-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سفيرها بالجزائر غوراف أهلواليا لـ"الشروق":

الهند تدعم النقاش حول توسّع “البريكس” وتشترط التوافق

الهند تدعم النقاش حول توسّع “البريكس” وتشترط التوافق
ح.م
صحفي الشروق رفقة سفير الهند بالجزائر غوراف أهلواليا بمكتبه

يثني سفير الهند بالجزائر غوراف أهلواليا، على العلاقات التي تجمع البلدين ويصفها بالحميمية والودية، ويعدد فرص التعاون بين الجزائر ونيودلهي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
ويؤكد السفير أهلواليا، في هذا الحوار مع “الشروق” بمكتبه، أن بلاده دعمت النقاش بين أعضاء “البريكس” بشأن عملية انضمام دول أخرى، كما يصف قانون الاستثمار الجديد بـ”الخطوة الإيجابية” في جذب الاستثمارات إلى القطاعات الحيوية المطلوبة في الاقتصاد الجزائري، ويعرج على سوق السيارات.
كما يتحدث السفير عن مِنح التكوين التي تخصصها الهند للجزائريين بما في ذلك الدراسة في الجامعات هناك.
ويعرج السفير في الحوار على السينما الهندية والمطبخ الجزائري الذي أبدى إعجابه الكبير به.

كيف تقيمون واقع العلاقات الثنائية بين البلدين، وما هي مجالات التعاون بينهما؟
تشترك الهند والجزائر في علاقة حميمية وودية، كانت العلاقات الودية قائمة بين شعبينا حتى قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في جويلية 1962.
لقد دعمت الهند حركة التحرر الجزائرية منذ تأسيسها، وكان لجبهة التحرير الوطني تمثيل في الهند أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، وبعد الاستقلال، كان كلا البلدين جزءًا من حركة عدم الانحياز.
تدرك الهند أهمية الجزائر كأكبر دولة في إفريقيا والتي ضمنت لشعبها الرخاء والاستقرار والأمن من خلال العمل الجاد لشعبها.
علاوة على ذلك، حققت الجزائر مستوى عاليا جدًا من التنمية الاجتماعية والاقتصادية وهي دولة متقدمة تقنيًا، تقع في منطقة إستراتيجية قبالة البحر الأبيض المتوسط على مفترق طرق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، ستجد الجزائر في الهند شريكًا راغبًا.
يبلغ عدد سكان الهند ما يقرب من 1.4 مليار نسمة، وهي خامس أكبر اقتصاد في العالم وواحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، وحسب توقعات بنك “Morgan Stanley” فإن الهند في طريقها لتصبح ثالث أكبر شركة في العالم بحلول عام 2027 بتكلفة 7500 مليار دولار أمريكي، مدعومة بالتوريد إلى الخارج، والاستثمار في التصنيع، وتحول الطاقة، والبنية التحتية الرقمية المتقدمة.
ومن المتوقع أن تقود الهند ما يقرب من 20 في المائة من النمو العالمي بحلول ذلك الوقت، أي سنة 2027.
أعتقد أن الهند والجزائر ستستفيدان بشكل كبير من بعضهما البعض في التجارة والاقتصاد والروابط بين الشعوب.
اليوم، كدولتين قوميتين حديثتين، تشترك الهند والجزائر في مجالات جديدة ومتنوعة مثل صناعة الأدوية والتصنيع والمنسوجات وتكنولوجيا المعلومات والنفط والغاز.

