-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قمة الكويت تتحول إلى لقاءات مصالحة بين العرب

الملايير.. لغسل عار الأنظمة العربية في غزة

محمد يعقوبي
  • 19819
  • 0
الملايير.. لغسل عار الأنظمة العربية في غزة
قادة العرب في صورة جماعية

شهدت جلسة افتتاح القمة العربية الاقتصادية المنعقدة أمس في الكويت ملاسنة كلامية حادة بين الرئيسين السوري بشار الأسد، والمصري حسني مبارك الذي كان مسنودا بحليفيه رئيس السلطة الفلسطينية والأمين العام للجامعة العربية.

  • غزة توحد جبهتي الرفض والتطبيع
  •  فقد رفع الأسد سقف التحدي والرفض، متحدثا على لسان تيارات المقاومة الفلسطينية ومدافعا عنها بشراسة ووضوح. وقال الأسد في كلمته أمام القادة العرب، أن عليهم الدعم الصريح للمقاومة الفلسطينية ووقف عمليات التشكيك في شرعيتها ووطنيتها، مقترحا على نظرائه الرؤساء والملوك تبني وصف الكيان الإسرائيلي بالإرهابي، فهويضيفلا ينتخب لقيادته سوى الإرهابيين حصرا.
  • الأسد: نريد قمة قرارات لا قمة تسويات
  • الأسد حث قمة الكويت على أن تكون قمة للقرارات لا قمة للتسويات، في إشارة واضحة للأجندة التي تدافع عنها جبهة التطبيع التي اجتمعت قبل يوم في قمة شرم الشيخ، محددا ضرورة خروج القمة بقرارات تخص وقفا دائما للعدوان والانسحاب التام لاسرائيل من غزة ورفع الحصار وفتح المعابر بدون شروط، مشددا على ضرورة التكفل بإعادة إعمار غزة وإزالة آثار الكارثة، ولم ينسى الأسد حق المقاومة في غزة من دعم ومساندة الرؤساء والملوك العرب، حاثا نظراءه ان يشكلوا عمق المقاومة، لأنها تشكل الضمانة الوحيدة لهم، محييا هنا من وصفهم بالذين خاضوا المعارك المسلحة للدفاع عن ارضهم دون وكالة من أحد. وفي تلميح حاد نحو قمة شرم الشيخ وما أحاط بها من مبادرات سلام، قال الأسد للقادة العرب “يجب ان يكون تضامننا مع قضايانا وليس ضد قضايانا”، فإسرائيل تختصر المشكلة في تهريب السلاح، والعالم يهمل الأسلحة المحرمة التي تبيد بها الأطفال الفلسطينيين.
  • وفي تحليله للانقسام الفلسطيني الداخلي، قال الأسد ان ذلك هو انعكاس واضع للخلافات العربية التي طغت في المرحلة الأخيرة، وربط الأسد بين التنسيق الاقتصادي والانسجام السياسي، حيث قال انه مهما عقدت من اتفاقات اقتصادية ثنائية بين الدول العربية، لن يتحقق المطلوب ما لم تفصل العلاقة الاقتصادية عن التوجهات السياسية، وهو ما يعقد مسؤولية القادة العرب حسب تعبير الرئيس السوري الذي بدا واثقا من نفسه وهو يتحدث عن المقاومة واحيانا بإسمها.
  • مبارك: كفوا عن المزايدات والشعارات الجوفاء!
