-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عن مناجم الفحم في الجنوب ودور المهاجرين في الحركة الوطنية

بداية تسويق “الفضلاء” ياسمينة خضرة في 24 أوت

زهية منصر
  • 950
  • 0
بداية تسويق “الفضلاء” ياسمينة خضرة في 24 أوت

تطلق منشورات القصبة الطبعة الجزائرية لرواية ياسمينة خضرة الأخيرة “الفضلاء” في 24 أوت الجاري، وهذا تزامنا مع بداية تسويقها عبر المكتبات الفرنسية.

وتعتبر “الفضلاء” آخر أعمال خضرة، أكثر أعماله نضجا والتصاقا بذاته كونه اختار فيها العودة إلى مسقط رأسه بالقنادسة حيث تدور أحداث القصة في منجم الفحم في المنطقة في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي.

“لقد عشت ما كان علي أن أعيشه وأحببته قدر المستطاع… إذا كنت قد أخطأت في مكان ما عن غير قصد، إذا خسرت كل معاركي، فإن هزائمي لها مزايا – إنها الدليل على أنني قاتلت”. تلخص هذه العبارة الواردة على غلاف الرواية نظرة بطل الرواية لكنها في ذات الوقت تلخص نظرة الكتاب.

رغم طول العمل قرابة 600 صفحة لكن القارئ يجد نفسه يبحر عبر أسلوب وعوالم ياسمينة خضرا الذي يستثمر في التاريخ والثقافة المحلية في صناعة قصة تصلح أن تكون فيلما سينمائيا بكثير من التفاصيل والتفاني في رسم الشخصيات والأماكن وأجواء القصة.

في الرواية يمتزج الذاتي بالتاريخي حيث اختار الكاتب شخصية “ياسين الشراقة” لعبور أزمنة الجزائر من ما قبل الثورة إلى ما بعد الاستقلال حيث غادر ياسين دواره عندما أُرسل إلى فرنسا للدخول في حرب لا تعنيه كثيرا “وبعد العودة إلى الوطن كانت الحرب قد انتهت لكنها تركت خلفها الكثير من الجراح، جراح النفس والذاكرة.

في مغامرة البحث عن مخارج من انهيارات الحرب يتحصن البطل ياسين شراقة بالحكمة والتجارب للخروج من أزماته. تبدو رواية خضرة “رحلة إلى نهاية الذات” يختلط فيه الهم الشخصي بالهم الوطني. في هذا العمل يعيدنا الكاتب إلى دور مناجم الفحم في الجنوب الكبير وعلاقتها بحركة الهجرة ودورها في تشكيل الوعي الوطني والنواة الأولى للحركة الوطنية.

يبدأ كل شيء كقدر غير معد من قبل عندما قرر الرئيس إبراهيم إرسال شاب من دوار ضائع بدلاً من ابنه المريض لشن حرب ضد الألمان. ياسين شراقة المجند تحت علم فرنسا رغما عنه يفكر في إنقاذ عائلته وسيصبح لاحقا حمزة بن سعيد وبعد أن أصبح عريفًا حائزًا على ميدالية وبعد عودته إلى الوطن بعد نهاية الحرب، يشعر بخيبة أمل كبيرة عندما اكتشف أن من جنده بالأمس يريد الآن قتله وقد وجد عائلته قد طردت من أرضها وشرد أفرادها.

في رحلة البحث عن لم شمل العائلة سيقابل البطل الكثير من الناس، الذين لن يرفضهم لهم طلبا أبدا هو نبيل وبريء ولكن ساذج. لا يستطيع أن يقول “لا”. لذلك فهو مستعد لإنقاذ امرأة من مخالب رجل في الشارع حتى لو تلاعبت به. لاحقا ستعلمه الحياة كيف يكون وكيف يتعلم أن يقول “لا ” بعض الشيء.

في كل مرة يعتقد ياسين أنه سيجد السلام أخيرًا، يكتشف حمزة، أو بالأحرى ياسين، أبوابًا جديدة للجحيم. وكما توقع له العراف، سيعيش مغامرات صعبة وشائكة لن يكون أمامه لمواجهة الشدائد والمحن سوى نقاء حبه وإنسانيته

سيستمر ياسين في طريقه، متجاهلاً مصيره الكارثي. يتجول من منطقة إلى أخرى حيث يجد أصدقاءه القدامى أو رفاقه وسيعيش معهم أسوء اللحظات وسيختبر معهم الأفضع وسيكون عليه تجاوز الكثير للوصول إلى “الخطوة السابعة من قوس قزح” كما هو مذكور في “مخطوطة القدماء”.

يتجول البطل من وهران إلى سيدي بلعباس وبشار والقنادسة، وينتهي به الأمر لإيجاد الخلاص في الحب حيث يرتبط بمريم وينجب منها ولد.

في هذه العمل الضخم قرابة 600 صفحة يواصل ياسمينة خضرا إبداعه بأسلوبه السينمائي في صياغة قصة قابلة أن يندمج معها القارئ وهو يستعيد جزء من تاريخ الجزائر في أربعينات القرن الماضي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!