واحد من أوجه التعاون الاقتصادي والتقني بين البلدين، برنامج “ITEC”، لو تحدثنا سعادة السفير عن هذا البرنامج، وعدد المستفيدين منه؟
برنامج التعاون التقني والاقتصادي الهندي (ITEC) هو برنامج ثنائي من الحكومة الهندية تم تأسيسه في سبتمبر 1964، للمساعدة والتدريب أو بناء القدرات هو أحد الأنشطة الرئيسية في إطار ITEC.
تُقدِّم الهند كل سنة، دورات تدريبية تغطي عدة مواضيع في معاهد هندية مختلفة، والتدريب يكون لبضعة أيام أو أسابيع أو أشهر، وهو متاح للمسؤولين وموظفي القطاع العام والجامعات وغرف التجارة والصناعة ومنتسبي القطاع الخاص في الجزائر.
بالنسبة للجزائر، تم حجز 40 خانة من منافذ ITEC، ووجدنا أن المرشحين المختارين من الجزائر أذكياء للغاية ويعملون بجد ومخلصون ومنفتحون على التجارب الجديدة.
منذ عام 2007، استفاد أكثر من 365 مرشحًا من الجزائر من برنامج التدريب ITEC، وهذه السنة تلقينا عددًا قياسيًا من الطلبات.
بعض دورات برنامج ITEC للجزائريين، هي طرق متقدمة للتحقيق في الجريمة، المخدرات والمؤثرات العقلية، المحاسبة الحكومية والإدارة المالية، تدقيق الحوكمة الإلكترونية، قضايا منظمة التجارة العالمية، شراكة التنمية، تغير المناخ والتنمية المستدامة، وتكنولوجيا إعادة التدوير، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وإدارة المخاطر. يتمّ البحث عن مركز تطوير الحوسبة المتقدمة والمعاهد الهندية للتكنولوجيا والمعهد الهندي للتجارة الخارجية لبعض وجهات التدريب.
نتطلع إلى الاستمرار في قبول المهنيين والموظفين من الجزائر، في الدورات التدريبية في مراكز التميُّز المختلفة في الهند لنقل المهارات المهنية وإعدادهم لعالم متزايد من العولمة.

أعلنت الجزائر عبر الرئيس عبد المجيد تبون رغبتَها في الانضمام للمجموعة الاقتصادية “بريكس”، هل تدعم دلهي مسعى الجزائر؟
لقد تلقينا بالفعل طلب الجزائر للانضمام إلى البريكس، دعمت الهند النقاش بين أعضاء البريكس بشأن عملية التوسُّع.
في الوقت نفسه، أكدنا أيضًا أن دول “البريكس” بحاجة إلى توضيح المبادئ التوجيهية والمعايير والإجراءات على أساس التشاور الكامل وتوافق الآراء لعملية التوسُّع على أساس المشاورات الكاملة وتوافق الآراء.
المرحلة التي نناقش فيها الترشيحات لم تصل بعد، سيتم النظر في هذه في مرحلة مناسبة على أساس توافق الآراء.

أفرجت الحكومة الجزائرية عن قانون الاستثمار الجديد، كيف تنظرون إليه؟ وهل هنالك إمكانية لإقامة مشاريع استثمارية في الجزائر؟
يُعدُّ قانون الاستثمار الجديد خطوة إيجابية في جذب الاستثمارات إلى القطاعات الحيوية المطلوبة في الاقتصاد الجزائري.
أوضح الرئيس تبون أنه يريد للاقتصاد الجزائري أن يكون رياديًا، تقوم الشركات الهندية بتقييم التغييرات وستكون على استعداد للاستثمار بمجرد أن تصبح القواعد وتشغيلها على الأرض أكثر وضوحًا.
مع تركيز الرئيس تبون على إنشاء اقتصاد ريادي وناشئ في الجزائر، فأنا على يقين من أن بلدينا يمكن أن يتعاونا في مجال بناء الاقتصاد الرقمي.
الهند لديها ثالث أكبر عدد من الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات في العالم، ويجري تغيير مجتمعي ضخم مدعومًا بالرقمنة من خلال إنشاء بنية تحتية رقمية تُعرف باسم IndiaStack، واسمح لي أن أقدم نبذة مبسطة عن هذا البرنامج إذ أنه “نظامٌ للهوية الرقمية والمدفوعات قائم على واجهة برمجة تطبيقات مفتوحة (API)، وقد كان أحد عوامل تحقيق قدر أكبر من الشمول المالي بتسهيل حصول المستهلكين على الخدمات، بما في ذلك من خلال دمج برنامج الهوية الوطنية، Aadhaar، الذي يستخدمه 1,3 مليار مستخدِم”.
نجحت شمولية IndiaStack في بناء اقتصاد رقمي أكثر شمولاً من الأسفل إلى الأعلى وتجاوز الأنظمة القديمة، تؤدي IndiaStack إلى تغيير هائل في الطريقة التي تنفق بها الهند وتعتمدها في كيفية وصولها إلى الرعاية الصحية.
شركات تكنولوجيا المعلومات الهندية تبحث الآن في الجزائر، في فيفري 2022، دخلت شركة هندية كبرى لتكنولوجيا المعلومات تدعى Infosys بإيرادات بلغت 15.64 مليار دولار السوق الجزائرية من خلال شراكة مع Intervalle.
يُعدّ بناء المنافع العامة الرقمية أحد مجالات التركيز الرئيسية للهند في رئاسة مجموعة العشرين التي تولتها في ديسمبر 2022، ونتطلع إلى العمل مع الجزائر في هذا المجال.

