الرأي

بصراحة يا.. كيكي..

عمار يزلي
  • 1367
  • 6

كثيرٌ من الأنظمة التي تمكنت من الاستدارة على الشعب الذي خرج ليطالب بعض قادتها بالرحيل، كثيرا ما جابهت هذا الشعب الذي لم ينتخبها ولم يطلب منها البقاء إلى أبد الآبدين، بل وتجرَّأ على “عصيان الوالدين” والخروج عن طاعتهم، جابهته بكل ما لذ وطاب لها وعندها من فواكه “الديسير” من غازات المولوطوف وشراب الماء الملوَّث عبر الخراطيم، ولكن أيضا الوجبات الصحية من “بندق” حيّ ومطاطي وخرطوش ورمان مسيل للدم والدموع، المفرح المبكي. لقد “قلّشت” هذه الأنظمة مواطنيها على سوء اختيارهم لغيرها، فأمدَّتهم بكل ما لا يحلمون: أسرّة على الأرض في فنادق بلا نجوم، وأضاءت لهم الليل في عز الخسوف، ونسفت بهم الأرض وكتمت لهم الأنفاس بالغالي والنفيس.
بعد كل هذا، جاء الطبق الأخير من تزويد في الأسعار، ورفع الدعم عن الوقود، والخبز وخفض قيمة النقود. كل هذا نكاية في الشعب المنبوذ، الذي تعاطف مع الثورة ضد فساد الأسود.
حدث ويحدث هذا في مصر اليوم وفي بلدان عربية عدة…
السيسي، بات يسخر من شعبه لأن شعبه متهم بأنه يسخر من رئيسه، فقرر أن ينتقل من الدفاع إلى الهجوم. دافع عن نظامه وعن نفسه بشتى الطرق، لكن هذا لم يقلل من التنكيت ومن التندر، إلى أن قرر مؤخرا أن يبرر الزيادة في البنزين بكون الشعب يبذر البنزين والوقود على أغنية كيكي (وهي أغنية تؤدى على وقع السيارة وهي تسير ببطء آليا بعد أن يترك السائق المقود ويترجل فاتحا الباب وهو يصور نفسه يغني والسيارة تمشي ببطء). السيسي، تندَّر على شعبه بأنه يستأهل الزيادة في البنزين بأن قال لوزيره: “زيد وما تقلقش”، هذا بعد تحجُّجه بقصة أغنية الكيكي ده.. القادة أيضا يسخرون من شعوبهم المسخّرين للأسف، إنه يعرف أن المترفين وأبناء الأغنياء في مصر والخليج هم الذين أصابهم هوس الأغنية كما أصابهم هوس التقليد الأعمى لكل ما يرونه غريبا في الغرب الأصم والأبكم الأعمى.. فليس الفقراء من لا يجدون الرغيف والعيش من يغنون كيكي السيسي ده، لأنهم لم يجدوا حتى حمارا يركبونه ما دامت الحمير أخِذت لتُلبَس لباس حمر الوحش المزيفة في الحدائق العمومية في عموم مصر.
نمت على هذا الكيكي، لأجد نفسي أؤدي الأغنية وأنا أمشي إلى جانب حمار.. (هامر) أمركية بـ3 ملايير سنتيم وأغنية كيكي مع خليط من أغنية الشيخ إمام وكلامي: بصراحة يا ريّس يا سيسي… إنك ريّس كدة كيكي.. آآآعد لا مواخذة تهلفط.. وكلامك رومنتيكي، ولا ناوي تبطل تسخر بصراحة، وتقول كلامي مش بولوتيكي، عن كيكي وعن الصاروخ البلاستيكي، وعن فلسطين و”صفعة” القرن الأمريكي، في الوقت اللي الشعب بصراحة، دايخ دوخة البلجيكي، ومصر لسّه جريحة وفيه هجرة وشبه غزو أفريكي، وأنت يا باشا تشفط مية النيل، وتقول إسرائيل هي شريكي، في الوقت اللي غزة بتقول.. يا بلادنا بالدم أفديكِ، وكأنك مثل موميا فرعون الأنتيكي.. أحياها المد الأمريكي.. فرجعت أضحوكة، كأنك في بلاد ميكي..
لما أفقت من “سياست” الظهيرة، كنت لا أزال أغني: وأنتم يا أحزاب، يزينا من الشباح وبركانا من الشيكي.. الشعب راه يشوف فيكم تلبسوا غير التيكي.. وتتهموا بشير فريكي.. والشعب القاعد قعدتوه سامحوني.. فوق بيكي.. ويقول قاق قاق.. لا حنا دجاجة يا حكومة ولا أنت ديكي.. لا أنت علا بالك بينا ولا حنا على بالنا بيكي..

مقالات ذات صلة