الجزائر
حذّروا من التشجيع الخفي للظاهرة.. خبراء لـ"الشروق":

المخدرات وقود “الحرقة” وعصابات تزرع اليأس في قلوب الشباب..

وهيبة سليماني
  • 2766
  • 21
الشروق أونلاين

دق خبراء في علم الاجتماع، وعلم النفس ناقوس الخطر حول ظاهرة”الحرقة” نحو الضفة الأخرى، وقال هؤلاء إنها آفة تهدد بتحطيم البنية التحتية للمجتمع الجزائري، من خلال عصابات خفية تسعى لزرع اليأس في نفوس الشباب الجزائري، والرمي به إلى قوارب الموت.

ووصف الباحث الدولي في مكافحة الآفات الاجتماعية والمختص علم النفس، البروفسور ناصر ديب، الهجرة السرية بالسرطان الذي ينخر المجتمع الجزائري من خلال فئة الشباب، وقال إن هؤلاء وصلوا إلى درجة اليأس المرضي، وفقدوا الثقة في المستقبل، محملا المسؤولين المحليين مسؤولية التخلي عن دورهم للتكفل بالشباب.

وأكد ديب، أن أكبر آفة عطلت عجلة نشاط السباب الجزائري، وجعلته لقمة سهلة في يد تنظيمات وعصابات خفية وتحت رحمة البارونات، هي المخدرات التي انتشرت بشكل واسع في المجتمع الجزائري مؤخرا، ووصلت حتى إلى القصر والفتيات.

ويرى المختص أن غياب التكفل ودروس الوعي والتوجيه والبطالة، تركت الشباب يغرق في دوامة ويقع في شباك المخدرات والحبوب المهلوسة، وبالتالي زادت مشاكله وتعقدت، وشعر باليأس القاتل، هذه الحالة النفسية حسب البروفسور ديب، فإن “الحرقة”، وركوب قوارب الموت، هو البحث عن الخروج من هذا اليأس ولا تهم إذا كانت النتيجة هي الموت في البحر.

وقال المختص الدولي في الآفات الاجتماعية، إن المخدرات بدأت كحالة شاذة في المجتمع الجزائري، وكان قد حذر منها سابقا، وتوقع أن تصبح في متناول الجنس اللطيف أيضا، وكان توقعه في محله، و”الحرقة” بدأت أيضا كحالة شاذة واليوم أصبحت ظاهرة وتشمل النساء والأطفال، وعدم استدراك الوضع وتخلي المسؤولين المحلين عن دورهم وممثلي الأحياء عن التكفل بالشباب البطال، سوف يجعل المجتمع في فوضى.

الطموح في “الحرقة” موجود قبل كورونا

وفيما زيادة حدة ظاهرة الهجرة السرية للشباب الجزائري، بعد تخفيض إجراءات الحجر الصحي المتخذ للوقاية من كورونا، أوضحت الباحثة في علم الاجتماع بجامعة الجزائر 2، الأستاذة ثريا التيجاني، أن حلم “الحرقة” كان موجودا لدى فئة واسعة من الشباب قبل جائحة “كوفيد19″، وقد كانت شبكات تنظيم رحلات قوارب الموت، معطلة بسبب الوباء، حيث عادت إلى النشاط من جديد وبحدة ووجدت الشريحة قد توسعت أكثر نظرا لزيادة الضغوطات الاجتماعية وانتشار الآفات وإصابة هؤلاء باليأس الشديد الذي أغمض عيونهم، وجعلهم يفكرون في انتحار غير مباشر من خلال”الحرقة”.

وقالت التيجاني، أن هناك تشجيع خفي لـ”حرقة” الجزائريين الشباب، هدفه تحطيم المجتمع، والمساس بالدولة الجزائرية، ولابد حسبها، من رعاية وتوجيه، ونشر الوعي في الأسرة التي ترى أنها تخلت تماما عن دورها، وحان الأوان لإعادتها إلى دورها المهم كخلية أولى في المجتمع.

السعي لتوعية الأسر وإعادتها إلى دورها المهم

وكشفت الباحثة ثريا التيجاني، عن تنظيم لقاء هام عن قريب،يضم خبراء ومختصين، قصد مناقشة ظاهرة”الحرقة” وإيجاد حلول مشتركة للحد منها، وتسجيل كل المقترحات والمساهمات في هذا الميدان.

وأكد أنها ستسعى رفقة هؤلاء الخبراء لمساعدة الأسرة الجزائرية، في محاربة الكثير من الآفات والتكفل بالشباب، حيث أسست المنظمة الوطنية للتوجيه وترقية الأسرة، تهدف حسبها، إلى محاربة الفقر ومساعدة المعوزين، وتوجيه العائلات التي تعاني من مشاكل والمدمنين على المخدرات، وطرق التخلص منها.

وكما ستعمل هذه المنظمة، على البحث عن مناصب شغل للشباب البطال لدى الهيئات العليا والرسمية، وإعطاء بعض المناصب لمن يستهلها حتى يعيش الشاب حياة كريمة.

مقالات ذات صلة