-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اللهم إنّا صائمون!

قادة بن عمار
  • 4596
  • 4
اللهم إنّا صائمون!

وزير التضامن السعيد بركات محقّ جدا عندما يقول بأن قفة رمضان ليست حكرا على الفقراء، والأمر ذاته بالنسبة لمطاعم الرحمة، فهي ليست مخصصة للجزائريين المسلمين فقط، ولكنها أيضا للأجانب من ديانات أخرى، وهو الكلام الواقعي جدا الذي قد يدفع ربما، لتغيير اسم وزارة بركات في الحكومة المقبلة، لتصبح وزارة التضامن.. مع الأغنياء وعابري السبيل والأجانب!

طبعا “لا ضامن” لبقاء بركات وزيرا للتضامن في الحكومة المقبلة، ولكن مهما كان الحال، فإن السلطة حددت مفهومها للفقر مرة أخرى، حين قالت أنها ستحافظ على سياستها في توزيع قفة رمضان، ليس باعتبارها واجبا أخلاقيا أو سياسيا، ولا من أجل مساعدة المواطنين المحتاجين لتلك الإعانات والمساعدات، بل باعتبارها مجرد عادة، أو هواية لإعانة الناس.. موضة دأبت الحكومة على ممارستها سنويا، في إطار سياسة البلاد العليا، القائمة على مبدإ الموالفة خير من التالفة!

نحن هنا بالمناسبة، لا نقصد من كلمة “تالفة” في المثل الشعبي الأخير، تلك المواد الغذائية سريعة التلف ولا الفاسدة التي يتم حشرها في قفة رمضان حشرا، حيث يكفي الحكومة أنها توزعها رغم الاعتراف بأن جميع الجزائريين مرتاحون ماديا وليسوا في حاجة إليها، وعليه، فلا ضير من توزيع فرينة مسوّسة داخلها، أو طماطم منتهية الصلاحية أو زيت لا ينفع حتى لوضعه في محركات السيارات،.. طالما أننا لم نسمع حتى الآن بمواطنين ماتوا بسبب قفة رمضان أو قتلتهم المواد الغذائية المسمومة فيها، بقدر ما سمعنا عن حالات تسببت فيها ولائم الأعراس وحلويات الخواص، وحتى البطيخ والدلاع في الصيف، وهذه الفاكهة الأخيرة، لا علاقة للحكومة بها، لا من قريب ولا من بعيد!

بركات كرّر مقولة صديقه وزميله في الحكومة، بوعبد الله غلام الله حين قال هذا الأخير أنه لا فقراء في الجزائر، مبينا أن توزيع القفة في رمضان مجرد عادة وليست سياسة مبنية على الواقع أو المنطق.. هذا على أساس أن جميع سياسات الحكومة منطقية وواقعية.. لكن في الوقت ذاته، كم نتمنى من وزير التضامن، وبعد أن يفطر في بيته الفاخر وعلى مائدة إفطاره، وسط دفء عائلته الكريمة أن يجيبنا على السؤال التالي: إذا لم يكن هنالك جزائريون يحتاجون إلى التضامن، وكلهم مرتاحون ماديا ولله الحمد.. ثم للحكومة، فما فائدة وجود وزير للتضامن أصلا؟!

نرجو من معاليه أن لا ينزعج من السؤال، ولا يتنرفز، أو يُصنّف تدخلنا في شؤونه الوزارية الخاصة كجزء من المؤامرة الهادفة للإطاحة به من فوق الكرسي، ونحن تفاديا لذلك كله، طلبنا منه الإجابة عن استفسارنا بعد آذان المغرب، منعا لأي طارئ، وحتى لا يكرر علينا ما يقوله بقية أعضاء الحكومة حين يُسألون ويحاسبون من طرف الشعب هذه الأيام، فيردون بجملة واحدةاللهم إنّا صائمون.. عن الكلام وعن القرار..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • Foufou334

    لن تعرف شؤون العامة أبدا و أنت في منصب الوزير ،الزوالية لم يبقى لهم من رائحة رمضان الزكية سوى قفة الحكومة المتعفنة اللهم اني صائم

  • منتقد كيفكم

    أنا نقولك واش راه يدير الوزير بعد ما فطر

    راه يضحك عليك, فلقد عوضته عن " الحاج لخضر مول العمارة"

    في الجزائر كاين طرفين لا ثالث لهم و هما الحكومة المعوجة و الشعب الذي ينتقدها.

    مازالنا نحوسو على الطرف الثالث الذي يعمل, يصنع, ينتج, .....

  • abdou

    wallah bien dit mai لا حياة لمن تنادي

  • البشير بوكثير

    أوجزت ووفيت وكفيت يا سي قادة.