-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تتزامن مع التأهل لربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا

الوفاق يستعيد النفس الثاني في ذكرى رحيل الأب الروحي مختار لعريبي

صالح سعودي
  • 1538
  • 0
الوفاق يستعيد النفس الثاني في ذكرى رحيل الأب الروحي مختار لعريبي
ح.م
الأب الروحي للوفاق مختار لعريبي رحمه الله

يعيش محيط وفاق سطيف أجواء مميزة هذه الأيام، وعلاوة عن تأهله للدور ربع النهائي من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، على حساب مولودية الجزائر، وفوزه المزدوج على هذا الأخير في المنافسة القارية وفي مشوار البطولة، فإن أبناء الهضاب يستعيدون أيضا ذكرى المدرب والأب الروحي للوفاق في ظروف أفضل عن سابقها، ما يجعل أبناء المدرب المغربي الطاوسي يسيرون بخطوات ثابتة نحو تعزيز حظوظهم للذهاب بعيدا في المنافسة الإفريقية، موازاة مع المباراة المقبلة أمام الوداد البيضاوي.
مرت يوم الثلاثاء الماضي 4 سبتمبر، الذكرى الـ 29 لوفاة أحد أشهر المدربين الذين تداولوا على وفاق سطيف منذ الاستقلال، وصنع الحدث بالنتائج والألقاب ونوعية الإنجازات المحققة، ومن حيث الانضباط الذي يعرف به طيلة مساره الكروي في مساره الاحترافي في فرنسا وبألوان منتخب جبهة التحرير في عز الثورة التحريرية، فضلا عن مسيرته كمدرب لعدة أندية ومنتخبات معروفة على غرار وفاق سطيف والنادي الصفاقسي والمنتخب الليبي والمنتخب الوطني الأولمبي. وتتزامن ذكرى وفاة صاحب أسطورة النفس الثاني هذه المرة مع التألق المميز لتشكيلة وفاق سطيف التي يبدو أنها استعادت النفس الثاني مجددا، بعد تأهلها للدور ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، بقيادة التقني المغربي الطاوسي، في سيناريو يذكر الكثير بملحمة 2014 تحت قيادة المدرب الشاب ماضوي خير الدين الذي أوصل نسور الهضاب إلى المربع الذهبي في ذات المنافسة وخلال ذات الذكرى، ليتوج في النهاية بلقب رابطة أبطال إفريقيا بتميز، وهو التتويج الذي أعاد حينها الوفاق إلى واجهة التتويجات الإفريقية من موقع قوة، وهو السيناريو الذي يبقى قابلا للتجسيد مجددا، إذا عرف زملاء جحنيط كيف يواصلون التفاوض من موقع قوة مع بقية مشوار المنافسة الأغلى في القارة السمراء.

مختار لعريبي.. رمز التحدي والانضباط

يجمع الكثير ممن عرف المدرب الراحل مختار لعريبي (من مواليد 24 فيفري 1924) على تحليه بالصراحة والصرامة والجد والانضباط، وهي الصفات التي مكنته من النجاح كلاعب، ثم واصل مسيرة التميز كمدرب، بدليل أنه ساهم بشكل فعال في أغلب ألقاب وفاق سطيف الذي اكتسب معه سمعة قارية ودولية، بدليل مساهمته في نيل عدة ألقاب وطنية وإفريقية، آخرها كأس إفريقيا لأندية البطولة نهاية عام 1988، ليتوفاه الأجل في الرابع سبتمبر 1989، وذلك قبل أشهر قليلة عن نهائي الكأس الأفرو آسيوية أمام السد القطري التي جرت مطلع عام 1990، وكانت المناسبة لتألق زملاء عجيسة الذين أهدوا الكأس لروح الأب الروحي للوفاق، وعلقوا بعدها بأيام عن وفاته الراية المشهورة “لن ننساك يا أبانا القدير مختار لعريبي”. بشكل يعكس مكانة مختار لعريبي وسط لاعبيه وجميع محيط وفاق سطيف الذي لا يزال يتغنى بإنجازاته وبصمته التي تركت أثرا نوعيا خاصة في فترة الثمانينيات، بدليل أن الوفاق توج بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة، وهو ينشط في القسم الثاني، ليتزامن التتويج مع العودة مجددا إلى حظيرة الكبار، بعد موسم واحد من المتاعب في الدرجة الثانية.

من الاحتراف والكفاح الكروي ثم التدريب.. مسيرة مميزة للمدرب لعريبي

وكان الراحل مختار لعريبي قد حقق مسارا مميزا كلاعب ومدرب، حيث كانت البداية مع الاتحاد الإسلامي السطايفي وعمره 18 سنة، ليخوض بعد ذلك غمار الاحتراف من بابه الواسع، حيث وقع لفرق فرنسية مختلفة مثل لانس و”كان” وسات وغيرها، حيث ترك بصمات واضحة بفضل يساريته القوية وإمكاناته الفنية والبدنية، لكن نداء الوطن كان أقوى، فالتحق رفقة كرمالي ومخلوفي وزيتوني وإيبرير وآخرين بفريق جبهة التحرير الوطني عام 1958، حيث تقلد مهمة اللاعب والمدرب لمنتخب “الأفلان” الذي قاده رفقة بقية النجوم إلى عدة عواصم أوروبية وآسيوية لرفع الراية الوطنية عاليا، مثلما حدث في موسكو وبرلين وبراغ وبكين…
وقد تمكن مختار لعريبي بعد الاستقلال من انتزاع أول كأس جمهورية، كان ذلك عام 1963، وجعل من وفاق سطيف اختصاصي في منافسة السيدة الكأس، حيث أضاف إلى سجل نسور الهضاب كأسين أخريين عامي 68 و1980، وكان وراء انتزاع لقبي البطولة (68 و1987)، وكأس إفريقيا للأندية البطلة في ديسمبر 1988، كما خاض مختار لعريبي تجارب مهمة كمدرب خارج الوطن، وذلك بإشرافه على النادي الصفاقسي التونسي موسم 64-65 ومنتخب ليبيا نهاية الستينيات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!