النظام المغربي يكرر سيناريو القمة العربية مع شان الجزائر بمسرحية مطار سلا
يشارك.. لا يشارك.. هذه هي حلقات مسلسل أطلقته السلطات المغربية منذ أسابيع، في تعاملها مع بطولة “شان الجزائر“، للتأثير والتشويش على الحدث الكروي الإفريقي، في سيناريو أعاد إلى الأذهان ما وقع قبل وخلال القمة العربية المنعقدة شهر نوفمبر 2022.
وإذا كان سيناريو القمة انتهى بتبريرات رسمية حول “البروتوكول” و”الظروف الإقليمية”، فإن مخطط الشان، تم إسدال الستار عليه، باستغلال شبان المنتخب المحلي المغربي من قبل النظام، في مناورة سياسية، وتصويرهم في منظر بائس أمام كاميرات العالم للتغطية على “مسرحية” تم إعدادها مسبقا.
في رأيي …هاد القضية تدي لعابة المنتخب للمطار فنفس الوقت لي غادي يجي فيه انفانتينو و موتسيبي بدون ماتكون عندك جميع الامور واجدة وواضحة تعتبر فضيحة بكل المقاييس
فضيحة فحق هادوك اللعابة
فضيحة فحق فراقيهم لي تحرموا منهم
فضيحة فحق الجمهور المغربي لي كينتظر نهاية هاد المسلسل pic.twitter.com/t8Qr2vS9gt— youssef (@youssefchidi) January 13, 2023
وإلى غاية اللحظة الأخيرة، أبقى النظام المغربي “السوسبانس”، حول مسألة المشاركة في البطولة، ببيانات غامضة من الإتحاد الكروي للمملكة، وتسريبات وتصريحات لمصادر دبلوماسية، حول المشاركة، ليتضح صبيحة الجمعة، أن المسلسل لم ينته بعد وأن اللاعبين تنقلوا فقط إلى المطار لينتظروا صدور رخصة السفر إلى الجزائر قبل أن يعودوا أدراجهم!
وغادر لاعبو المنتخب الحلي المغربي، بعدها المطار، لتعلن وسائل إعلام النظام المغربي، أنه صدر قرار بإلغاء المشاركة في شان الجزائر، ليتبين أن كل هذا “السيناريو” كان معد سلفا.
ودليل ذلك أن الجامعة المغربية، نشرت قبل يومين بيانا تقول فيه أنه تعذر السفر إلى الجزائر، لتقوم صبيحة الجمعة بنقل اللاعبين نحو مطار سلا من أجل التوجه نحو الجزائر، ومهدت لذلك بتسريبات حول تغيير موقفها.
لكن تبين بعد نهاية “المسرحية”، أن الهدف لم يكن الرغبة في المشاركة وإنما شيئا آخر، وكان اللاعبون “المساكين” وقودا لحملة لقجع وعرابيه في النظام.
وأظهرت هذه الخطوات تخبط الجامعة المغربية ومحاولة الإلتفاف حول قوانين الكاف وتسييس الموضوع.
✅#المغرب تواصل أفلامها و تنشر صور لعناصر المنتخب المغربي من مطار الرباط في إنتظار ما أسموه بالترخيص لسفرهم المباشر من الرباط بقسنطينة للمشاركة في شان الجزائر ، بهدف ممارسة الضغط على السلطات الجزائرية 🤣🤣 pic.twitter.com/ihGi4kjtY0
— Farouk Khadraoui (@wSVo6EVbE8o9DF3) January 13, 2023
استغلال شبان المنتخب لاستعطاف الفيفا والكاف
وكانت هذه “المناورات”، مثار تساؤل من المتابعين حول هدفها، فإذا كان هناك قرار بالمشاركة من عدمها لماذا لم يعلن؟ وهل يعقل أن هذا المخطط بإجراء تربص ونقل اللاعبين نحو المطار كان من أجل انتظار رخصة؟ مع العلم أن تنقل الفريق أمر متاح عبر دولة أخرى ولا يحتاج كل هذا المسلسل.
