-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المباراة لن تعاد والحياة تستمرّ

ياسين معلومي
  • 2462
  • 0
المباراة لن تعاد والحياة تستمرّ

بعد نحو شهر ونصف شهر من الإقصاء المرير من مونديال قطر، بدأ الجمهور الجزائري يتقبّل الأمر الواقع ويتجاوز الصدمة، لاسيما بعد أن تأكّد أنّ المباراة لن تعاد، وبدأ الجميع يتحدّث عن تصفيات كأس إفريقيا 2023 والاستعداد لكأس العالم 2026 وضرورة ضخّ دماء جديدة في المنتخب والنظر إلى المستقبل، وهكذا هي دورة الحياة: فشلٌ فنهوضٌ لمواصلة الطريق بعد استخلاص العبر والدروس.

لقد استعمل أعداء البلاد كل السبل لإعاقة رفقاء محرز عن تحقيق الفوز والتأهل بإرسال الحكم الغامبي غاساما، وطاقمه الذي عرف بخبث تحكيمي كيف يقف ضد المنتخب الجزائري، ويُخرجه من المشاركة في المونديال، وبمباركة الهيئة الإفريقية والدولية للعبة.. يحدث كل هذا في ظل الصراعات والانشقاقات التي تحدث في محيط كرتنا، بين أعضاء لا يهمّهم سوى مصالحهم الشخصية والبقاء في مناصبهم أطول مدة ممكنة، ولا يعيرون أي اهتمام لمستقبل الكرة الجزائرية التي تراجع مستواها بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة.

غياب المنتخب الوطني عن مونديال قطر أحزن الجزائريين وجعلهم يتشبَّثون بأمل التأهل، وقد استغلّ بعض المتطفلين والجهلة وهم إعادة المباراة ليوهموا بدورهم الشعب الجزائري أن مباراة الكاميرون ستعاد من دون أدنى شك، بقصد رفع عدد متابعيهم على منصات التواصل الاجتماعي وتحقيق المزيد من الأرباح المادية، وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن ما قدّمته اتحاديتنا من دلائل لـ”الفيفا” غير كاف ولا يسمح حتى بفتح الملف ودراسته، إذ عجزوا عن إثبات وبالدليل تلقي غاساما رشوة، وهي الحالة الوحيدة التي كان يمكن أن تعيد لـ”الخضر” الحق في التأهُّل.

زد على ذلك، أن الجهات التي أرسلت لها الملف والمتمثلة في لجنتي الانضباط لا يحق لها أبدا ولا تملك الصلاحية في اتخاذ قرار إعادة اللقاءات من عدمه، وهي هفوة تدلُّ على أن الاتحاد الجزائري لا يملك من يعرفون قانون اللعبة، وهذا رغم أن أغلب القانونيين يعرفون ذلك جيدا، والسؤال المطروح: لماذا لم تلجأ “الفاف” إلى هؤلاء  المختصين، وحتى إلى المسيِّرين السابقين الذين لهم علاقات وطيدة مع الهيئات الدولية، وتركتنا أضحوكة في المحيط الكروي الإفريقي؟ والسؤال الآخر: لماذا يدافع وزير الشباب والرياضة وحاشيته عن ملف يعرفون نتائجه مسبقا، ولماذا يزرعون بذرة أمل لكل الجزائريين، وهم متيقنون أنهم سيخسرون المعركة والحرب معا؟

ألم يكن الأجدر مثلا تكليف مسؤولين سابقين لهم باع في الهيئات الدولية للدفاع عن الملف الجزائري، لأنهم يعرفون خبايا الكرة الإفريقية عن ظهر قلب؟ اليوم وقد أغلِقت كل الأبواب في وجه منتخبنا الوطني، ألم يحن الوقتُ للتعقل لإعادة الهدوء إلى بيت “الخضر” الذي تنتظره استحقاقاتٌ قادمة؟ لقد فشل بعض المسؤولين في مهامهم وأفقدوا كرتنا هيبتها محليا ودوليا، وقطعوا الطريق أمام أبناء جلدتهم للتواجد في الهيئات الكروية القارية والدولية لحسابات ضيقة.. لكن، وفي جميع الأحوال، فإنّ الإقصاء من كأس العالم ليس نهاية العالم، وعلينا أن نعود إلى مكاننا المعهود، لكن بأشخاص يمتلكون فنّ الدبلوماسية الرياضية، وليس بالذين لا يريدون الخير للجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!