وماذا عن صناعة السيارات في الجزائر، هنالك صناعة هندية في هذا المجال، هل أنتم مهتمون به؟
قامت شركات هندية مثل Tata Motors وMaruti Suzuki و Mahindra و Mahindra بتصدير سياراتها إلى الجزائر في الماضي.
الهند لديها قطاع سيارات قوي والعديد من كبار مصنعي السيارات الأجانب والهنود مثل سوزوكي وهيونداي وكيا ومرسيدس وفولكس فاجن وماروتي وتاتا موتورز وماهيندرا استثمروا مليارات الدولارات في الهند على مدى عقود عديدة. نتيجة لذلك، أصبحت الهند الآن ثالث أكبر سوق للسيارات في العالم ومصدر رئيسي للسيارات، السيارات الهندية أسعارها جيدة وقوية وذات جودة عالية.
شركة Sonalika Tractor، ثالث أكبر مصنع للجرارات في الهند، لها وجود في الجزائر من خلال SPA Sonalika Famag.
استثمر هذا المشروع الهندي الجزائري المشترك لتجميع وتصنيع نحو 5000 جرار لرعاية السوق الجزائرية، سيكون المصنعون الهنود على استعداد للتصدير إلى الجزائر كلما تم تخفيف إجراءات استيراد السيارات.

توصف الهند بأنها “صيدلية العالم”، هل هنالك تعاون في الجانب الصيدلي والطبي بين البلدين؟
الهند هي أكبر مزوِّد للأدوية الجنيسة على مستوى العالم وتشتهر باللقاحات والأدوية الجنيسة بأسعار معقولة.
يوفر قطاع الأدوية الهندي أكثر من 50٪ من الطلب العالمي على اللقاحات المختلفة، و40٪ من الطلب العام في الولايات المتحدة و25٪ من جميع الأدوية في المملكة المتحدة.
في الوقت الحاضر، يتم توفير أكثر من 80٪ من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية المستخدَمة على مستوى العالم لمكافحة الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسب) من قبل شركات الأدوية الهندية.
لدينا أكبر عدد من منشآت تصنيع الأدوية التي تتوافق مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (USFDA)، ولدينا 500 من منتجي المكونات الصيدلانية النشطة التي تشكل حوالي 8٪ من سوق API العالمي.
نحن نشجع شركات الأدوية الهندية على تسجيل نفسها لدى المتعاملين الجزائريين وضمان الامتثال للوائح المحلية، مع التأكيد أن الهند والجزائر تتمتعان بإمكانات غنية للتعاون في مجال الأدوية.

فيما يخص التعاون العلمي والثقافي، هل هناك منحٌ دراسية لطلبة الجامعات الجزائرية؟
تقدِّم الهند برنامجًا للمِنح الدراسية من خلال المجلس الهندي للعلاقات الثقافية للطلاب الجزائريين.
التقيتُ في نوفمبر الماضي، معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
نحن نعمل على تنفيذ أفكاره ونأمل أن يتمكن المزيد من الطلاب الجزائريين من الدراسة في الهند، كما نعمل على تنشيط برنامج التبادل الثقافي لتقوية تعاوننا الثقافي الثنائي.