وتبين بعد ذلك أن هذا العرس الإعلامي من لقجع كان مبرمجا مسبقا، كون رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم جياني أنفنتينو وكذا رئيس الكاف باتريس موتسيبي، كانا في طريقهما إلى المغرب.
الفيفا شاهدة 👀 pic.twitter.com/8oCcyRpDgz
— Ridouane Erramdani رضوان الرمضاني (@RidouaneErramd1) January 13, 2023
وحضّر المسؤول المغربي لهما، “استقبالا خاصا” بمشاهد للاعبين ينتظرون السفر وهيئة كروية “مسكينة” تعرضت للظلم من قبل منظمي الدورة، وتغطية إعلامية يُخيل لمتابعها أن الأمر يتعلق برهائن تم احتجازهم بأحد المطارات.
لكن رئيس الإتحاد الإفريقي باتريس موتسيبي رد على أسئلة الصحفيين حول القضية بالتأكيد: أنه يجب احترام سيادة الدول.
وقامت حسابات لذباب النظام المغربي، بكشف أبعاد هذه الخطوة، وأنها من أجل إحراج السلطات الجزائرية أمام مسؤولي الفيفا والكاف.
رئيس الفيفا جياني انفانتينو يوثق بمطار الرباط-سلا بأن المنتخب المغربي مصر على المشاركة ولا زال في انتظار ترخيص للخطوط الجوية الملكية من السلطات الجزائرية لرحلة مباشرة الى قسنطينة..
أكيد الجزائر ستتحمل مسؤولية عدم مشاركة المنتخب المغربي في الشان ان لم يكن هناك ترخيص.. pic.twitter.com/we5Z3rbyre— 🇲🇦بَّناشِّي (@panachi_news) January 13, 2023
وتعاملت السلطات الجزائرية واللجنة المنظمة للشان، مع هذه الخطوات من السلطات المغربية، بتجاهل تام وفضلت التعامل مع الكاف وفق لوائح المنظمة.
وعملت السلطات في الرباط بكل الطرق على استدعاء قضية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، لإقحامها في هذا الحدث الكروي القاري، وهي مسألة كان يمكن تفاديها من البداية، بالإحتكام إلى لوائح الكاف، وعدم الخلط بين القضيتين.
وربط الإتحاد المغربي، مشاركة منتخب بلاده في بطولة إفريقيا للاعبين المحلّيين، بفتح خط جوي مباشر للطائرة التي تقلّه، بين الرباط وقسنطينة.
ومعلوم أنه بحكم منع الجزائر للرحلات المباشرة مع المغرب، تقوم كل الأندية الجزائرية بالتنقل إلى المملكة في إطار المنافسات القارية عبر خطوط أخرى دون إثارة أية ضجة.
ذباب النظام يكمل مهمة استهداف شان الجزائر
وبالتزامن مع هذا “السوسبانس الرسمي”، كانت حملات ضخمة مما يسمى ذباب المخابرات المغربية على الشبكات ضد هذا الحدث الكروي، بنشر كم هائل من الأخبار الزائفة ومهاجمة الدورة.
وعلق الإعلامي الرياضي الجزائري حفيظ دراجي، على هذه المسألة بالتاكيد أن الإتحاد المغربي: تلقى الرد من الاتحاد الافريقي باستحالة عبور الأجواء الجزائرية مباشرة من المغرب، كونها مغلقة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب.
وحسبه، فالإتحاد الإفريقي طالب المغرب بالسفر إلى الجزائر عبر اسبانيا موريتانيا أو تونس، كما فعله الوفد المغربي المشارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت في وهران، لكنه رفض وأصر على كسر الحظر المفروض واختراق المجال الجوي المغلق في وجه الطيران المغربي بقرار سيادي من السلطات الجزائرية.
