الرأي

المنجز المسرحي الجزائري: أسئلة و تأملات

أحسن تليلاني
  • 608
  • 0
ح.م

يحتفي العالم اليوم باليوم العالمي للمسرح الموافق لتاريخ 27 مارس من كل سنة، و هو عيد مسرحي بامتياز تضاء فيه المسارح اعترافا بشعرية الفرجة و قدرتها على مسايرة خطوات الإنسان و إن هذه المناسبة بالنسبة لمسرحنا الجزائري هي فرصة للتأمل و المساءلة، تأمل المنجز المسرحي الجزائري الذي سيحتفل العام القادم بمرور مئة سنة على بدايته، لقد نشأ المسرح الجزائري في العشرينات من القرن الماضي تحت ظلال الحركة الوطنية ، و بفضل تلك الزيارات التي قامت بها بعض الفرق المسرحية العربية للجزائر مثل فرقة جورج أبيض سنة 1921 . الأمر الذي شجع الجزائريين على تأسيس جمعيات و فرق مسرحية استطاعت بعد جهود متواصلة استنبات فن المسرح بشكله الأوروبي في التربة الجزائرية ، وذلك بداية من عام 1926 حيث يعد سلالي علي المدعو علالو و محي الدين باش تارزي و رشيد قسنطيني من أبرز رواد المسرح الجزائري الأوائل . وقد تميزالمسرح الجزائري منذ تأسيسه بالطابع الشعبي ، و تأثره الواضح بالتراث ،كما تميز في مضامينه و أهدافه بإصلاح المجتمع و مقاومة الاستعمار الفرنسي ، حتى أن قادة الثورة قاموا بإنشاء ما عرف بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني عام 1958 بتونس أوكلت لها مهمة التعريف بالقضية الوطنية الجزائرية للرأي العام العالمي و هي الفرقة التي أنتجت 04 أربعة مسرحيات ثورية قدمتها في عدة بلدان صديقة داعمة لقضية الشعب الجزائري .

بعد استقلال الجزائر صدر المرسوم رقم 63-12 المؤرخ في 08 جانفي 1963 المتعلق بتنظيم المسرح الوطني الجزائري حيث تم إثراء الحركة المسرحية المحترفة بعشرات العروض على يد أعلام مسرحيين كبار من أمثال مصطفى كاتب و عبد القادر ولد عبد الرحمان كاكي و عبد الحليم رايس ، . انتعش المسرح الجزائري في هذه المرحلة خاصة بعد سنة 1973 حيث صدرت أربعة مراسيم تم بموجبها توسيع مجال الحركة المسرحية المحترفة لتشمل أكبر المدن الجزائرية ، و يعد كاتب ياسين و عبد القادر علولة من أهم أعلام المسرح الجزائري التي شرفت تلك المسارح الجهوية ، و صنعت الفترة الذهبية للحركة المسرحية الجزائرية المحترفة . و هذا قبل أن تتأثر تلك الحركة بالمأساة الوطنية التي شهدتها الجزائر في التسعينات من القرن الماضي حيث اختطف الموت أبرز رجالاته

مقالات ذات صلة