-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المتاجرون والمتاجرات بحقوق الفحلات!

نادية شريف
  • 1850
  • 9
المتاجرون والمتاجرات بحقوق الفحلات!
جواهر الشروق

كتب أحد الجنود الفرنسيين أثناء الثورة التحريرية في مذكراته”.. لما كنا نقوم بعمليات التمشيط ومداهمة القرى والجبال، للبحث عن المجاهدين، كان كل مرة يحز في قلبي ويشعرني بالخجل من نفسي ،ردة فعل النساء الجزائريات، حيث كن يهرولن و يهربن بسرعة البرق نحو اسطبلات الحيوانات عند رؤيتنا، و يقمن فورا بتلطيخ أجسادهن بالروث وفضلات الحيوانات لكي نشمئز منهن عند محاولة اغتصابهن، و لا نقربهن بسبب الرائحة الكريهة التي تنبعث منهن بفعل الروث، حقا صورة لن تغادر ذهني ما حييت، و تجعلني أكن احتراما لهؤلاء اللاتي قمن بالسباحة في الروث لأجل شرفهن”.

نعم هن الفحلات، اللاتي لولا تضحياتهن لما عادت الجزائر للجزائريين إنها الأم التي ربت، والأخت التي عطفت، و الزوجة التي تحملت، و البنت التي صبرت، هي المرأة الجزائرية التي كانت و لا تزال أساس المجتمع، و من دونها لا حياة ولا مجتمع و لا هم يحزنون.. لسنا في حاجة لدخول المرأة إلى البرلمان، أو جعلها تعمل في أعمال شاقة لا يقوى حتى الرجال عليها، لنؤكد أننا نحترمها ونمنحها حقوقها.. المرأة ليست نصف المجتمع بل المجتمع ككل ومسؤوليتها أكبر من أن توصف في بضع كلمات، فتربية الأولاد وحدها مهمة شاقة لا يقوى عليها أعتى الرجال، ولا يختلف اثنان أن الأم وحدها القادرة على أن تنتج لنا جيلا صالحا يعمر البلاد، ويطورها، ويرفعها إلى مصافي الدول المتطورة، وهي من تجعل هذا الجيل فاشل غير قادر على تسيير أمور حياته اليومية فكيف بمسؤوليات بلد.. لست هنا أرافع لأقول أن مكان المرأة هو المنزل، ولا أتكلم على وجوب منعها من العمل وجعلها ربة بيت وفقط، لكن ما المانع أن نكرم المرأة الماكثة في البيت التي تسهر على تنشئة جيل من الرجال و النساء الصالحين والصالحات؟.. ما المانع من تعويضها بمنحة مجزية تجعلها تحس بالخدمة الجليلة التي تقدمها للوطن؟.. ما المانع أن نكرم هذه المدرسة التي ضحت بطموحها الشخصي من أجل أولادها و المجتمع؟ ، ونجعلها تحس أنها مهمة و المجتمع مقدر لجهودها ، أم أن أقصى ما نستطيع فعله  هو جلبها في الـ 08 مارس مع الشاب يزيد و إيهامها بأنها مهمة في ذلك اليوم الموعود؟ أو أن نخلق لها  منظمات صورية تترأسها نساء أقل ما يقال عنهن أن صلاحيتهن الفكرية والذهنية انتهت، نساء كافرات بمبادئ الجزائريات الفحلات؟.

علينا مراجعة مفاهيمنا حول حقوق المرأة ،علينا مراجعة ،مفهوم المرأة في مجتمعنا الذي يعتبر الدين الإسلامي دينه، علينا أن نعطي المرأة حقها لا أن نتاجر به، فجواهرنا أغلى ما نملك في هذا الوجود.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • أنور محبوب

    كفيت و ووفيت

  • أنور محبوب

    كفيت و ووفيت

  • الطيب

    يااميرة قال ايضا ابن باديس...اذا تلمت وربية ولدا علمت فردا...واذا ربيت وعلمت امراة علمت امة..

  • jasmen

    حقا قرات مقالك مرارا وتكرار وما مللت منه لازال اسلوبك كما هو مؤثر جدا كما عهدناك
    افتخر جدا بما وصلت له بمجهودك ومثابرتك وعزمك واااااااصل
    وتاكد انني فخورة جدا بمعرفتي الشخصية بك
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وكل ما في قلبك وتتمناه ان شاء الله

  • أميرة

    اعتقد ان افضل تكريم قدم للمرأة كونها خلقت أما قادرة على بناء المجتمع من خلال تربية جيل قادر على تغيير العالم كما يقول ابن باديس "نحن بحاجة الى نساء لا تطير بنفسها بل نساء تربي لنا جيلا قادرا على ان يطير بنفسه مستقبلا" ...و هي في نظري أصعب المهام وأنبلها على الاطلاق. بالتوفيق

  • soraya tk

    صدقت استاذ في كل ماقلت،أظن ان سبب الانحطاط الاخراقي في المجتمع عائد بشكل أساسي الى خروج المرأة من بيتها للعمل و تخليها عن واجبها الحقيقي و الاساسي الذي وجدت من أجله،في المقابل انا متأكدة ان المرأة ان وفر لها ما تريد سواءا كان ماديا او معنويا ستفضل المكوث في بيتها راحتها و مملكتها على اي شيء اخر لكن في بعض الاحيان الظروف أقوى

  • soraya tk

    صدقت في كل ما قلت استاذ ،أظن أن سبب الانحطاط الاخلاقي في المجتمع عائد بشكل اساسي الى خروج المرأة للعمل خارج بيتها و تركها واجبها الحقيقي و الاساسي، في المقابل متأكدة أن المرأة اذا توفر لها ما تبحث عنه ستفضل المكوث في بيتها عالمها و راحتها و لكن ايحانا الظروف أقوى

  • اسية منار

    "إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم"
    لقد اكرمتهن بقولك
    بوركت وحفظ الله حريمك

  • أمال السائحي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي الكاتب أوافقك مائة بالمائة على ما دبجت في هذا المقال الرائع، وهذه الأفكار التي ان دلت على شيئ فإنها تدل على تفهمك الجاد لمسؤولية الرجل والمرأة وما رأيك بالمرأة العاملة عن بعد، بمعنى تعمل وهي في بيتها خاصة وان كان عملها يتفق مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، هكذا نضمن الأم في البيت وأنها تحقق ذاتها في مجتمعها، لأنني اعتبرها ان صلحت فهي المجتمع كله: يقول الشيخ ابن باديس عليه رحمة الله :" أن الأمة كالطائرة لا تطير إلا بجناحين، وجنحاها هما الرجل والمرأة..
    شكرا لك