-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المشكلة في الرأس لا في الرئيس

المشكلة في الرأس لا في الرئيس

الأمل في الجزائر اليوم وقبل الغد، هو أن يتم حل مشكلة الرأس قبل حل مشكلة الرئيس، ونعني بذلك ألا تُعطى الأولوية لمن سيحكم الجزائر، بقدر ما ينبغي أن تُعطي الأهمية للأفكار والقيم التي ينبغي أن تحكمها في هذا القرن بغض النظر عن طبيعة الأشخاص… ذلك أن مشكلتنا بالأساس خلال العقود الثلاثة الأخيرة، أننا في ظل ظرف ضاغط واستعجالي يعرفه الجميع، بدأنا في البحث عن الأشخاص من غير أن نلتفت لطبيعة الأفكار والقيم التي يحملونها أو يصنعون من خلالها سياستهم، المهم ألا تنهار الدولة وأن لا ينتصر مخطط أعدائها…

وحكم هؤلاء بصيغ مختلفة فيها الكثير من الأشياء وقليل من الأفكار… كانت بمثابة الخيارات التي مازالت لم تخضع للاختبار. أصابت أحيانا وأخطأت أخرى، إلا أنها حكمت الدولة طوال تلك الفترة وطبعتها بطابعها. 

وكان من نتيجة ذلك أن تحولت هذه الدولة من منطق البناء على أساس الخيارات الفكرية والاستراتيجية والقيم العليا، إلى منطق البناء على أساس الأشخاص وما يستطيعون توفيره للناس من أشياء على شكل غذاء أو دواء أو أجور أو مساكن وقروض وإعفاءات أحيانا… لا هي  لبّت حاجات الجميع، ولا هي أرضت الجميع…

ودخلنا من حينها في دوامة عنوانها: الشعب يريد المزيد، والدولة لا تستطيع أن تزيد… و أحيانا تُعطي لمن تريد…

وفي ظل هذه الدوامة لم تعدالعقول تهتم بالعمل والإنتاج والتضحية والكفاءة وحب الوطن…، بل أن مثل تلك القيم (السامية) أصبحت وكأنها تنتمي إلى عهود غابرة أو عفا عنها الزمن، لا يمكنها أن تتلاءم مع مرحلة أصبحت فيها البطون هي سيّدة القرار، والرؤوس الفارغة هي صاحبة الدار...

وأصبح لزاما علينا اليوم، أن نعود إلى جادة الصواب إذا أردنا بحق أن نحل مشكلة الجزائر، ونفتح باب الأمل على مصراعيه للأجيال القادمة: أن نقتنع بأن المشكلة ليست في الشخص الذي سيحكمها، إنما في استعادة القيم التي سادتها منذ جيل التحرير وينبغي أن تسودها اليوم.

هل نستطيع، كأمة لا كأفراد ذلك.. هل نستطيع استعادة جوهر ما كان دوما يحركنا: حب العلم وحب العمل وحب التضحية والتفاني من أجل بناء الوطن…؟ أم أن مثل هذه العبارات (القيم العليا) أساس وجودنا ستبقى أغنية عفا عنها الزمن، مرتبطة بالرأس الذي يسعى الكثير أن يبقيه مفصولا، بعيدا عن أي تأثير، ليس فقط عن جسم الأمة، بل أيضا عن جسم الرئيس؟..

جوابنا بالإيجاب عن السؤال الأول، وبالنفي عن السؤال الثاني، هو وحده الذي سيحطم جدار اليأس ويوسع مساحة الأمل أساس إعادة بناء الدولة التي ضحى من أجلها الأبطال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • احمد

    في الحقيقة يوما رايك في الصفوف الامامية ل RND شبعت و انت الذي اخذك النظام الى المعتقلات في الصحراء و انت ابن شهيد تكون مع الزمرة و الان تأتي لتنظر لهم من يسمعك اما الطبقةا لمثقفة فهي تعرفك انك لا يؤمن جانبك و تكون كما هم او اكثر و قد صدمنا في السعيد بوشعير من قبل كنا نحسبكم في المقدمة لكن وجدناكم طماعين لا اكثر

  • عبد الحميد

    بين الفكرة والفعل خيط رفيع ..؟؟؟؟

  • حكيم

    الأستاذ سليم قلالة،تحية طيبة والسلام عليكم،اين هي جريدتكم الأسبوعية الحقيقة،كنت من قرائها في التسعينيات،اختفت ولم نعد نراها،أم هي موجودة ولا علم لنا بها،نتمنى لكم التوفيق،وشكرا على المقال

  • حكيم

    السلام عليكم،ان من يخدم امته،لشرف عظيم وحظوة عزيزة،لاينالها الا القلة القليلة عبر التاريخ،من رزقوا إيمانا وبصيرة،الذين لا ينتظرون مدحا من إنسان،ولا يلتفتون لمن يحاول إحباط هممهم العالية ،أناسا رزقوا رؤية بعيدة للأشياء ،فيعملون على تحقيقها،مهما اعترض طريقهم من معوقات،ثقة بالخير وثقة بمن هم ضدهم اليوم ،سوف يكونون معهم غداً،عندما يتحقق الإنجاز ويرونه ماثلا أمام أعينهم ،،،،طاب يومكم والسلام عليكم.

  • Mahmoud

    المشكلة ليست فينا بل في من يسيرنا.ما زال الاستعمار يسيرنا من بعيد و ليس عن بعد.اذا لم ترضى عنك فرنسا فلن يكتب لك امرنا.بقي لنا حل واحد و هو الاستثمار في الفكر.و الحل سياتي مع مرور الزمن.