت رأسين في الحلال

 بعد قبض دية زوجها المتوفي إثر حادث مرور، قررت آداء مناسك حجة لروح زوجها، لكنها غيرت رأيها بعدما سمعت بقصة أحد معارفها، وهو شاب يتيم نايف الأربعين عاما ولم يتزوج، بسبب ضيق ذات اليد، فتكفلت بتزويجه، ودفع جميع تكاليف عرسه.

لم تكن تعلم أن مبادرتها تلك، ستحيي جذوة الأمل في قلوب، بلغ بها اليأس حد التفكير في الإنتحار، فالشاب الذي تكفلت بتزويجه خطب ثلاث مرات، ولكنه كان في كل مرة ينتهي إلى فسخ الخطوبة بقرار من أهل الفتاة، بسبب إطالته وعجزه عن دفع المهر وإتمام مراسيم الزواج، وكانت آخر محاولاته مع ابنة خالته التي انتظرته ما يربو عن الأربع سنوات، حتى يئست منه وصارحته بضرورة تخليها عنه، ما جعله يفكر في وضع حد لحياته، فأضرب عن الطعام، ودخل في عزلة، حتى ساءت حالته الصحية، وما إن سمعت محدثتنا بالخبر حتى بادرت بمد يد العون وقررت التكفل بتزويجه.

كانت هذه الخطوة مباركة وفريدة من نوعها، بلغ صداها المساجد تقول زهية، أن إماما من أقاربها لم يترك فرصة إلا ونوّه بفعلها وحثّ المصلين على الإقتداء بها.

ولأن شبح العنوسة بات هما يقض مضاجع الكثير من الشباب وأهاليهم، وآفة خطيرة تلقي بظلالها على الحياة الاجتماعية، مخلفة ركاما من الظواهر السلبية،  دعت زهية جموع النساء اللواتي تلتقي بهن في المسجد، أو في مختلف المناسبات إلى تبني فكرتها، والسعي إلى مساعدة الشباب في إكمال نصف دينهم، مؤكدة أن الاصلاح القاعدي الذي يتم بسواعد وأموال الشعب، ومساعداتهم لبعضهم هو الذي يعكس الهوية الحقيقة، والمعدن الأصيل للشعب الجزائري، وبادرت جماعة من السكان القاطنين بالحي من المترددين على المسجد بعرض فكرة إنشاء صندوق لإعانة الشباب المقبل على الزواج.

فعل الخير حلاوة سعادة وإدمان

حجم السعادة التي غمرت زهية وهي تشارك الشاب وأهله فرحتهم بزواجه، جعلها ترتضي لنفسها حياة العفاف والكفاف، وتنفق الباقي في سبيل الله، تقول أنها أصبحت تشعر بنهم لفعل المزيد من الخير، وعندما تجد إعلانات عن مبادرات خيرية أو خدمات إنسانية في المساجد، تشعر بأنها مسؤولة عن دعمها قدر المستطاع .

بيتها سكن مجاني لعائلتين

يعيش الكثير من الأزواج القاطنين مع العائلة حالة لا استقرار في سنواتهم الأولى، حيث تبدأ معهم المشاكل المعروفة في مجتمعنا بين الحماة والكنة، وينتهي الأمر ببعض الآباء والأمهات إلى طرد أبنائهم إلى العراء، وهذا ما حدث مع أحد جيرانها تقول زهية قبل سنة ونصف، سمعت طرقا على باب بيتها في ساعة مبكرة، وعندما فتحت الباب تفاجأت بكنة الجيران تحمل رضيعتها وهي تجهش بالبكاء، ومعها زوجها الذي بقي بعيدا، فأخبرتها أن حماها طردهم من البيت بعد فترة من المشاكل والخلافات، فأسرعت بإدخالهم وفتحت لهم غرفة في بيتها، وتضيف أنهم مكثوا عندها أكثر من ثلاثة أشهر، بعد أن عرضت عليهم البقاء معها إلى حين إيجاد حل لمشكلهم.

أما العائلة الأخرى فكانت لشابة مطلقة، وأم لطفلة، عاشت هي الأخرى ضغوطات كبيرة في بيت أهلها مما اضطرها إلى البحث عن مسكن للإيجار، لكنها قوبلت في كل مرة بالرفض، قبل أن تجد القلب الرحيم والمأوى الآمن في بيت زهية، تقول محدثتنا من العيب أن يقسو المجتمع على شابة مطلقة هي وابنتها، فلا تجد حتى من يرحمها ويستأجر لها غرفة تسترها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • فرحوح ج

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله لها في مالها و أهلها و ادام عليها الصحة و العافية
    وعمل الخير ، بوركت أماني

  • عبد القادر

    الحمد لله أننا نجد في هذه الحياة أمثال هذه المرأة التي بذكر أمثالها تطيب الحياة والتي تذكرنا بسلفنا الصالح من النساء التقيات
    نسأل الله أن يبارك في عمرها وفي صحتها وأن يجمع لها السعادة في الدارين

    وأحسن الله إلى الكاتبة وأتم عليها نعمه

  • حلباوي محفوظ

    هاذه المرأة تعرف جيدا معنى الحيات الدنيا ومابعدهاولى هاذاهى تسعى فى الطريق الصحيح أعنها الله عن إزاحة حواجزالنفس والشياطين وبارك الله لها وتقبلى منها

  • الونشريسي

    هن فيهم البركة.والخير على ايديهم.كم احترمهم بدءا من امي..مهي نظرتك ياواقعية؟

  • بدون اسم

    الله ايجيب الخير

  • Chandella

    امراة رائعة