-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
520 سوق على الورق لا آثار لها في الواقع

بحث في فائدة الأسواق التضامنية والباريسية

زهيرة مجراب / وهيبة سليماني
  • 1244
  • 0
بحث في فائدة الأسواق التضامنية والباريسية
ح.م

شكل غياب الأسواق التضامنية في عديد الولايات تساؤلا كبيرا لدى المواطنين الذين كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر، وقد تعوّدوا القدوم إليها من مختلف بلديات العاصمة، واقتناء احتياجاتهم الرمضانية من هذه الأسواق بأسعار منخفضة جدا.

صدم عديد المواطنين الذين تنقلوا يومي السبت والأحد لمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بعيسات إيدير، من غياب السوق التضامنية والذين ألفوا التسوّق منها خلال الشهر الفضيل، وظل لسنوات الوجهة الأولى للزوالية وحتى ميسوري الدخل لتنوع السلع المعروضة بها وانخفاض أسعارها، ومع أن وزارة التجارة قد أعلنت عن افتتاح أسواق جوارية بعديد بلديات العاصمة لتخفيف الضغط على الأسواق وكذا التحكم في الأسعار، غير أن هذا لم يمنع المواطنين من التوجه للاتحاد العام للعمال الجزائريين والاستفسار إذا السوق موجودة هذه السنة أم لا.

وعبر لنا عديد المواطنين عن غضبهم الشديد واستيائهم من عدم افتتاح السوق التضامنية هذه السنة بمقر الاتحاد، فقد خفف عليهم في السنوات الماضية الكثير من التكاليف المادية لتنوع المعروضات فيه من لحوم ودجاج وعجائن وعصائر ومشتقات الحليب ومواد التنظيف، زيادة على الخضر والفواكه وحتى الملابس والأفرشة والأواني كانت متوفرة بأسعار في متناول الجميع، كاشفين بأن الأسواق الجوارية التي تتحدث عنها الوزارة لن تعوضهم فجل السلع المعروضة بها خضر وفواكه فقط بينما مستلزمات شهر الرحمة كثيرة ومتنوعة.

وقالت لنا إحدى السيدات بأنها قصدت مقر الاتحاد يوم الخميس، ولم تعثر على الخيمات لتعود يوم السبت، وبعد حديثها مع الحراس أطلعوها بأن السوق لن تفتح أبوابها هذه السنة لذا توجهت لشراء احتياجاتها من سوق عادية، لتضيف بأنها في السابق كانت تشتري منها كل أغراض الشهر الفضيل وحتى لوازم الحلويات، وتستفيد من العروض المختلفة التي يقدمها التجار عشية عيد الفطر تغطي طلبات المنزل لأشهر.

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، بأن وزارة التجارة تعوّل على الأسواق الجوارية والمقدر عددها بنحو 600 سوق على المستوى الوطني، لتعويض الأسواق التضامنية التي كانت قبلة المواطنين في السنوات الماضية، وإذا نجحت التجربة فمن المرجح اعتمادها على مدار السنة.

من جهة أخرى، كشف محمد ثابتي، المسؤول عن الأسواق الجوارية في الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، عن وجود ثلاث أسواق تضامنية أو كما يسميها المواطنون أسواق “الرحمة” هذه السنة على مستوى العاصمة وذلك بعين البنيان، وبساحة كيتاني بباب الوادي، أما النقطة الثالثة والأخيرة ففي الملعب البلدي بزرالدة.

وأضاف ذات المتحدث بأن الأسواق الجوارية عددها 53 سوقا في العاصمة، زيادة على أسواق “باتيميتال” التي أعيد افتتاحها، فقد كانت مشروعا قديما في عدة بلديات على مستوى بومعطي، المحمدية، بابا علي. وتوقع ثابتي أن يستمر نشاط هذه الأسواق حتى بعد شهر رمضان في حال نجحت هذه التجربة وحظيت باستحسان وثقة المستهلكين.

منشآت فارغة والمواطنون في حيرة
الأسواق الباريسية.. ديكور دون تجار

في الوقت الذي تتحدث فيه وزارة التجارة عن فتح الأسواق الجوارية الباريسية، يتماطل رؤساء البلديات وبعض الولاة المنتدبين في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير هذه الأسواق بين التجمعات السكنية، خاصة تلك التي تفتقر إلى أسواق يومية، وبعض المحلات التجارية، حيث رغم الإعلان عن فتح 520 سوق باريسي عبر الوطن، يبقى ذلك حبرا على ورق.

وكشف في هذا الصدد، المنسق الوطني للأسواق التجارية، محمد بشير ثابتي، في اتصال ب”الشروق”، عن وجود عراقيل إدارية وتجاهل واضح من طرف ولاة منتدبين وأميار تجاه ما يعرف بالأسواق الباريسية، وهي تلك التي تفتح في التجمعات السكانية لدعم المنطقة بسوق آخر قصد كسر أسعار المواد الغذائية والخصر والفواكه خلال شهر رمضان، وهذا حسب ثابتي، في ظل وجود نقص في المحلات التجارية والأسواق الدائمة، حيث يفرض التجار منطقهم برفع الأسعار واستغلال زيادة الطلب على العرض أو لوجودهم في الساحة التجارية دون غيرهم.

وحمل مسؤولية عدم اتخاذ قرار فتح الأسواق الباريسية في الكثير من بلديات الوطن، لسلطات المحلية خاصة رؤساء البلديات الذين لم يتبنوا حسبه، بصدق مبادرة وزارة التجارة، فيما تجاهل حسبه ولاة منتدبون الفكرة ولم يوفروا الظروف لفتح أسواق جوارية من شأنها تسهيل مهمة التسوق وكسر الأسعار، حيث إن الكثير من التجار الفوضويين الذين يستدعون للبيع في هذه الأسواق تم إقصاؤهم، وترك مساحات السوق الباريسي فارغة.

وفي جولة استطلاعية قادت الشروق إلى بعض النقاط التي خصصت لفتح سوق جواري على الطريقة الباريسية في التجمعات السكنية بالعاصمة مثل مقاطعة حسين داي، وسيدي امحمد، تبين أن الكثير منها لم تنتعش بعد بالحركة التجارية وبقيت مجرد خيم بيضاء منصوبة، واقتصرت أحيانا على بيع الأواني ومواد التنظيف فقط، ففي سوق علي ملاح احتل السوق الباريسي مساحة واسعة لم تنطلق فيه بعد عمليات البيع، حيث نصبت الخيم في انتظار قدوم التجار.

وفي ساحة كيتاني بباب الواد، وقفت الشروق، على مدى استقطاب السوق الباريسي الواسع للمواطنين، خاصة أن أسعار المواد الغذائية عرفت انخفاضا طفيفا مقارن بالأسواق الجوارية الدائمة، وقد تنوعت السلع وتوفرت مما أدى إلى اكتظاظ وانتعاش في الحركة التجارية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!