-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الناقد لمين بحري لـ"الشروق":

“المواسم الجديدة” للأعمال الرمضانية لا تستجيب لطبيعة التجديد الفني

محمود بن شعبان
  • 287
  • 1
“المواسم الجديدة” للأعمال الرمضانية لا تستجيب لطبيعة التجديد الفني
أرشيف

أوضح الناقد لمين بحري في اتصاله مع “الشروق” أن الدراما الجزائرية حاليا تعاني من أزمة تداخل في المصطلحات ومحتوياتها، خاصة فيما يتعلق بإطلاق مصطلح “موسم جديد” على بعض الأعمال التلفزيونية في أجزائها الجديدة.

أشار لمين بحري أن إطلاق عبارة “موسم جديد” في سلسلات الدراما التلفزيونية تستوجب توفر عدة شروط في العمل الذي يقدّم للمشاهد موسما ثانيا وثالثا ورابعا لسلسلة درامية أولى سبق وأن شاهدها كحدوث أو إحداث جديد أو اختراق أو تطوّر على مستوى “التيمة” (le theme) أو الموضوع الخصوصي للسلسلة بالإضافة إلى الإتيان بموضوع جديد من شأنه أن يمنح فاعلية جديدة وإيقاعا مختلفا للعب، ونفسا جديدا في الأداء لفريق التمثيل مثلما حصل في سلسلة “دقيوس ومقيوس” بشكل واضح وصريح حيث حصل تغيير جذري للموضوع، بالإضافة إلى ظهور نمو على مستوى الحدث وذلك من خلال إدخال أحداث جديدة مغيرة للأوضاع القديمة، أو إدخال تطوّرات جديدة من شأنها إنتاج عقد ومشكلات جديدة يشتغل عليها الموضوع، وفريق التمثيل.

كما أن إطلاق مصطلح “موسم جديد” يتطلب نموا للأحداث القديمة ومواصلتها، لكن بإيقاع مختلف حتى تصنع تطوّرا دراميا للأحداث ومصير الشخصيات، ومنعرجات نوعية للخط الدرامي القديم الذي من شأنه تصعيد المواقف وتثبيت ترقب المشاهد للأعمال الماضية ورسم أفق انتظاره وإثارة تساؤلاته حول التطوّرات الجديدة المستحدثة.

كما يتعين على القائمين على العمل إحداث تغيير في الفضاء المكاني والزمني، بحيث يغير هذا الأخير من وظائف الشخصيات ويخلق الفضاء الجديد نفسا وروحاً مختلفين عن السابق، وهذا ما لم يحدث أبداً في المواسم الجديدة للسلسلات القديمة لدراما رمضان لهذا العام.

كما أكد لمين بحري في تصريحه على ملاحظة مهمة متعلقة بظاهرة تغيير الشخصيات التي لا يمكنها إحداث أي نقلة تطوّرية لصناعة موسم جديد دون تغيير في الموضوع والحدث أو حدوث خرق أو كسر في الخط الدرامي أو تغيير في الفضاء الزماني والمكاني، وهذا ما لم يلمسه في مختلف الأعمال كسلسلة “طيموشة” و”عاشور العاشر” بالدرجة الأولى والتي حافظت على نفس النسق الحدثي ونفس الموضوع ونفس الفضاء المكاني ونفس الخط الدرامي مع إدخال شخصيتين أو ثلاث جديدة، موضحا أن تغيير الشخصيات ولو كان البطل أو حتى الفريق بأكمله لا يصنع موسما جديدا.

وهذا ما يعني أن عبارة موسم جديد في الكثير من الأعمال لا تستجيب لطبيعة التجديد الفني للموسم ولا تعني في النهاية سوى مواصلة للسلسلة القديمة في موسم رمضاني جديد، وهو ما يضع عديد الأعمال في خانة الدراما المدورة التي تتغذى وتغذي المشاهد على نفس المواضيع القديمة وبنفس الأحداث والفضاءات المكانية ونفس المشكلات.

ليختم لمين بحري أنه “لا وجود لموسم جديد مع نفس الشكل والمحتوى القديم وأن عبارة “موسم جديد” أو رقم (2 و3 و4) في بعض الأعمال ليست سوى أرقام وعبارة فضفاضة فارغة عملياً من محتواها الفني، وهو ما يعني – عملياً أيضاً – أننا مازلنا في المواسم الأولى لتلك الأعمال، لكن في رمضان جديد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد

    أنا يعجبني واحد كي ينتقد بشكل إستأصالي عمل و جهد الاخرين و هو مادار والو في حياتو , غير ماشي هكذا, نورمالمو هكذا. تفضلوا ورلنا نرمالمو كيفاش sur terrain و قال هذا هو standard parfait, اللي لازم تبعوهِ.