-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صعوبة في فرض البروتوكول الصحي وسط المراهقين

الكمامة تنسحب مع تمرد التلاميذ وإصرار الثانويات على إظهار زينتهن

سمير مخربش
  • 2820
  • 1
الكمامة تنسحب مع تمرد التلاميذ وإصرار الثانويات على إظهار زينتهن
أرشيف

تميز الدخول المدرسي الخاص بالطورين المتوسط والثانوي بخلل في تطبيق البروتوكول الصحي، خاصة وسط التلاميذ المراهقين الذين أظهروا استهتارا في استعمال الكمامة التي أضحى غيابها أكبر مؤشر على صعوبة التحكم في الوضع الصحي داخل المؤسسات التربوية.

العودة الى المتوسطات والثانويات، حسبما عاينته “الشروق” في مواقع عدة، كانت لافتة للانتباه أكثر من الدخول المدرسي في الطور الابتدائي لأن الأمر هذه المرة يتعلق بفئة مراهقين عُرفوا في الغالب بالتمرد، وذلك ما تجلي في تصرفات التلاميذ الذين غابت عنهم مظاهر الحيطة والوقاية من الفيروس الذي أبعدهم عن مؤسساتهم مدة ثمانية أشهر كاملة.

وحسب الجولة التي قادتنا إلى مؤسسات ولاية سطيف الوضع كان متروكا للتلقائية واللامبالاة خاصة أن أغلبية الأساتذة والمؤطرين التربويين يشتكون من غياب المعقمات، فكان الدخول في غياب هذه المواد الكيميائية التي لم تكن متوفرة بالشكل المطلوب، فعدا القلة من المؤسسات فإن المعقم كان الغائب الأكبر، وحسب أحد المؤطرين فإن النداء وجه لبعض المحسنين لكن هؤلاء فضلوا توزيعه على المساجد التي أعطوها الأولوية على حساب المؤسسات التربوية، ولذلك اضطر المدراء إلى تخطي هذا الشرط في حين فضلت بعض المؤسسات تحويل المهمة إلى التلاميذ الذي طلب منهم إحضار المعقم كإجراء وقائي.

أما في ما يخص جهاز قياس الحرارة فلم يعرف له وجود في المؤسسات التربوية واكتفى المراقبون بتفقد الكمامة فقط، وكان ذلك عند مدخل الثانويات والمتوسطات حيث لوحظت الاستجابة الكبيرة للتلاميذ والأساتذة فكانت الكمامة حاضرة عند المدخل لكن بعد تخطي عتبة الباب تختفي هذه الأداة خاصة وسط التلاميذ الذين لم يلتزموا بها داخل المؤسسة. وحسب هؤلاء من الصعب البقاء بالكمامة طيلة الحصة داخل القسم وحتى الأساتذة لم يتمكنوا من الالتزام بها وهي النقطة التي أخلت بالبروتوكول الصحي داخل الأقسام وبالإدارة وبساحة المؤسسة. وبالنسبة للتلاميذ الذكور الاستغناء عن الكمامة شمل السواد الأعظم لإظهار نوع من التمرد والشجاعة وسط هذه الفئة المراهقة، وأما بالنسبة للإناث فإن الجانب الجمالي يقتضي ذلك في نظر أغلبية الفتيات وبالتالي لم يترددن في خلع الكمامة لإظهار زينتهن والمحافظة على الماكياج من أجل الظهور في أحسن صورة خاصة بعد غياب دام ثمانية أشهر. فكل التلاميذ جاؤوا بملابس جديدة وأصروا على الظهور في حلة جذابة ولا يمكن في نظرهم إفساد المظهر بالكمامة وبالتالي كانت من آخر الاهتمامات.

ومن جهة أخرى غاب الحذر والاحتياط في دخول التلاميذ الذين التقوا بالأحضان والقبلات التي فرضها الاشتياق بعد غياب طويل. فلم تحترم مسافة التباعد الجسدي وأي التزام بها يصنف في خانة التصرفات الشاذة. ورغم ما سجل من ارتفاع في عدد الإصابات لم يُظهر التلاميذ اهتماما بالأرقام الأخيرة وعلى العكس تماما اقتلعوا من أذهانهم فكرة الفيروس وخطورته وفضلوا العودة إلى الحياة العادية بالتجمع والاحتكاك المباشر دون وقاية، بل إن التلميذ الذي يظهر بعض الالتزام يكون محل انتقاد واستهزاء من طرف زملائه، وهو الوضع الذي يبعث على عدم الارتياح خاصة وسط الأولياء الذين أبدوا تخوفهم من هذه العودة التي يصعب التحكم فيها لأن الأمر يتعلق بمراهقين يعشقون التمرد ويحبون الظهور في أحسن حلة بعيدا عن الكمامة المخلة حسبهم بالصورة الجمالية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • tadaz tabraz

    الجهل سيد الموقف في بلد يعيش بالتمام والكمال ما عاشته دول أروبا خلال القرون الوسطى ( بين القرنين 5 و 15 م ) فمتى تنتهي قروننا الوسطى ؟ ومتى ننظف عقولنا من الجهل لنشبه بو ادم ؟ ومتى نصل الى ما وصلت اليه الدول والشعوب المحترمة ؟ ثم كيف لشعب لا يستطيع حل مشكل الكمامات أن يتحدث أفراده عن : الحريات والديموقراطية والجزائر الجديدة والتعددية الحزبية والتطور والدستور والانتاج والانتاجية والسياحة وخباياها ... انها مصطلحات معقدة لا يمكن أن تتقبلها عقول لم تجد بعد حل للكمامات بل لدى شعب لا يزال الكثير من أفراده لا يعتقدون أصلا بوجود هذا الوباء رغم أنه دار دورتين حول العالم بأسره . انها الكارثة