الهند وجهة سياحية عالمية، ما هو عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين، وما هي الشروط المطلوبة؟
نمنح آلاف التأشيرات السياحية كل عام، لكن التأشيرات الممنوحة للجزائر قليلٌ نوعا ما مقارنة بالإمكانات الموجودة.
كما تفضلتم، الهند بلدٌ سياحي بامتياز، تحتوي جبال الهيمالايا المغطاة بالثلوج في الشمال على مروج جبال الألب ومسارات للرحلات ومناظر طبيعية ثقافية رائعة، تحتوي الصحاري الشرقية لراجستان وغوجارات، على حصون وقصور من العصور الوسطى.
تتمتع كيرالا وجوا بمساحات طويلة من الساحل مع مدن شاطئية جميلة، كارناتاكا لديها غاباتٌ كثيفة تعيش فيها النمور والفيلة، لدينا في الهند مطبخ غني جدا.
يسافر معظم الجزائريين إلى أغرة لمشاهدة التحف المعمارية مثل تاج محل أو إلى مدينتي دلهي ومومباي.
يوجد في الهند أكثر من 200 مليون مسلم وقد خلقت ثقافتها المتنوعة مشهدًا ثقافيًا متنوعًا. تقدم الهند تجربة عطلة شاملة وترحب بأكثر من 18 مليون سائح كل عام وتساهم السياحة في أكثر من 6٪ من اقتصاد الهند.
التقدم بطلب للحصول على تأشيرة سياحية هندية أمرٌ سهل ويمكن الاطلاع على التفاصيل على موقعنا. في الجزائر، نعطي التأشيرة في غضون ثلاثة أيام عمل، ونتطلع إلى المزيد من السياح الجزائريين الذين يزورون الهند هذا العام.

أنتم أحد صناع السينما في العالم، هل يمكن إقامة شراكات مع الجزائر سواء في القطاع العامّ أو الخاص في مجال الصناعة السينمائية؟
تتعاون الهند والجزائر بالفعل في هذا القطاع، تعمل صناعة السينما الهندية بالكامل تقريبًا في القطاع الخاص وهي معروفة في جميع أنحاء العالم بموسيقاها ورقصها ودراماها وبريقها وحيويتها… شاروخان وسلمان خان وأمير خان نجوم مشهورون في الجزائر.
يقع مقرّ صناعة السينما الهندية في مدينة مومباي، لكن ظهرت محاور جديدة لصناعة الأفلام بلغات أخرى، يتم التحدث بمئات اللغات في الهند ونحن نتعرف على 22 لغة رسمية.
أدّت لغات التاميل والتيلجو والمالايالامية إلى إنشاء مراكز رئيسية لصناعة الأفلام في جنوب شرق الهند.
في وقت سابق من هذا الشهر، صنع فيلم “RRR” التاريخ بفوزه بجائزة جولدن جلوب. حاز فيلم Naatu Naatu، على جائزة أفضل أغنية أصلية، متفوقًا على أعلام كبيرة كتايلور سويفت وريهانا.
في عام 2022، قاد مخرج مالايالامي شهير طاقم تصوير يضم 80 عضوًا من ولاية كيرالا، إلى الجزائر لتصوير فيلمهم في تيميمون، بفضل مناظرها الطبيعية الجميلة وموسيقاها المفعمة بالحيوية وثقافتها الغنية.
تُقدِّم الجزائر فرصًا رائعة لصانعي الأفلام الهنود، إذ تحظى الأفلام والأغاني الهندية بشعبية كبيرة في الجزائر ومن المتوقع أن تتعمق شراكتنا في هذا المجال أكثر.

توليت تمثيل بلدك في الجزائر منذ أشهر، كيف وجدت الأجواء؟
لقد مررت بتجربة إيجابية هائلة في بلدكم الجميل بين شعبه الدافئ والودود والحديث.
لقد قمت بجولة إرشادية في القصبة، حيث أعيدت الطبقات الغنية من تاريخ الجزائر العاصمة للحياة، ومكنتني زياراتي إلى وهران ومستغانم وتلمسان من إلقاء نظرة على تراث الجزائر القديم وجمالها الطبيعي.
شهدت الزيارة التي قمت بها إلى غرداية إحياء للتقاليد الثقافية الغنية التي تمتلكها الجزائر بصرف النظر عن جمال الصحراء الطبيعي.
ذهبت إلى عنابة وبقيت في تلال السرايدي، حيث قمت بالطيران بالمظلات مع لاعبي القفز الجزائريين.
في الأشهر القليلة المقبلة، أتطلع إلى السفر إلى جانت لمشاهدة فن فجر التاريخ البشري. أستمتع بشكل خاص بتذوق المطبخ الجزائري المتنوع، تشمل بعض الأطباق المفضلة لدي أطباقا تقليدية مثل “زفيتي” و”المغلوقة” و”الشخشوخة” مع اللبن.
إيقاع وشعرية الموسيقى والرقص الجزائري آسرة للغاية بالنسبة لي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!