-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اللواء محمد علاّق كما عرفته

عثمان سعدي
  • 1383
  • 0
اللواء محمد علاّق كما عرفته
أرشيف

توفي اللواء محمد علاق قبل أيام من شهر مايو 2022، وهو من قبيلة اللمامشة عرش لعلاونة من دوار ثازبنت بولاية تبسة، عرفته كنا تلاميذ في مدرسة تهذيب البنين والبنات بتبسة، ثم انتقلنا لمعهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة الذي كان يديره العلامة الشهيد العربي تبسي الذي قال فيه محمد علاق: علّم الصغار والكبار بدروس الوعظ والإرشاد، وممن آمنوا بضرورة محاربة الاستعمار بالسلاح، ولذلك كان خير داعية يدعو الناس للالتفاف حول الثورة التحريرية المجيدة.

ثم التحقنا بجامع الزيتونة بتونس كنا نقيم في عنبر بحي الوصفان كان سقفه واطئا ، كان علاق ذو قامة طويلة كنا ننام على أسرة خشبية وكلما أراد تغيير ملابسه ولبس بيجامة للنوم يصدمه في رأسه السقف الخشبي فقال فيه زميلنا سعد الدين نويوات البيتين التاليين :

ولي جسد العملاق إن قمت هدّني على الرأس لوح قاسي الضربات

فيا عجبا للرجل تجني وتتقي برأسي وأبقى دائم الحســــــــــــــــــــــــرات

قبل الثورة كنا سياسيا أعضاء في حزب الشعب الجزائري وطلبة في مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

عند اندلاع الثورة كان محمد علاق من الأوائل الذين انضموا لجيش التحرير الوطني، وأنه كان في أول بعثة نظمتها الثورة للجنود الشباب، للتكوين العسكري في سوريا الشقيقة، وقد كان معه في هذه البعثة شبان آخرون أصبحوا فيما بعد قادة في الجيش وموظفين سامين، مثل عبد الرزاق بوحارة، حسين بن معلم، نور الدين صحراوي، عبد الحميد إبراهيمي، سعيد آيت مسعودان؛ وهي قائمة تناهز الخمسين فردا، تكونوا تكوينا رائعا على بد ضباط سوريين أكفاء مؤمنين بأن الثورة الجزائرية أعظم حدث في تاريخ الأمة العربية ولا بد من دعمها بسائر الإمكانيات .

بعد الاستقلال عينه الرئيس الهواري بومدين قائدا لإقليم الجزائر العاصمة العسكرية، لثقته في وطنيته الصادقة وكفاءته العسكرية . وكان مسؤولا على أمن الجزائر العاصمة حفاظا عليها من أي عبث أو محاولة انقلاب .

بعد التقاعد كان يساهم في المناسبات الثقافية والتاريخية؛ فأول ما يلاحظه المرء في شخصية المرحوم هو التواضع، ونظافة اليد، والترفع عن سفاسف الدنيا؛ مما جعله يحظى ـ طوال حياته ـ بالاحترام من طرف الجميع.

تعازينا العميقة لزوجة اللواء محمد علاق التي أنجبت منه خمسة أولاد، ساهمت في تربيتهم التربية العربية الإسلامية، وتعازينا للجيش الوطني الشعبي أسرة المرحوم الكبرى. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!