-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكرة دائما… وأبدا

الشروق أونلاين
  • 2123
  • 0
الكرة دائما… وأبدا

عبد الناصر

لا تفسير لهذا الشغف الجنوني للجزائريين بكرة القدم سوى شغفهم بالحياة وبالفرحة… فما تابعناه في أحياء العاصمة وفي مدرجات ملعب 5 جويلية من صناعة متقنة للفرح، يؤكد تصميم الجزائريين على رسم لوحات السعادة ولو أمام مشاهد البؤس الكروي الذي نعيشه، لأنه لا أحد منح لمستوى كرتنا من خلال منتخبنا الوطني وحتى من فريقي الدور النهائي علامة متوسطة.فما كان يحدث في المدرجات وما كان يجري على مستطيل العشب الطبيعي يوضح كم هو البون شاسع ما بين جمهور قرر أن يفرح وما بين البؤس الذي نعيشه في عدد من منظوماتنا ومنها الرياضة الأكثر شعبية التي يمنحها الجمهور عرقه ودمه ولا تمنحه حاليا إلا الدموع… الجمهور الجزائر قرر أن ينتخب على الأفراح والآمال بالنسبة بالكاملة 100% وينتظر الآن من يمنحه آمالا أخرى في مجالات أخرى ليفجر مزيدا من الأفراح…

فمن غير المعقول أن يبقى جمهورنا ينافس بشغفه وحماسه وتفنّنه في التشجيع أكبر جماهير الكرة في الدنيا ويغلبها جميعا، ولا يقوى منتخبنا المحترف بلاعبيه ومدربه الأجنبي على رد الصفعات التي يتلقاها من منتخبات من وزن الغابون وغينيا ويجلد معه جمهوره من دون أن تأخذه به رأفة… ومن غير المعقول أن تعيش العاصمة أسبوعا أبيضَ لا أوكسجين فيه سوى الكرة، ويعجز أبناء الاتحاد والمولودية خلال تسعين دقيقة عن تقديم جملة تكتيكية أو لقطة فنية توحي أن الجمهور الذي يتغنى بالألوان وبالأسماء كان علي حق…

كل الأشقاء العرب وحتى الغربيين الذين تابعوا القليل من مقابلة الخميس أصيبوا بالدهشة ولم يصدقوا أعينهم وهم يشاهدون براكين النار في المدرجات ويستمعون لزمهرير الهتافات ويتحسسون إرادة شباب يضحون بأيامهم وصحتهم وأموالهم في سبيل فرحة أيقنوا بأنهم لن يجدوها في مكاتب التشغيل وفي لجان السكنات الاجتماعية وفي وعود المترشحين للانتخابات… هم بعثوا رسالة أمل وفير واضحة فهل من مستجيب؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!