الجزائر
بعد ما فشل سياسيوه في إيذاء جارتهم الشرقية

المخزن يستنجد باللوبي الفرانكومغربي لتأزيم العلاقات الجزائرية الفرنسية

محمد مسلم
  • 6621
  • 20
أرشيف

بن جلون للفرنسيين: أسألوا المغرب عن الجزائر!

بعد ما فشلت المحاولات المغربية المسمومة في الحد من اندفاع الجزائر لاستعادة موقعها وسمعتها، لجأ نظام المخزن إلى تجييش بعض رموز نخبته وأحد أبرز الوجوه الثقافية المتنفذة في فرنسا، ممثلة في الكاتب المعروف الطاهر بن جلون، إلى ضرب مساعي التقارب الجزائري الفرنسي، الذي انتكس مؤخرا.

المخزن المسكون بهاجس الخوف من الأعراض الجانبية لتطبيع العلاقات بين الجزائر وباريس على مصالحه، استغل التطورات الأخيرة، ليهاجم الأطراف الفرنسية التي تسعى إلى ترميم العلاقات مع الجزائر، وعلى رأسها إيمانويل ماكرون، الذي وصفه بـ”الساذج”.

خلفية هذا التوصيف الشنيع من مثقف مغربي يتقلب في نعيم فرنسا (عضو مجلس أمناء جائزة غونكور الفرانكوفونية)، مفادها أن ماكرون لم يقتنع باستحالة إقامة علاقات هادئة مع الجزائر، إلا بعد الأحداث الأخيرة التي عصفت بالعلاقات الثنائية (إلغاء زيارة جان كاستاكس)، بعد نحو سنة من مساعي ترميمها، كما جاء في مقال له بجريدة مقربة من القصر المغربي.

بن جلون استهل مقاله بعبارة تنطوي على الكثير من الإيحاءات: “إن الرئيس ماكرون ساذج للغاية. لقد اكتشف منذ أيام فقط، أنه لن يكون هناك سلام بين فرنسا والجزائر”، لكنه يناقض نفسه عندما يسارع إلى القول بأن كل الرؤساء الذين سبقوا ماكرون إلى قصر الإيليزي، “اعتقدوا أن بإمكانهم إقامة علاقات طبيعية مع الجزائر، لكنهم أصيبوا جميعا بخيبة أمل”. فهل كل أسلاف ماكرون سذج؟

المخزن ويقينا منه بأن أي تطبيع للعلاقات الجزائرية الفرنسية، سيكون بالضرورة على حساب علاقات الرباط بباريس، وهو أخشى ما يخشاه النظام في الجارة الغربية، القائم على الدعم الفرنسي في الكثير من الملفات، وعلى رأسها القضية الصحراوية.. ولذلك سعى بن جلون المعروف بتنفذه في الأوساط الثقافية والإعلامية والسياسية الفرنسية، إلى إقناع الصالونات الباريسية، بأن الطرف الجزائري غير مستعد لإقامة علاقات مستقرة مع المستعمرة السابقة.

“لم يتمكن أي منهم (الرؤساء الفرنسيون السابقون) من تحجيم التوتر الدائم بين البلدين. الجزائر الرسمية لا تريد تطبيع العلاقات (مع فرنسا)”، يقول بن جلون، الذي لم يجد ما يبرر به قناعته هذه، سوى بما قاله وزير العمل والضمان الاجتماعي، الهاشمي جعبوب مؤخرا: “فرنسا هي العدو التقليدي والأبدي للجزائر”، وهي العبارة التي اعتبرها مثقف المخزن، رسالة للوزير الأول الفرنسي والوفد المرافق له بأنهم غير مرغوب فيهم في الجزائر.

بن جلون ومن ورائه المخزن، تودد لفرنسا من أجل ألا تنساق وراء “سراب” تطبيع علاقاتها مع الجزائر، لأن من يصنع القرار في هذه الأخيرة، “يزرع الكراهية ضد فرنسا، التي تفعل كل شيء من أجل تهدئة حرب الذاكرات.. من خلال سعيهم إلى دفع باريس إلى الشعور بالذنب بخصوص ماضيها الاستعماري المؤلم”، على حد زعمه.

ويخلص مثقف المخزن إلى مخاطبة الرأي العام الفرنسي محاولا تيئيسه من أي تقارب محتمل: “يمكن للمغرب أن يخبر فرنسا”، وهو يشير هنا إلى الاحتقان الحاصل بين البلدين حول العديد من الملفات، مثل “فتح الحدود، قضية الصحراء..”، كل هذا من أجل أن يدعو باريس للحذو حذو واشنطن في الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية.

مقالات ذات صلة