-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كان مركزا لجيش التحرير وصار نموذجا للإقامة لدى الملاّك

“الكوخ الأصفر” محل دراسة لنيل شهادات في السياحة بباتنة

الطاهر حليسي
  • 1969
  • 0
“الكوخ الأصفر” محل دراسة لنيل شهادات في السياحة بباتنة
ح.م

اشتهر كوخ العم محند الطيب، الواقع بأعالي منطقة إيذمراون، بمنطقة علي النمر التابعة لبلدية مروانة في ولاية باتنة، في السنوات الأخيرة، بمسمى الدار الصفراء، لدى الجوّالين والزائرين للحظيرة الوطنية بلزمة، سواء من داخل الولاية أم خارجها أم حتى خارج الوطن، نظرا لوقوعه وحيدا بين الغابات وعلى ارتفاع 1530 متر.
وكانت الدار المملوكة لعائلة عمر يحياوي، مركزا لجيش التحرير الوطني خلال الثورة المجيدة، قبل أن تتحول في السنوات الأخيرة، مهجعا للسياح ربيعا في مرحلة اخضرار الطبيعة، أو شتاء خاصة بتساقط الثلوج، كما كانت الحال أمس، ويقيم السياح في المنزل وفق صيغة معروفة في العالم وهي الإقامة لدى الساكن، بحسب رغبته سواء إقامة كاملة بالبيت، وجزئية باستغلال غرفة واحدة فقط، والوسائل التي يوفرها صاحب المنزل سواء عبر التكفل بالمتطلبات، أم الإرشاد لزيارة المناطق الجبلية والغابات الكثيفة المليئة بأشجار الأرز الأطلسي، بحكم خبرته الطويلة في المكان الذي يمكث به، علما أن الكوخ يحتضن أحيانا جلسات ثقافية وحتى موسيقية لأبناء المنطقة الذين يفضلون المبيت به وإعداد الطعام والالتفاف حول “المدخنة التقليدية” التي تعطي جوا رائعا، حيث قام مالكها بعملية ترميم بسيطة محافظا على الطابع التقليدي.
ونظرا لكل هذه الخصائص، فقد أنجزت حول الدار بصفتها نموذجا في الإقامة لدى الساكن، دراسة ومذكرة تخرج للطالبين شرقي فرحات ودهيمي داود، لنيل شهادة تقني سامي في السياحة، تخصص السياحة الجبلية، تحت إشراف الأستاذ مخناش عبد العالي، وجرت المناقشة في المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني الشهيد عشي محمد بن محمود بحملة، التي استعرضت الدور الذي لعبه البيت في تشجيع السياحة الجبلية بالمنطقة، مع توصيات مهمة تخصّ تطوير السياحة الجبلية وضرورة منح المعني رخصة استغلال لتشجيعه على تنمية هذا النمط من النشاط البارز بالحظيرة الوطنية لبلزمة، ما يستدعي التدعيم والتشجيع والتفكير في إنشاء استثمارات مواتية للطبيعة مثل الإقامات في إطار مفهوم السياحة البيئية والمستدامة بالمنطقة لخلق حركية سياحية قارة ومستمرة، خاصة مع تنامي الخرجات السياحية المنظمة من قبل جمعيات التخييم والتجوال.
ويبقى الأهم بالنسبة لكل من شاهد هذه الطبيعة الساحرة والفريدة من نوعها هو حمايتها من أيادي العبث وخاصة من النيرات التي التهمت منها مساحات شاسعة في السنوات الأخيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!