-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سريعة الاشتعال وتسبب أمراضا جلدية وتنفسية وسرطانية

الملابس الرخيصة.. وباء آخر يهدّد الأطفال!

وهيبة سليماني
  • 6156
  • 0
الملابس الرخيصة.. وباء آخر يهدّد الأطفال!
أرشيف

زبدي: ملابس بأسعار زهيدة وأمراض خطيرة
خياطي: أغلب الملابس مغشوشة وغير مراقبة

في ظل تراجع القدرة الشرائية لشريحة واسعة من الجزائريين، فإن شراء ملابس جديدة يعتبر حملا ثقيلا لميزانية العائلات، والتي تلجأ عادة للبحث عن الألبسة منخفضة الثمن خاصة للأسر كثيرة عدد الأطفال، حيث تكون الكمية على حساب النوعية، وفي هذه الحالة تجد الأولياء يهتمون فقط بالأسعار دون إعارة الاهتمام للمواد التي صنعت منها هذه الملابس والتي عادة ما تكون سببا في بعض الأمراض الجلدية والتنفسية وحتى السرطانية ومخاطر الاحتراق السريع ومشاكل أخرى…
حذّرت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” من انتشار ظاهرة تسويق الملابس الرديئة والمغشوشة في الأسواق خارج الرقابة، والتي من شأنها أن تسبب أضرارا صحية على الرضع والأطفال، والتي تلجأ إليها العائلات بسبب ضعف الميزانية وتراجع القدرة الشرائية.
وفي هذا الإطار دعا البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة وتطوير البحث”فورام”، في تصريح للشروق اليومي رؤساء البلديات وأعوان الرقابة إلى مراقبة أسواق الملابس التي انتشرت مع اقتراب العيد، وقال إن هناك الكثير من الألبسة خاصة المتعلقة بالرضع والأطفال والملابس الداخلية، تعرض على الأرض في ظروف غير وقائية وأجواء ملوثة، وبكتيريا، وأحيانا تحيطها حتى القاذورات، ناهيك، حسبه، عن نوعية هذه الألبسة والمكوّنة في الغالب من مواد غير صحية أو مغشوشة، ومواد مكررة، تستورد من دول آسيوية مثل الصين والهند، أو ألبسة مستعملة جلبت من الخارج دون رقابة، أو محلية قديم..

ألبسة مجهولة وغير مراقبة في الأسواق
وأشار خياطي، إلى أن الألبسة المستوردة وحتى التي تخضع للرقابة، في الغالب ليست جيدة، ولم تخضع لمخابر ولا تحمل لمعلومات دقيقة عن مكوّناتها، حيث تكون بعضها مكونة بنسبة 95% من مادة النايلون، أو البوليستار أو القطن الصناعي، وتكتب على أنها مكونة بنسبة 50% فقط من هذه المواد.

ويرى البروفسور خياطي، أنه منذ سنوات أصبحت الملابس المستوردة والمعروضة في الأسواق الجزائرية، لا تخضع لمعايير الجودة الكيميائية، فأغلبها تركيبة ضارة خاصة للأطفال والرضع، مفيدا أن الألبسة الرديئة قد تخلف حكات وحساسية وأمراضا جلدية مثل الأكزيما وحتى السرطان، كما أنها قد تؤدي إلى حالة ضيق في التنفس واختناق وأمراض في الرئتين…
وقال خياطي، إن البلديات اليوم مدعوة إلى مراقبة كيفية بيع ملابس العيد للمواطنين، وخاصة تلك الألبسة الموجهة للأطفال والألبسة الداخلية، مضيفا أن الأسواق المفتوحة يفضلها الجزائريون لأسباب تتعلق بانخفاض الأسعار وكونها مفتوحة على الهواء تقلل من عدوى كورونا، وهذه الخاصية الأخيرة جيدة بالنسبة له.

هذا ما تسبّبه الملابس الرديئة والمغشوشة على صحة الأطفال

من جهته أكد رئيس الجمعية الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، الدكتور مصطفى زبدي، أن شريحة واسعة من العائلات الجزائرية وجدت نفسها هذا العام مضطرة لشراء ألبسة من سوق”الشيفون”، أو من باعة الأرصفة، نظرا لحالة الفقر والحاجة وتدني مستوى الدخل بعد الجائحة الصحية التي عرفتها الجزائر منذ أكثر من سنة، وما تبعها من إجراءات الحجر الصحي وتعليق الأنشطة التجارية والإدارية، حيث الهروب إلى الأسعار المنخفضة والرخيصة “شر لابد منه” للأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل..
وقال زبدي في تصريح لـ “الشروق”، إن بيع الشيفون هو تجارة ممنوعة قانونا ولكنها لقيت رواجا خلال النصف الثاني من شهر رمضان الجاري، وإن ألبسة الشيفون، تحمل الكثير من المخاطر الصحية، لأنها غير مراقبة ولا تخضع للتطهير المشروط والصحي الذي يسمح ببيعها، وهي خارج أعين الرقابة، وأصبح حتى الأطفال والرضع يلبسونها، ما قد يترك آثارا سلبية سواء على الجلد أو التنفس بسبب الحساسية المفرطة.
وفيما يخص الألبسة ذات الصنع المحلي والصيني، أوضح زبدي، أن الكثير منها مصنوع من مواد بسيطة ومكررة، وبلاستيكية، وأن التي تباع بطرق شرعية فإنها موجهة حسب سعرها إلى غير القادرين على شراء ملابس ذات جودة عالية أو مستوردة من أوروبا، ولكن الكثير من الملابس ذات الصنع الرديء توجه إلى السوق الفوضوية، حتى لا تكشف الرقابة خطورة بعض المواد المكونة لها، وهي مسرطنة ومسببة لحساسية سواء جلدية أو في العيون والرئتين، يتهافت عليها ذوي الدخل المتدني وحتى المتوسط.
ونصحت الجمعية الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، الجزائريين بإتباع شروط أساسية لشراء ملابس العيد، والبداية باختيار القياس حسب الجسم على أن تكون الملابس ضيقة، تفادي المصنوع منها من مادة البوليستار والنايلون، على أن لا تتجاوز نسبة هذه المادتين 50%، ويفضل حسب الجمعية، عدم شراء الملابس القطنية بسنة مائة من المائة قطن لأنها تنكمش بسرعة، مع اختيار الملابس التي يكون فيها السحاب معدني.
وقدمت الجمعية عبر موقعها الالكتروني، بعض الحيل في اختيار ملابس العيد، وذلك بشم اللباس مكان الخياطة للتأكد من عدم وجود فجوات، مع تفادي شراء الملابس المعروضة في الواجهات أو أمام المحلات لأنها كانت معرضة للشمس ما قد يفقد لونها الأصلي أو تغير متانة قماشها.
للإشارة فإن أسواق الملابس خلال شهر رمضان الجاري، عرفت خرقا لتدابير الوقاية من فيروس كورونا، وهي أسواق غالبا ما تكون شعبية سواء لبيع “الشيفون” أو ملابس على الأرصفة، لأنها أصلا خارج الرقابة، وشهدت تهافتا لشريحة واسعة من العائلات رفقة أطفالها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!