-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المُجَاهِدُ والقَاعِدُ

المُجَاهِدُ والقَاعِدُ

كلّ الفقهاء، وحتى غير الفقهاء، يعلمون فقه العبادات، وقليلٌ من الفقهاء يفقهون “فقه الحياة” لأنهم غير معزولين عن الحياة، ويعيشون مع الناس، و”الحياة عقيدة وجهاد”، وأقل من القليل مَن يفقهون “فقه الجهاد”، وإن “فقهوه”، فإن فِقْههم لا يتعدى ما قيل فيه من أقوال مختلفة ارْتآها “الأرَأيْتِيُّون” .. أو “فقهاء القهاوي” بتعبير الشيخ أبي يعلى الزواوي، رحمه الله.
من هذه الفئة الغريبة البعيدة عن “فقه الجهاد” هذا “المتعيلم” “المتفيقه” المسمَّى “هشام البيلي”، الذي ظهر على مواقع التواصل وهو يسخر من أسياده المجاهدين في غزة المجاهدة، ويستهزئ بسيّده المجاهد “أبي عبيدة”، الذي “لا ينام ولا يُنِيمُ” كما قيل عن المجاهد خالد بن الوليد، رضي الله عنه.
قال هذا “المُتَعَيْلِمُ” “المتَفَيْقِهُ”، القاعدُ مع القاعدين ومع “القواعد” المتخلف مع الخوالف؛ قال مُوَجِّهاً كلامه لسيده المجاهد أبي عبيدة: “جاهد بالسُّنَن”، وأخذ طَرَفَ “غَتْرَتِهِ” المعطَّرَةِ بالمسك وغطّى بها وجهه، كأنه يتوارى من قعوده عن الجهاد ولو بنصف كلمة أو بدعاء صادق.
لو كان هذا “المتفيقه” على شيء لعلم أن هذا الفتى المجاهد هو “أفقه منه”، لأنه باع نفسه لله -عز وجلّ- ولم يكن “قاعدا” على كرسي وثير، في قاعة مُكَيَّفَةٍ، ولكنه اعتلى -بتوفيق من الله – “سنام الإسلام” وهو الجهاد كما جاء في حديث سيد المجاهدين – صلى الله عليه وسلم- ولذلك، لو قُدِّر لأبي عبيدة أن يتخذه الله -عز وجل- شهيدا لَمَا غُسِّلَ وكُفِّن، بينما لو مات هذا “المتعيلم” “المتفيقه” لغُسِّل بمئات اللترات من الماء، لعله يتطهر.
إن هذا “المتعيلم” “المتفيقه” ينطبق عليه قول الحق، سبحانه وتعالى :”وفيكم سمَّاعون لهم”، ولهذه الآية معنيان، أحدهما أن منكم من يستمع إلى أراجيف الأعداء ثم يشيعها ويذيعها بين المسلمين تثبيطا لعزائمهم، وتَوْهِينًا لقوتهم، وإخْبَالاً لأمرهم؛ وثانيهما أن منكم من يتجسس على المسلمين وَنَقْلِ ذلك لأعدائهم.
وقد نشر اليهود مؤخرا ما نقله إليهم “مسلمون” يزعمون أنهم من “آل محمد” كالحسن الثاني، وحسين الأردن.. فيا ويلهم يوم يلتقون مع مَن يزعمون أنه “جدُّهم” وأنهم من “آله”.
لقد بعث أحد “الخوالف” رِسالة إلى أحد المجاهدين حدَّثَه فيها عن “عبادته” في الحرم المكي، فردَّ عليه ذلك المجاهد بأبيات شعرية قائلا:
يا عَابِدَ الحرمينِ لَوْ أبْصَرْتَنَا لَعَلِمْتَ أنك في العبادةِ تلعب
من كان يُخْضِبُ خَدَّهُ بدُمُوعِهِ فَنُحُورنا بدِمَائِنَا تتخَضَّبُ
رِيحُ العَبير لكم، ونحن عَبِيرُنا رَهَجُ السَّنَابِكِ والغبارُ الأطيبُ
أقسم بالله العظيم أن أحد العلماء من بلد ذلك “المتفيقه” قال لي: “اجتهدوا حتَّى لا يتأثر شبانكم ببعض “علمائنا” الذين يشدِّدون على العامة ويُرَخِّصُون لذوي السلطان”، ولولا خَوْفِي أن يصيبه أذى، لذكرتُ اسمه…
فاقعد أيها “المتفيقه”، فأنت “الطاعم الكاسي”، وأترك الجهاد لأولىِ العزم من الرجال، لأنك لستَ منهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!