-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتصارٌ يبشّر بزوال الاحتلال

حسين لقرع
  • 632
  • 3
انتصارٌ يبشّر بزوال الاحتلال

الله أكبر ولله الحمد.. قادة الاحتلال الذين طالما امتلأوا صلفا وعجرفة يضطرون أخيراً إلى النزول من عليائهم وقبول إطلاق النار بلا شروط بعد أن عجز جيشُهم، وهو الأقوى في المنطقة وأحدُ أقوى جيوش العالم، عن تحقيق أيّ مشهدٍ من مشاهد الانتصار على مقاومةٍ لا تملك سوى أسلحة متواضعة، ومع ذلك صمدت بشكل أسطوري ولقّنت الاحتلال درسا عسكريا قاسيا أجبره إلى استجداء وقف إطلاق النار من مصر وحليفه الأمريكي.

خلال 11 يوما فقط، تمكّنت المقاومة من إطلاق أزيد من 4100 صاروخ، مقابل 4500 صاروخ خلال حرب 2014 التي دامت 51 يوما، مع الفارق في القوة التفجيرية والدقة والمدى؛ فصواريخ 2021 أضحت تغطي كل مدن الاحتلال وبلداته على مدى 250 كيلومترا، وتُجبِر نحو 5 ملايين صهيوني على الاحتماء بالملاجئ، وهي سابقة لم تحصل في تاريخ هذا الكيان اللقيط.

ولأول مرة أيضا، تحجم القوات البرية للاحتلال، المدجّجةُ بدبابات “ميركافا” والمدرّعات والصواريخ وشتى الأسلحة الثقيلة، عن اقتحام غزة ولا تتقدّم فيها شبرا واحدا خوفا من أسُود المقاومة الذين لا يتعدّى عددهم 15 ألف مقاوِم، وتترك للطيران وحده مَهمَّة قصف الأبراج السكنية وبيوتِ الفلسطينيين ومدارسِهم ومستشفياتهم ومساجدهم… وإيقاع مئات الشهداء والجرحى بينهم، نصفهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ما أثار حنق أحرار العالم ودفعهم إلى الخروج في مظاهرات حاشدة في كبريات العواصم والمدن العالمية، فضلا عن مظاهرات في بلدان إسلامية وعربية عديدة وصلت حتى حدود فلسطين مع لبنان والأردن، وحاول فيها لبنانيون وأردنيون اختراق الحدود للرباط في الأقصى… وفي المقابل لم تخرج مظاهرةٌ واحدة في العالم تؤيّد جرائم الاحتلال، واقتصر الدعم على المواقف الغربية الرسمية التقليدية.

وفي الوقت نفسه الذي كانت فيه المقاومة في غزة تُذِلُّ العدوَّ بصواريخها، وتُصيب في مقتلٍ هيبة أسطورة القبّة الحديدية المزعومة، وتُرعب جنودَه الجبناء على حدود القطاع وتُثبت أنّهم لا يقاتلون إلا في قرى محصّنةٍ أو من وراء جُدُر، كان سكان القدس والضفة ينتفضون في وجه الاحتلال ويدخلون في مواجهات مع شرطته ومستوطنيه في القدس وحي الشيخ جراح ورام الله والخليل وغيرها، وكان سكان اللدّ وعدد من بلدات الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948 تنتفض بدورها على الاحتلال وتنصر غزة والقدس وتؤكّد تمسُّكَها بهويتها الفلسطينية وفشلَ جهود 73 سنة كاملة لإدماجها في ما يُسمّى زورا “دولة إسرائيل”، ما دفع يائيير لابيد، المكلف بتشكيل الحكومة خلفا لنتنياهو، إلى التصريح بأن “ما يحدث في الشوارع تهديدٌ وجوديّ لإسرائيل”.

أغلب ردود الأفعال السياسية والإعلامية في الكيان الصهيوني يؤكّد هزيمة جيشهم وفشلَه في تدمير صواريخ المقاومة برغم قوّته الجوية والاستخباراتية الهائلة، وأنّ وقف إطلاق النار من دون شروط هو أمرٌ مخجلٌ ومُحرِج ورضوخٌ لإملاءات حماس، ويعني سقوط قوة ردع الجيش الصهيوني وخروج المقاومة عن حدود السيطرة، وإضعاف مسار التطبيع، كما أنّ تمكّن المقاومة من إيجاد حاضنة شعبية لها في مثلث القدس والضفة وأراضي 1948 هو انتصارٌ سياسيٌّ وشعبيّ كبير لها سيدفع الكيانُ ثمنه غاليا في المستقبل.

هو نصرٌ آخر للمقاومة، في انتظار حربٍ أخرى تزيد العدوَّ ضعفا وتفكُّكا، وإلى ذلك ستعود المقاومة –وبدعمٍ فعّال من إيران- إلى مراكمة قوّتها الصاروخية لتصبح أكثر عددا ودقة وتدميرا، وتطوير نوعية طائراتها المسيَّرة وغوَّاصاتها غير المأهولة، والبحث عن أسلحةٍ جديدة تفاجئ بها العدوّ كما فاجأته في هذه الحرب.. وقد أكّدت الحروبُ الثلاثة السابقة أنّ المقاومة كانت تخرج في كلّ مرة أقوى مما كانت عليه. إنها نتائج مشجِّعة تبشِّر بزوال الاحتلال بإذن الله، واللهُ غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • شاوي حر

    ستذكرون ما أقول لكم .هذه ارهاصات النصر المظفر ،وسيكون لهذه المعركة مابعدها .

  • الجزائر جزائرية

    من مكر اليهود هو تصويرهم لعدوهم الهزائم انتصارات والحقيقية غير ذلك، حيث بلغ عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة خلال 11 يوم 227 قتيل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية و من بين القتلى 64 طفلا و38 امرأة و17 مسنا، فيما بلغ عدد الإصابات 1620 بينهم عدد بحالة خطيرة. وعدد القتلى الإسرتئليين بلغ 12 شخصا من بينهم اثنان من العمال الأجانب المقيمين في إسرائيل.

  • دار عمر

    الراي ان اسرائيل هذه المرة لم تجد الحليف الذي تستند اليه (او حبل من الناس) فبانت صفاقتها وجبن جنودها وآثرت الجدر لتحتمي خلفها خاصة ان الحلفاء استحيوا من ضرب شعب لايكاد يمتلك قوت يومه