النيجر : عبد الرحمن تياني يرفض الإفراج عن بازوم والإيكواس تريد التفاوض

قال قائد الإنقلاب العسكري في النيجر ورئيس “المجلس الوطني لحماية الوطن”، الجنرال عبد الرحمن تياني، أن إطلاق سراح الرئيس المخلوع، محمد بازوم يشكل “خطرا” على “الأمن القومي” للبلاد. هذا خلال مقابلة تلفزيونية أجراها أمس الأحد، 10 ديسمبر، مع “راديو وتلفزيون النيجر”.

حسب ما نقلته وكالة أنباء النيجر من المقابلة، عبد الرحمن تياني قال أنه وبعد ثلاثة أيام من الإنقلاب أي يوم 29 جويلية، اقترح على الرئيس السابق، محمد بازوم، أن يطلق سراح زوجته وابنه. لكن بازوم، حسب تياني، رفض الإفراج عن عائلته ما دام هو معتقلا.

عبد الرحمن تياني قال “لا يمكننا إطلاق سراحه ونحن نعلم ما تعده فرنسا ضد بلدنا”. ليردف “تذكروا أن فرنسا أرسلت في 27 جويلية طائرة تقل جنودا وهبطت في نيامي رغم إغلاق الحدود الجوية. كانت نية فرنسا مهاجمتنا عندما تبدأ المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا هجومها”.

“فرنسا يجب أن تخجل من رغبتها قصف الشعب النيجيري”، في مظاهرات مناهضة لفرنسا، 27 أوت 2023 في النيجر. صورة : فرانس برس.

وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، قد أعلنت في 30 جويلية فرض عقوبات على النيجر، كما اعتمد رؤساء الأركان العامة للقوات المسلحة لدول المجموعة خطة في حالة التدخل العسكري. وفي الوقت الذي عارضت دول إفريقية وغربية المقترح وطالبت بتغليب الحل الديبلوماسي، دعمت فرنسا مقترح التدخل العسكري في النيجر لإعادة محمد بازوم إلى الحكم.

تياني قال كذلك أن “كبار شخصيات النظام السابق موجودة حاليًا في أبوجا حيث قامت بتشكيل حكومة مقاومة. هذه الحكومة لا تنتظر إلّا إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم لتتولى السلطة بدعم من فرنسا.”

الإيكواس تنشىء لجنة للتفاوض 

في نفس اليوم الذي أدلى فيه عبد الرحمن تياني بهذه التصريحات، اجتمع رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”. وكان الوضع السياسي في النيجر من بين الملفات التي تطرق إليها قادة المجموعة في اجتماعهم في دورته العادية الـ64 أمس الأحد بأبوجا.

وحسب البيان الختامي للإجتماع، “الإيكواس” كررت طلبها من “المجلس الوطني لحماية الوطن” إطلاق سراح الرئيس المخلوع محمد بازوم، وعائلته ومعاونيه “فورا وبدون شروط”.

كما أنشأت لجنة مكونة من رؤساء كل من توغو، سيراليون، نيجيريا، والبينين للتفاوض مع “المجلس الوطني لحماية الوطن” و”الفاعلين النيجيريين الآخرين” بهدف وضع خارطة طريق من أجل “مرحلة انتقالية قصيرة” للعودة إلى النظام الدستوري في النيجر. وللتذكير فقد رفضت سابقا المجموعة التفاوض مع السلطات الإنقلابية في حول مرحلة انتقالية.

الرئيس النيجيري محمد بازوم الذي أطاح به الإنقلابيون بقيادة تياني في 26 جويلية 2023. حقوق محفوظة

وتبعا لنتيجة هذه المفاوضات، يمكن لـ”الإيكواس” أن تقوم بتخفيف تدريجي للعقوبات التي فرضتها على النيجر في 30 جويلية و10 أوت، حسب البيان.

أما في حالة ما إذا لم يلتزم “المجلس الوطني لحماية الوطن” بمخرجات الحوار مع اللجنة، فإن “الإيكواس” ذكرت أنه إضافة لإبقائها على العقوبات على النيجر، فسترفع طلبا إلى الإتحاد الإفريقي وشركائها الآخرين من أجل تطبيق العقوبات على أعضاء “المجلس الوطني لحماية الوطن”.

محكمة “الإيكواس” ترفض رفع العقوبات

وبخصوص عقوبات “الإيكواس” المفروضة على النيجر، فقد رفعت السلطات في النيجر مع ست منظمات نيجيرية دعوى إلى محكمة العدل التابعة لـ”الإيكواس”. حيث طعنت في شرعية العقوبات وطالبت المحكمة بإلغائها وإلغاء جميع قرارات أجهزة المجموعة بما في ذلك قرار اللجوء إلى التدخل العسكري في النيجر.

وقالت السلطات النيجيرية والمنظمات التي تقدمت بالطعن أن تلك العقوبات أثرت سلبا على الشعب النيجيري بما في ذلك التسبب في نقص الغذاء، الدواء والكهرباء.

كما قال المتقدمون بالطعن أن “الإيكواس” بالغت في ردة فعلها من خلال فرض العقوبات، وأن النيجر عومل بشكل غير متساو وغير عادل مقارنة بثلاث دول أخرى أعضاء في المجموعة (مالي وبوركينا فاسو وغينيا) والتي شهدت هي الأخرى انقلابات في السنوات الأخيرة.

لكن هذا الطلب بالطعن قوبل بالرفض من طرف المحكمة التابعة لـ”الإيكواس” في قرارها الصادر يوم 7 ديسمبر الماضي.