-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اللعب بالمحليين السياسيين ممكن…

اللعب بالمحليين السياسيين ممكن…

بدل أن ننظر بإيجابية للانتخابات الرئاسية القادمة، نوغل في الطرح اليائس التشاؤمي الذي أنهك العقول وحطَّم النفوس.. بدل أن نُثمِّن الأهمية السياسية والإستراتيجية لالتزام الدولة بموعد الانتخابات الرئاسية في حينه رغم الظروف الضاغطة ومرض الرئيس نعتبر ذلك “لا حدث” وكـأننا من الديمقراطيات العريقة لتي لا تتراجع عن مثل هذه المواعيد، أو “تمططها” كما تشاء… وبدل أن نرى في تزايد عدد الذين تقدموا لسحب استمارات الترشح لدخول سباق الرئاسيات مؤشرا على توفر الحد الأدنى من الحقوق السياسية للمواطن الجزائري، نصفهم جميعا بالأرانب ونحن لا نعرف حتى مَن هم، ونتهمهم بكل الاتهامات في مقارنة مغلوطة وغير واعية، بالأداء السياسي أحيانا بأرقى ديمقراطيات العالم الولايات المتحدة، التي نعرف جميعا أن الممارسة السياسية بها لا تخلو من سلطة مال وسلطة نظام وسلطة لوبيات ورجال ظل ومؤامرات…

  وبدل أن نرى في عودة مرشح للرئاسيات في حجم السيد علي بن فليس إلى المنافسة مرة أخرى بعد عشر سنوات بأنه عنوان للاحتكام للعقل  للصندوق، بدل اللجوء إلى الوسائل الأخرى، ننظر في شكليات المسألة وتفاصيلها التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.. وحتى المعارضة عندما تتخذ مواقف، هي بالنسبة لكثيرين مأجورة وغير كفأة وغير قادرة على تقديم البديل… أما من يتكلم في السياسة من غير هؤلاء فالدعوة السريعة لهم أن ألزموا بيوتكم أفضل لكم وألا تختلطوا بها، لأنها مجال كل الصفات المنحطة والممارسات غير الأخلاقية… وغيرها…

كل الأسماء التي جرى تداولها لحد الآن هي غير صالحة، بما في ذلك التي هي في الحكم وتريد أن تستمر فيه.. نادرا ما تتم الموازنة بين إيجابيات الشخص وسلبياته، نادرا ما نجد الطرح الواقعي الملائم للمرحلة ونوعية الرجال والنساء الذين يشكلونها… أليست حقيقة أن لكل منا رئيسا في رأسه؟ أليست حقيقة أننا أصبحنا محكومين بمنطق اليأس، غير قادرين على الخروج من قبضته، ومن قبضة تلك النظرة السوداوية للحاضر وللمستقبل معا؟ ألسنا في حاجة اليوم إلى قراءة الواقع السياسي الذي نعيش قراءة أخرى كما هو ومن غير أوهام أو أحلام زائفة؟ ماذا نفعل وعناصر فريق كرة القدم السياسية هم هكذا عندنا؟ هل نستورد سياسيين أيضا؟ أم نبحث عنهم في الأحزاب السياسية المحترفة في أوروبا كما نبحث عن لاعبي كرة القدم ونشكل فريقا من المحترفين السياسيين؟ وما أكثرهم هناك؟

إنني أشعر بأننا اليوم في حاجة إلى النظر لأنفسنا في المرآة السياسية بواقعية من غير غرور ولا أوهام.. الجزائر في حاجة إلى تعميق مسارها السياسي بالتدريج، وعلى الذين يتفرجون خارج الملعب أن يعلموا أن إقامة بطولة بما لدينا من فرق ولاعبين محليين خير من إلغائها، وخير من تدخل “الفيفا” السياسية لإلغائها.. والكل يعلم من تكون “الفيفا” السياسية، وهذا ليس بالتخويف…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!