-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المثقف العضوي الجديد

المثقف العضوي الجديد

يبدو أن المواقف التي يتخذها الإعلامي أو رجل الدين أو الأستاذ أو الفنان أوكل من يُصنّف ضمن خانة “المثقف” اليوم، من الأحداث التي تجري من حوله، هي أقرب إلى مواقف المثقف التقليدي منها إلى المثقف العضوي على حد تعبير “غرامشي”. ذلك أن المفكر التقليدي عادة ما لا يدرك الإشارات الحاملة للمستقبل، ولا طبيعة القوى الصاعدة، التي تحمل معها الأمل، ويقف مساندا للقوى التي لا تعيش على سوى ثقافة الخوف والتخويف واليأس.

الإشارات الحاملة للمستقبل اليوم تقول إنه لا يمكن لأية سلطة أو دولة أو حكومة أو سياسي أن يستمر في الحكم استنادا إلى القوة العسكرية أو إلى المال وحدهما مهما بلغت هذه القوة العسكرية من بطش ومهما بلغ هذا المال من حجم. الوسيلة الأساسية التي يمكن من خلالها الوصول إلى الحكم أو البقاء فيه برضا الناس هي القدرة على التحكم في وسائل المعرفة الجديدة القادرة على التعامل مع عقول الناس وإيصالهم إلى حالة من الاقتناع به أو بمشروعه أو بسياسته وحتى بقوته وبماله…

وبرغم هذه الإشارات الواضحة، ما زال هناك من “السياسيين” من يعتقد في إمكانية البقاء استنادا إلى القوة أو المال، وإلى من يبرر استخدامهما، سواء “المثقف التقليدي” الذي يقف باستمرار ضد حركة التاريخ، أم “المثقف النفعي” الذي يسعى لتحقيق مكاسب مؤقتة مع كل فائز، أو “المثقف الجمعي” الذي يسعى أن يكون مع الجميع وفوق الجميع، أو حتى استنادا إلى نوع جديد من المثقفين يُطلق على نفسه اسم “الكوني” أصبح لا يتردد في تبريك أي سلوك محلي مرفوض باسم نظرياته “الكوسموبوليتانية”..

وهكذا في محاولة لمنع المثقف العضوي الجديد من البروز  ليعبر عن جيل جديد من الشباب أصبح مقتنعا بأن المستقبل لا يمكن أن تصنعه فئة معينة أو طبقة بحد ذاتها أو حزب سياسي بالمفهوم التقليدي، إنما هذه الملايين التي بفضل التعليم أصبحت تُدرك أن المعرفة هي أساس البناء وأساس البقاء وأساس السياسة وأساس الحكم، في تجاوز واضح وإضافة فريدة من نوعها لأفضل التحاليل التي تمت إلى حد الآن حول المثقف ودوره الاجتماعي، بما في ذلك “غرامشي”.

 

هل سيبرز لدينا ساسة وقادة في مستوى إدراك هذه التحولات التي تحيط بهم؟ أم أننا سنبقى نعيش مع أولئك الذين أعماهم ضيق الأفق حتى إن منهم من اعتقد أنه سيخلد في الحكم، ومنهم من ما زال لا يعترف إلا باستخدام القوة العسكرية للبقاء، وأفضلهم من قال بقوة المال، وهو لا يدري أنها هي الأخرى لم تعد تنفع في ظل انكشاف المثقف التقليدي والنفعي والكوني وبداية بروز دور المثقف العضوي الجديد؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • عبد الكريم يحياوي

    ان القارئ المتمعن لمقال اليوم يكتشف أننا بعيدون كل البعد عن المستوى الراقي للمثقف النوعي المثالي الذي حمله إلينا الأستاذ قلالة حفظه الله وهو : المثقف العضوي الجديد ، فاغلب الممارسون للسياسة في وطني يصنفون في تقديري ضمن خانة المثقف النفعي ، حتى اصبح الساعي للنجاح في المواعيد الانتخابية يباشره المواطن الناخب بقوله : ماذا أعطيتني أو ماذا ستعطيني حتى اضمن لك أصوات قبيلتي أو عرشي أو ... وفي كثير من الأحيان هذا المحاور لا يضمن حتى أصوات أسرته المصغرة ، والمقابل الذي يتكلم عليه ينحصر في : سكن ترميم .

  • اضىسضمه

    هاذ المرة صح عصرنا حاليا عصر القوى النفسية فالانسان يبحث عن السعادة اينما كانت فكل التحليلات وجدوا ان المال والسياسة لا يجلبان السعادة بل التعاسة ووجدوا ان بداخل وجدان الانسان قوى نفسية خارقة هى الوحيدة التى تجلب الحض والسعادة للانسان اذا تم تفعيلها ومن بين هاته المنافع

    التواصل فى المستوى الخامس بدون تكلف وباريحية
    مردود انتاجى وفير بسبب التحكم فى مصادر القوة الروحية
    الذكاء الاجتماعى يكون فرد منسجم مع محيطة
    التحكم فى المشاعر والاحاسيس فلا تؤثر عليه السلبية
    الاستفادة من الزمن بحيث هناك برمجة..

