-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكبائر لا تُغتفر إلا بالتّوبة النصوح

خير الدين هني
  • 446
  • 0
الكبائر لا تُغتفر إلا بالتّوبة النصوح

اليومُ عند الله بألف سنة، ((وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ))، ولكل واحد منا أن يقدّر عدد الأيام أو الشهور أو السنوات الطويلة، التي يقضيها العصاة من مرتكبي الكبائر في عذاب جهنم، ومن يقوى على العذاب حتى ولو كان يوما واحدا بحساب الله ألف سنة من سنوات الدنيا.

والكبائر من الذنوب لا تغتفر بصلاة أو صوم أو زكاة أو حج أو أي عمل من أعمال المعروف والبر، وإنما تُغتفر بالتوبة النصوح التي يعقدها العاصي الفاسق في نفسه، بعد ندم شديد وبكاء وتلطّف إلى الله ودعاء مستمر، والذنوب التي تغتفر بالعبادات وأعمال البر، هي الذنوب الصغيرة ما دون الكبائر، وقد ثبت عن الرسول -صلّى اله عليه وسلّم- أنه قال: “اجتنبوا السبع الموبقات -يعني: الكبائر المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات”. هذه هي الكبائر السبع، وقد رفعها الذهبي في كتاب “الكبائر”، إلى سبعين كبيرة.

منها أو فيما يدخل في معناها، عقوق الوالدين وقطع صلة الرحم، والزنى واللواط وشرب الخمر والمخدرات والمسكرات، والظلم والجور والاعتداء على الناس بأي لون من ألوان الاعتداء، كالتعسّف في استعمال القوانين وتكييفها بالباطل لإلحاق الضرر بالغير، وأكل حقوق الناس بالباطل، وإبطال العدالة في الحكم والتقاضي لصالح كبار القوم وذويهم من أصحاب الجاه، والتفريق بين الناس في المنح والعطايا والأجور من غير مُسوّغ شرعي أو قانوني، وشهادة الزور كمن يشهد على بريء بالجرم، وكتزوير الانتخابات وشراء الذمم لصالح هذا أو ذاك.

والكبر والاستعلاء والتجبر والطغيان على الناس بسلطان أو مال أو علم أو وظيفة أو حسب ونسب، والغيبة والنميمة والحسد، والسعي بالوقيعة بين الناس، وإيذاء الجيران بالقول أو الفعل، والسرقة والاختلاس وخيانة الأمانة والمسؤولية في أي موقع كان، والغش في التجارة والمعاملة والعمل، والقسم الكاذب واليمين الغموس، والرشوة وتقديم الرديئين والغشاشين والكذابين والأفاقين والمرتشين، على أهل الكفاية والمواهب والمهارات، والصدق والوفاء والإخلاص والتميُّز في الأداء… إلخ، لأن ذلك إخلال بتحقيق العدالة بين مواهب الناس وقدراتهم وكفاياتهم، وإضرار بالمصالح العليا للأوطان، بانتشار الجور والمظالم والمناكر، وتعطيلٌ للمصالح العامة والخاصة. لأن الرديئين لا قدرة لهم على تحسين الأداء والجودة والإتقان، فيعوّضون عن ضعف قدراتهم وكفاياتهم، بالتملّق والتودّد والتزلّف والتقرّب والكذب والبهتان والرشوة، لأخذ حقوق الغير من غير حق مشروع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!