-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اللهم ألّف بين قلوبنا

اللهم ألّف بين قلوبنا

غدًا يبدأ حُجّاجنا الميامين في التوجه نحو جبل عرفة لإتمام مناسك الحج. كلهم شوق للوقوف حيث وقف الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستماع إلى الإمام يعيد نصحهم وتذكيرهم بأحوالهم الدينية والدنيوية، ولا شك أنهم سيستمعون إلى خطبة جديدة، كما هو الحال كل عام، وفي أذهانهم جميعا تلك الخطبة التي سُميت بخطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم.

 في هذه الخطبة، كانت حرمة دم المسلم هي أول ما يوصى به بعد تقوى الله: “أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا”  ولا شك أنها وصية مازالت حيّة ونافعة إلى اليوم.

فالأمة الإسلامية في هذا العيد بالذات في حاجة إلى تذكير نفسها بها قبل غيرها، إذ لا توجد دماء تُسفك في الكرة الأرضية أكثر من دماء المسلمين، في سورية والعراق ومصر وليبيا، واليمن، والصومال، ومالي وغيرها… حتى  كدنا ننسى فلسطين وننسى القدس وننسى المحتل الأجنبي في أفغانستان ولا نكاد نعرف مصير شعب الروهينغا في بورما وميانمار.

بل أن بعضا ممن آلوا على أنفسهم ألا يرتاحوا حتى لا يبقى هناك شعب آمن في هذه الأمة، مازالوا يخططون في السر والعلن، ليُشهر المسلمون السلاح ضد بعضهم البعض بين سلفية وإخوان، حيث لم يكن هناك شيعة، وبين شيعة وسنة، حيث لا يكون هناك إخوان، وبين سلفية وسلفية، حيث لا يكون إلا هؤلاء وبين الوطنية والإسلام، حيث يسود المذهب الواحد…الخ، بحجة تحقيق الدولة الإسلامية عند البعض أو ترسيخ الدولة الوطنية عند الآخر.. وإذا لم يتمكنوا من تبرير سياسة القتل هذه سياسيا أو اقتصاديا أو طائفيا أوجدوا من يفتي لهم ليحققوا مزيدا من سفك دماء المسلمين ضاربين عرض الحائط بنص القرآن الكريم في هذه المسألة وبكافة الأحاديث الصحيحة التي تجعل من أكبر الكبائر: الشرك بالله وقتل النفس، ومانعين الناس، من أية قراءة جديدة لخطبة الوداع في هذا الشأن بالذات.

لقد أشارت هذه الخطبة إلى 9 موضوعات رئيسة على الأقل (الأمانة، حرمة الربا، الإحسان للمرأة، الأخوة، رفض التمييز العنصري، الميراث)، ولكن أول مواضيعها كان “حرمة الدماء”، وعلينا جميعا أن ندرك معنى هذه الأولوية على ضوء واقعنا الراهن… وعلى ضوء ما يعيش جيراننا اليوم وما عشناه من قبل، خاصة وأن بعض الأطراف بدأت ونحن على أبواب وداع سياسي قادم، تنحاز إلى خطاب التطرف وإثارة الضغائن والمس بالأعراض بدل الانحياز إلى خطاب محو الأحقاد والاعتراف بالخطأ والتطلع إلى المستقبل والتأليف بين القلوب في هذه الأيام المباركة، ليس فقط بين الجزائريين إنما بين كافة المسلمين، بل بين كافة الناس.. ألم يكن الكلام موجها في الخطبة لكل الناس؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • بدون اسم

    قال الرسول صلى الله غليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض والسيف مثل مثل الاسلحة الاخرى

  • بدون اسم

    ما قلته حق الغرب يصنع الاسلحةويبيعونها والمسلمون الامن رحم ربك يشترونها ويتقاتلون بهاالكل يظن نفسه على حق وغيره على باطل فالحين في القتل وليس في الصناعة اللهم اهدنا الصراط المستقيم

  • قادة

    دماءو ارواح المسلمين رخست حتى اصبحت لاتعني لدى المسلم شيئا. لقد وصل بالمسلمين اليوم لايعطون اهميةللمئات بل الالاف من الارواح التي تزهق في بلاد المسلمين و التي تعرض صورها على شاشات التلفزيون وكان الناس يشاهدون فيلما خياليا اوكانه تمثيل مسرحي على خشبة.لقد ميعت موت الملسم حتى اصبحت من المالوف حتى اصبحت لا قيمة لها و اقل من الحيوان عند من يساعدون و يساهمون و يقتلون المسلمين من الذين يستقوى المسلمون بهم على بعضهم البعض ان كانوا انظمة او معارضون. الحقيقة مرة لكن الحق يقال العيب في علماء المسلمين...

  • نصرالدين

    كلام جمليل..أشكرك أستاذي الكريم.

  • رشيد على

    نحن فى زمن اختلطت فيه المفاهيم واصبح الاجتهاد سمة الكثيرين ممن يعلمون او لا يعلمون ...وحرمة الدم اقل اثرا من حرمة عدم اطعام هرة وهناك من يفتى... ودم المسلم على المسلم اهون من دم الشاة فى يوم النحر الاعظم ...واصبح الدين تجادة رابحة حينا وخاسرة فى معظم الاحيان...وهكذا وجدت امتنا نفسها ممزقه مابين غرب طامع وادوات رخيصة لا قيمة للاوطان عندها...فنحن بحاجة لاعادة النظر فى مفاهيمنا عن الوطن والدوله والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان....الخ والاهم نحن بحاجة للعوده للجذور ..حمى الله اوطاننا وكفاها شر ...

  • جزائرية

    شكرا استاذ على هذا المقال الراائع والله لقد اقشعر بدني وانا اقرأ اسطر ما كتبت ولكن ندعو الله ان يؤلف بين قلوب المسلمين كافة

  • Belacel

    El homa erzokna elfahem el sahih.

  • بدون اسم

    ليت قومي يسمعون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