  • قادة ولد لمين

    قال امير الشعراء:وإِنَّمَـا الأُمَـمُ الأَخْـلاقُ مَا بَقِيَـتْ فَـإِنْ هُمُ ذَهَبَـتْ أَخْـلاقُهُمْ ذَهَبُـوا.صَـلاحُ أَمْـرِكَ لِلأَخْـلاقِ مَرْجِعُـهُ فَقَـوِّمِ النَّفْـسَ بِالأَخْـلاقِ تَسْتَقِـمِ.وَإِذَا أُصِيـبَ القَـوْمُ فِـي أَخْـلاقِهِمْ فَأَقِـمْ عَلَيْهِـمْ مَـأْتَمـاً وَعَـوِيـلاَ.
    اما معروف الرصافي قال:هِـيَ الأَخْـلاقُ تَنْبُـتُ كَالنَّبَـاتِ اذا سقيت بماء المكرمات. فَكَيْـفَ تَظُـنُّ بِـالأَبْنَـاءِ خَيْـرا اذانشاوابحضن السافلات.
    خيرالختام ماقاله جعفر الصادق:حسن الخلق أحدمراكب الحياة

  • عبدالقادر

    5
    إن واقع الجزائريين اليوم يدعونا إلى البكاءوالنحيب سواءفي البيوت أوالمدارس اوالاحزاب اوالمؤسسات،فأماالبيوت فلا عذرللأولياء لفشو االتسيب فيهم لابناء،اما اي عذرا يبرربه المعلمين اتفسهم،اما السياسةفهو فشو حب المصلحةالخاصةعن المصلحة العامةوالولاء للشخص بدل الولاءللشعب والوطن والقبول بالفسادمن اجل المكوث على رقاب العباد ونهب خيرات البلاد.وإننانسمع كل مرةالتساؤل عن أسباب فشل المدرسةوالاحزاب السياسيةوالمسؤولين والنظام،رغم أن الأمورعندالمنصفين واضحةبينةالاالكثير يتهرب من الحق المبين وهوفشل كل النخب.

  • عبدالقادر

    4
    فإن النظم الآلية لاتبني عالمالتكون أمةولاتجددحياة،وإنماهي ضوابط وأعلام ترشدإلى الغايةوتعين على الوصول إليهامن طريق قاصد وعلى نهج سوي،أماالعمدةالحقيقيةفي الوصول إلى الغايةمن التربيةفهي مايفيض من نفوسكم على نفوس تلاميذكم الناشئين من أخلاق طاهرةقويمة يحتذونكم فيهاويقتبسونها منكم،وما تبثونه في أرواحهم من قوةوعزم،وفي أفكارهم من إصابةوتسديد وفي نزاعاتهم من إصلاح وتقويم وفي ألسنتهم من إفصاح وإبانة،وكل هذا ممالاتغني فيه البرامج غناء،ولوكانت البرامج تكفي في التربيةلكان كل عالم مربيا ولكن الواقع غيرهذا

  • عبدالقادر

    3
    المثقف العضوي الذي تتكلم عليه يادكتور لايوجداليوم لاننالم نساعدفي بنائه،حتى ان وجدفهو مدفون في الجزائرالعميقة كبقيةالمساكين لانه لايقبل بالهوان من اجل ارضاءالسلطان.اما سؤالك:"هل سيبرزلديناساسةوقادةفي مستوى إدراك هذه التحولات التي تحيط بهم؟".كيف ان يكون لناذلك ونحن لم نفعل شيءمن اجل تكوين من نريدفيهم مايتمناه كل محب للوطن والعشب؟نختم هذاالتعليق بهذه الوصيةالجامعة من الشيخ البشيرالإبراهيمي رحمه الله إذقال:"أعيذكم بالله ياأبنائي المعلمين أن تجعلوا كل اعتمادكم في تربيةالصغارعلى البرامج و الكتب...

  • عبدالقادر

    2
    لهذا كل من اتى من بعدهم صار يؤمن بالتبعية لسي فلان على حساب الولاء للوطن و الشعب و هكا ضيع النضال الذي من الفمروض ان يقوم به النخب من المثقفين في جيمع الميادين. الحق مر لكن يجب ان يقال بان شباب مابعد الاستقلال اوله ضاع بين الولاء للشرعية بدون تفكير المهم انه ينال منها ما ينال من منصب ومال اما المعارض فكان يعارض من بلاد الاعداء من وراءالبحار وهكذا سمح لنفه بان يصتف في خانة العملاء والاعداءعلى الرغم من ان اكابرهم هم من افسدوا البلادوالعباد من داخل النظام ونحن كنا لهم تبعا وخدم مطيع بدل منعهم...

  • عبدالقادر

    1
    المثقف العضوي الجديد ليزال في تبعيةشبه المثقف القديم صاحب الشرعيةالثورية حيث لم يعود عضوي بل ملحق له لأنه قبل بأفكاره وغرف من ريع فساده واستحسن سلطانه ونام على اذنيه من اجل ان لايفسد ما بين ايديه من خير و خمير حسب قول والدتي رحمها الله. نعم سيدي الفاضل هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان والا كيف نفسر ما قام به الجيل الاول من ابناء الاستقلال الذين انت ان او اغلب المثقفين والنخب حالياهم الذين يكثرون الكلام لما هرموا وشاخوا وابعدوا. لقد كانوا تبعا لمن بيدهم الحكم وتطبعوا بطباعهم واصبحوا ازلامهم ...