  • لم يفوت الرئيس المصري حسني مبارك سهام بشار الأسد دون ان يهاجم هو الآخر خصومه بالثقيل، ورغم ان مداخلته جاءت بعد مداخلة الأسد، الا ان الرئيس المصري رد على اتهامات سابقه بالقول ان الساحة العربية تشهدة حاليا حملة من المزايدات من بعض الأطراف ذات الأهداف الإقليمية والتي تتاجر حسبه في دماء الشعب الفلسطيني وتمعن في شق الصف العربي، وبدت الاشارة واضحة بإتجاه ايران التي أصبحت خصما تقليديا للنظام المصري. مبارك قال ايضا ان العدوان على غزة كشف اختراقا كبيرا للصف العربي لأهداف يراها اقليمية، وهنا اكد مبارك انه كان يتعين على القادة العرب ان يقفوا مع غزة بعيدا عن الشعارات الجوفاء والمزايدات والالتزام بالأقوال، بعيدا عن الأفعال في إشارة ربما الى سوريا وللقادة المجتمعين في قمة الدوحة قبل نحو أسبوع. وتأسف مبارك للتصنيف الذي ظهر في المرحلة الأخيرة والذي يقسم العرب نصفين، جبهة الاعتدال وجبهة الرفض، قائلا “من المؤسف ان تخترق صفنا قوى خارجية تتاجر بالشعب الفلسطيني”، مؤكدا ان مصر لن تخضع للابتزاز ولن يستطيع أحد حسبه أن يضع مصر في مواجهة المقاومة، لكنه استدرك ليقول انه لا يؤمن بمقاومة لا تدرس حسابات الربح والخسارة وتكون مسؤولة عن الآلام والمآسي، مثنيا على دور بلاده التي نسب اليها التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار، معترفا بأن العلاقات العربية ليست على احسن حال، رافضا ما وصفه بسياسات التخوين التي تعيد العالم العربي الى 30 سنة ماضية. وفي ثنائه على دور بلاده، كشف مبارك ان أطرافا لم يسميها تدخلت لإجهاض محاولات مصر للمصالحة الفلسطينية.
  • وفي حديثه عن دور في مصر في المصالحة الفلسطينية، قال مبارك أن بلاده ستواصل هذه الجهود، لكنها ستقول للفصائل التي لا تتجاوب معها أن الله يساعد الذين يساعدون انسفهم.
  • العاهل السعودي ينجح في مصالحة عربية ويتبرع بمليار دولار لغزة
  • فاجأ العاهل السعودي الجميع عندما طرح أفكار مصالحة عربية قوية، مؤكدا فتح باب الوحدة والصلح مع كافة العرب دون استثناء، ناصحا بنبذ الخلافات، لأن هذه الخلافات حسب العاهل السعودي كانت عونا لإسرائيل في إبادتها الفلسطينيين، معلنا نهاية الخلافات العربية العربية وبداية صفحة جديدة مع الجميع. وخاطب العاهل السعودي اسرائيل بالقول انه عليها ان تدرك الخيار بين الحرب والسلام، مؤكدا ان مبادرة السلام العربية لن تبقى على الطاولة مدى الحياة.
  • وفي سياق جهوده، جمع العاهل السعودي أمس على طاولة الإفطار رؤساء مصر وسوريا والأردن والكويت وقطر، وقد اجتمع القادة لحلحلة الخلافات التي تعمقت بينهم بسبب العدوان على غزة، حيث تناقلت الأنباء وصول المجتمعين الى اتفاق مبدئي ينهي خقبة الخلافات العربية العربية.
  • وقد اعلن العاهل السعودي تبرع بلاده بمليار دولار لصالح صندوق غزة تضاف الى 250 مليون دولار كانت قطر قد تبرعت بها لغزة. ورغم ان جلسة الافتتاح أمس قد سادها صباحا الكثير من التوتر بسبب الملاسنة الحادة بين الرئيسين بشار الأسد والرئيس المصري، الا ان كلمة وجهود العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز حولت مسار القمة من الشقاقات الى الوحدة والتصالح، حيث دشنت جلسات امس مصالحة تاريخية بين مصر وقطر، وبين سوريا والسعودية من جهة، وسوريا ومصر من جهة اخرى، وقد كان لأمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد جابر الصباح دور كبير في جمع المختلفين على طاولة واحدة لحلحلة الخلافات، وكشف وزير خارجية قطر للصحفيين على هامش القمة ان جلسات المصالحة تمخضت عن تفاهمات مهمة تعكس نية القادة في طي صفحة الماضي على الأقل تضامنا مع غزة.
  • تجدر الملاحظة ان الرئيس محمود عباس كان غائبا عن جلسات المصالحة امس رغم كونه معنيا بالخلافات العربية مباشرة.
