-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكرة أيضا وباءٌ في الجزائر!

قادة بن عمار
  • 1483
  • 4
الكرة أيضا وباءٌ في الجزائر!
أرشيف

أفضل قرار تم اتخاذه فيما يتعلق بلعبة كرة القدم في الجزائر مؤخرا، ليس توقيف المنافسة فحسب، بل توجيه الأموال الطائلة التي كانت تستفيد منها بعض الفرق والبطولات إلى وزارة الصحة، وبالتالي إلى شيء أكثر أهمية بالنسبة للجزائريين وخصوصا في المرحلة الراهنة.

الغريب أن أول المرحبين بهذا القرار، وعكس المنطق تماما، كان رئيس الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم، أي الجهة المسؤولة عن هذه اللعبة المتهمة بتبديد المال العام وصناعة العنف ونشر الجهوية وخلق الفوضى!

عبد الكريم مدوار وصف القرار بـ”الجيد”، بل وأضاف قائلا “إننا لن نخسر شيئا إذا لم نلعب كرة القدم”، وهو كلامٌ حقيقي، وقد لا يصلح للمرحلة الراهنة فقط، بل وعلى المدى الطويل، لكن مدوار ومن سيَّروا اللعبة، يدركون جيدا، أننا لم نمارس الكرة أصلا في يوم من الأيام أو في موسم من المواسم، بل اللعب الصحيح كان يحدث في الكواليس وما أدراك ما الكواليس.

أما عن الخسارة وحجم تلك الخسارة، فالواقع يقول إننا خسرنا الكثير بسبب الكرة، حتى قبل كورونا، وامتدَّت أشكالُ الخسارة من الأموال الضائعة إلى سقوط الأرواح البريئة، ولا نتحدَّث هنا عن الأنصار فقط، بل حتى عن المسؤولين، ولعل رحيل رئيس رابطة عنابة مؤخرا، ما يزال بحاجة إلى توضيح، في ظلّ الشكوك التي تتمسَّك بها عائلته حول ظروف وفاته.

قرار توقيف البطولة ومنح اللقب للأول في الترتيب كان متوقعا، بل ولم يكن هنالك أيّ سبب مقنع لاستنزاف كل هذا الوقت (نحو خمسة أشهر) من أجل اتخاذه، فلا الإجراءات الصحية كانت ستتوفر للعب، ولا حتى الظروف العادية كانت مضمونة في بطولة تقام معظم مبارياتها داخل ملاعب مغلقة وبلا جمهور حتى قبل انتشار كورونا.

السبب الوحيد الذي جعل زطشي يعطّل اتخاذ القرار، محاولته كسب الوقت لترتيب البيت بعد رحيله المتوقع جدا، فالرجل يعرف أنه بات منبوذا جدا من طرف صناع القرار منذ فترة ليست بالقصيرة، بل وتم تكليف وزير الشباب والرياضة الجديد بمهمة واحدة وهي إسقاطه، وقد شرع الوزير خالدي في التنفيذ فعلا، فكسب جولتين هما تحريض قدامى لاعبي جبهة التحرير ضد المكتب الفيدرالي، ونسف عقد جمعية عامة لم تكن قانونية أصلا، في انتظار الجولة الثالثة، وهي سقوط زطشي فعليا، مع إمكانية محاسبته على طريقة التسيير وكيفية صرف الأموال، لكن وبعيدا عن هذه الصراعات، يبقى السؤال: ماذا استفادت الجزائر، وماذا سيستفيد الشباب المولع بالكرة من كل هذا؟.. لا شيء!

وعليه، قد يكون من بين السياسات الممكن اتخاذها خلال مرحلة كورونا، أو لاحتواء آثارها فيما بعد، تعليق مباريات ومنافسات كرة القدم فترةً أطول، فلا هذا سيؤثر في المنتخب الوطني المعتمِد على خزان البطولات الأوروبية أصلا، ولا سيجعل الجزائريين يفتقدون الأجواء “الحماسية جدا” لكل شيء ما عدا للكرة.

قرار التعليق وكلما كان طويلا، سيضاعف من مكاسب الخزينة العمومية، ويجعلنا نرتب الأمور مرة أخرى للبدء بشكل مختلف، وبسياسات جديدة، والأهم، بوجوه جديدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • الكعبي

    لو يمس هطا القرار توقيف رواتب اشباه اللعبين الذين اضعفهم اجرا يتقاضى 200 مليون سنتيما باطل ومنهم من لا يعرف ولم يعد هذا المبلغ قي حياته سيكون احسن وافضل وزيادة للخزينة العمومية

  • hariou-harious

    الله يسترك ياسي قادة برت لنا قلوبنا الله ينورك

  • مسعود البسكري

    ما هو أجمل ما قيل عن كرة القدم !!!؟؟؟
    هو ما شهد به شاهد من أهلها متمثل في السيد عبد الكريم مدوار قائلا “إننا لن نخسر شيئا إذا لم نلعب كرة القدم”.
    لو حولنا ميزانية الشباب والرياضة إلى وزارتي التعليم والتعليم العالي لكانت لدينا مدراس بأفواج لا تزيد عن 15 تلميذ يؤطرهم دكاترة مؤهلون.
    شكرا السيد بن قادة على هذا المقال الرائع رغم أنه سيثير سخط البعض ورغم أنه أغفل جميع المفاسد على المستوى الوطني والأفريقي والدولي.
    مرة سألت شابا ضيع شهادة الأهلية و البكالوريا ومستقبله العلمي بسبب كرة القدم فقلت له:
    ماذا تستفيد الجزائر وأنت لو حصل المنتخب الوطني على كل كؤوس العالم منذ تأسيسها !!!؟؟؟

  • مسعود البسكري

    الكرة أيضا وباءٌ في الجزائر!
    ما هو أجمل ما قيل عن كرة القدم !!!؟؟؟
    هو ما شهد به شاهد من أهلها متمثل في السيد عبد الكريم مدوار قائلا “إننا لن نخسر شيئا إذا لم نلعب كرة القدم”
    لو حولنا ميزانية الشباب والرياضة إلى وزارتي التعليم والتعليم العالي لكانت لدينا مدراس بأفواج لا تزيد عن 15 تلميذ يؤطرهم دكاترة مؤهلون.
    شكرا السيد بن قادة على هذا المقال الرائع رغم أنه سيثير سخط البعض ورغم أنه أغفل جميع المفاسد على المستوى الوطني والأفريقي والدولي.
    مرة التقيت بشاب ضيَّع دراسته بسبب كرة القدم فسألته:
    ماذا تستفيد الجزائر وأنت لو حصل المنتخب الوطني على كل كؤوس العالم منذ تأسيس