الرأي

الندابون بالقرداش.. والانتخابات (ماكش)

حسان زهار
  • 1874
  • 15
ح.م

ها هم جماعات (الانتخابات ماكاش)، ولا انتخابات مع العصابات، يشرعون بعد القرع في المهاريس، الى مرحلة نفسية اكثر تعقيدا وألما، وهي النديب بالقرداش!

ما إن قدم عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة للأرندي ملف ترشحه بعد استكمال التوقيعات المطلوبة، حتى بدأ الصراخ والعويل و(النديب)، كيف يمكن لنائب قائد حزب التزوير كما يقولون، الذي ثارت الجماهير بسببه أن يجمع التوقيعات في ظرف قياسي، ويكون أول المتقدمين للترشح لمنصب الرئاسة بعد الثورة؟

يقولون انها انتكاسة للحراك ومطالب الشعب، ويصرخون ها هي العصابة تعود من النافذة بعد أن طردت من الباب، ويندبون (لكن هذه المرة بالقرداش) انها نتخابات البوتفليقية تعود بثوب جديد.

وبكثير من دموع التماسيح، وصراخ الندابات المستأجرات في المآتم، وبعد ان يفرغوا من حكاية ميهوبي، يبدأون في وصلة بكاء مشفوع بالغمز والهمز، والرجم بالغيب، أن تبون هو مرشح النظام الخفي، وأن بن فليس هو البديل الثاني، ومعهم أرانب سباق احتياطية.. الوزير السابق بن قرينة، وبلعيد وساحلي وغيرهم..

وعندما يستكملون المعزوفة إياها، يعود هؤلاء الوطنيون الكبار، هؤلاء الحراكيون الأشاوس، الذين لم يغيبوا عن جمعة واحدة من الحراك، المتحدثون باسم الشعب، المطالبون بتطبيق المادتين 7 و8، العابثون بفكرة تسليم السلطة للشعب، ليشرعوا في ذبح ذات الشعب، الذي تجرأ على سلطانهم، وأمضى استمارات بقايا (العصابة) التي ترشحت للانتخابات، حتى لكأنهم يقولون هذا ليس شعبنا الذي أمضى لكم.. بل هو شعب العصابة!

ولكن في المقابل.. دعونا نسأل هؤلاء الشرفاء جدا.. الندابون في عرس بغل وجنازة ديك رومي، ماذا قدمتم أنتم في معركة مصيرية كهذه غير الرفض والصراخ في الشوارع، او الصمت والموقف السلبي والانسحاب، وترك المجال للآخرين لكي يفعلوا فيها ما يريدون؟

هل هي مشكلة الأرندي الذي وجدها “سايبة”، فقرر أن يعيث فيها فسادا مرة أخرى؟

هل هي مشكلة الأفلان المنتشر في 48 ولاية، وقدرته على التجنيد والحسم، رغم تراجع شعبيته، اذا كان المطالبون بإحالته إلى المتحف، هم أقرب إالى المومياءات المحنطة، لا فعل ولا نفس ولا أي تأثير؟

من يترك الساحة للخصوم، من الجماعات والقوى الرافضة للانتخابات، لا يحق له أن يستنكر كيف احتلوها، ومن ترك ساحة المعركة للأعداء، يكون من العيب والعار عليه أن يذهب محتجا كيف حدثت الهزيمة.

أما أولئك الذين أخصوا فحولهم، من الوطنيين بالشعارات، المؤمنون بالانتخابات لكن بالوكالة، الذين فشلوا في اختيار مرشح واحد يدخلون به معركة استرجاع الوطن، فالكارثة عندهم أكبر، لأنهم أصحاب الحق الذين ضيعوه بإرادتهم، ليثبتوا للأسف أنهم ليسوا أهلا للتنظيم ولا للقيادة.

من ينتصر.. فقط هو من يبادر، والعصابة التي تؤثر في الانتخابات وهي مسجونة انطلاقا من الحراش، كما صرح مسدور، هي أكثر فهما للواقع وللمتغيرات، من (الأحرار) الذين يملأون الشوارع دون أن يمتلكوا مشروعا أو بديلا، غير الغوغائية والتسطيح.

وسأقول لكم وأنا على يقين تام بذلك، بعد أن عادت في عصر (الديجيتل) قيمة أدوات تقليدية مثل “المهراس” و”القرداش”، أن أي انتكاسة تحدث في نتائج الانتخابات، هي في رقاب الرافضين المقاطعين أولا، وفي رقاب السلبيين المترددين ثانيا.. وأن أي عودة لرموز العهد البائد، سيتحملها هؤلاء أمام الله والوطن والتاريخ.

ذلك أن الطبيعة تأبى الفراغ، و”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.

مقالات ذات صلة