  • عمرو موسى وعباس يرافعان لصالح المصريين
  • لم تخرج كلمتي عمرو موسى وابو مازن على تثمين الدور المصري والرد على ما اعتبروه هجوما غير مبرر على النظام المصري، وزعم عمرو موسى انه استطاع ان ينآى بالجامعة العربية عن المشاحنات والمزايدات، وانه سعى الى حماية الجامعة من التصدع، ناصحا بالابتعاد عن سياسة التقلصات والقفز على المجهول في اشارة الى قمة الدوحة.
  • ولأن صندوق غزة بدأ يستقطب ملايير الدولارات، شدد رئيس السلطة الفلسطينية على ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني تشرف على إعمار غزة والحوار الوطني، منتقدا ما وصفها بمعارك التشهير بالموقف المصري.
  • أصداء من القمة:
  • وزراء المغرب العربي ينسقون
  • اجتمع وزراء خارجية دول المغرب العربي عشية انعقاد القمة في جلسة تشاورية لتنسيق المواقف قبل انعقاد القمة، وحسب بعض المصادر فإن الجزائر بادرت الى هذا الاجتماع حرصا على ضمان دخول القمة العربية بموقف موحد يحمي الموقف المغاربي من التشققات التي أصابت باقي الدول العربية، خاصة وان ثلاثة من قادة دول المغرب العربي آثروا التغيب عن القمة ويتعلق الأمر بالقائد الليبي معمر القذافي والملك المغرب محمد السادس والرئيس الموريتاني (قائد الانقلاب) والذي قرر من جهته تجميد علاقات بلاده مع الكيان الاسرائيلي.
  • 150 مصري لتغطية القمة
  • شهدت القمة العربية الاقتصادية بالكويت اجتياحا كبيرا للوفود الصحفية المصرية، حيث تم اعتماد ما لا يقل عن 150 صحفي مصري، وحسب مصادر من داخل هذا الوفد فإن الرئيس المصري حسني مبارك اصطحب معه 50 صحفيا مرافقا، فيما اصطحب وزير الخارجية ابو الغيط 50 صحفيا آخر، كما اصطحب الأمين العام للجامعة العربية 50 صحفيا مصريا هو الآخر، كل ذلك لحشد الدعم للموقف المصري الذي وجد نفسه في أضعف رواق عربي بعد قمة الدوحة، وقد حرص المسؤولون المصريون على الاجتماعات الماراطونية والتنسيق الدائم مع صحفييهم واطلاعهم بكل التفاصيل، على عكس الوفد الاعلامي الجزائري الذي كان تائها لا يجد من المسؤولين الجزائريين من يسأل عنهم أو يوفر لهم مصادر الخبر.
  • قمة الرؤساء بعيدا عن أعين الصحفيين
  • فضل المنظمون عزل قمة الرؤساء عن أعين الصحفيين الذين تابعوا القمة انطلاقا من المركز الاعلامي للصحفيين على شاشات التلفزيون مثلهم مثل باقي المواطنين في كل البلاد العربية، ما حرم الصحفيين من التواصل المباشر مع الوفود المشاركة في القمة، الا ان المنظمين وفروا كل الوسائل المادية لمتابعة مجريات القمة حتى وان كانت عن بعد. وربما يعود سبب إبعاد القمة عن أعين الصحفيين هو توفير اجواء المصالحة التي حصلت بعيدا عن اجواء الفضول التي يصنعها الصحفيون.
  • حضور دبلوماسي حذر
  • أغلب الوفود المرافقة للرؤساء وبخاصة الدول العربية الفاعلة فضلوا التزام الصمت وعدم التصريح الصحفي قبل معرفة الاتجاهات التي ستأخذها القمة بين محوري الرفض او التسوية او المصالحة، وبدا وزراء الخارجية متخوفون من التسرع في اية تصريحات اعلامية منعا لأية احراجات قد يشكلونها لقادتهم، هذا الشح على مستوى المعلومات جعل التكهنات بنتائج القمة صعبة، غير ان جلسة الافتتاح امس أعادت الأمور الى نصابها وجعلت الجميع يتنفسون الصعداء، خاصة بعد كلمة العاهل السعودي. 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!