لكن ساعات بعد بيان للجامعة المغربية حول تعذر السفر إلى الجزائر، ظهرت تصريحات أخرى لمصادر دبلوماسية وإعلامية، تقول أن المنتخب المغربي سيشارك في الدورة.
رفض المغرب المشاركة في بطولة أفريقيا للمحليين بسبب إصراره على عبور الأجواء الجزائرية (المغلقة)مباشرة من المغرب.
الاتحاد الافريقي طالب المغرب بالسفر إلى الجزائر عبر اسبانيا موريتانيا أو تونس، لكنه أصر على كسر الحظر المفروض على الطيران المغربي والاسرائيلي بقرار سيادي من طرف الجزائر pic.twitter.com/LEWFfaOvLn— hafid derradji حفيظ دراجي (@derradjihafid) January 12, 2023
وشهر ديسبمر 2022 ردّ رئيس اللجنة المنظمة لـ”الشان”، رشيد أوكالي على رئيس الإتحاد المغربي، فوزي لقجع، حيث قال في مؤتمر صحفي: “يقول دفتر الشروط الخاص بتظاهرة رياضية مثل بطولة إفريقيا للاعبين المحلّيين، إن مُستضيف المنافسة مُلزم بِتأمين تنقلات وفود المنتخبات المُشاركة داخل التراب الوطني فقط”.
وأضاف: “لا توجد عبارة توفير خط جوّي مباشر. أغلبية المنتخبات المُشاركة ستحلّ بِالجزائر قادمة من بلد آخر وليس عبر خطّ جوّي مباشر ينطلق من بلدها”.
واختتم رئيس لجنة تنظيم “شان” الجزائر 2023: “هيئتنا تلتزم بِاستقبال حارّ للمنتخبات المُشاركة، وتوفير كلّ الإمكانيات المطلوبة حتى تكون ظروف الإقامة جيّدة بِالجزائر، وذلك بِمجرّد قدومها إلى أرض الوطن”.
ولا يمكن تصنيف مطلب الإتحاد المغربي، إلا في خانة المناورات، التي يقدم عليها النظام المغربي كلما تعلق الأمر بأي حدث تستضيفه الجزائر، مهما كان نوعه.
وتأتي خرجة الإتحاد المغربي، كحلقة جديدة من مسلسل استهداف “شان” الجزائر، وما أثير مؤخرا من إشاعات من قبل الذباب الإلكتروني، الذي ازداد نشاطه بشكل لافت على المواقع والصفحات مع اقتراب موعد انطلاق العرس الإفريقي.
سيناريو القمة العربية يتكرر مع الشان
والمتمعن في الخرجة الجديدة للمغرب، حتما سيعود قليلا إلى الوراء، وتحديدا إلى فترة انعقاد القمة العربية بالجزائر، والطريقة المنتهجة في التشويش.
وكانت وكالة الأنباء الجزائرية، قد كشفت حينها عن تفاصيل صادمة حول قضية مشاركة المغرب في القمة.
وقالت الوكالة أن مشاركة العاهل المغربي في القمة العربية المنعقدة في الجزائر، تم تأكيدها من خلال رسالة شفوية تم تبليغها لوزارة الخارجية الجزائرية.
كما تم التأكيد عليها عبر الجامعة العربية، بالإضافة إلى تقديم طلبات للتحليق والهبوط لعشر (10) طائرات مخصصة لنقل الملك وولي العهد وباقي الوفد الملكي.
وتبين فيما بعد أن ذلك لم يكن سوى سيناريو محبوك مسبقا، وهو ما تجلى في تصرف الوزير المغربي حين وصوله لمطار الجزائر، عندما أبدى تذمره لأنه “لم يحظ بالاهتمام الذي يليق به”. في وقت تلقى نفس المعاملة حسب التقاليد الرسمية، شأنه في ذلك شأن نظرائه من الوزراء العرب“.