“بعد الغاز.. الجزائر ستزوّد ألمانيا بالهيدروجين”

قال الخبير والمحلل الطاقوي، بغداد مندوش، إن الزيارة الأخيرة لوزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إلى الجزائر، هدفها الأساسي هو تزويد ألمانيا بالغاز الجزائري عبر الأنبوب العابر لإيطاليا مرورا بالنمسا، خصوصا بعد اتفاق “سوناطراك” و”إيني” بمدّ البلد الأوروبي بـ4 مليارات متر مكعب إضافية، ولكن أيضا هو مقدمة لإمدادها بالهيدروجين عبر ما صار يسمى الممر الجنوبي SoutH2 Corridor
وأوضح بغداد مندوش في تصريح لـ “الشروق”، أن الإمدادات الجزائرية إلى ألمانيا بالغاز ستزداد خلال هذه السنة، بدخول إنتاج بعض الحقول الجديدة لـ”سوناطراك”، مشيرا إلى أن كميات الإنتاج المرتقبة في 2024 تصل إلى 142 مليار متر مكعب بعد أن كانت في حدود 136 مليار متر مكعب خلال العام الماضي.
وشدّد مندوش على أن الملف الآخر المهم الذي رافق زيارة نائب المستشار الألماني إلى الجزائر هو ما تعلق بمشروع الممر الجنوبي للهيدروجين المعروف بـ SoutH2 Corridor، الذي كان يسمى سابقا “غالسي” وكان من المفروض أن ينقل الغاز إلى إيطاليا مرورا بجزيرة سردينيا لكنه تعطّل لأسباب بيئية.
وأشار الخبير إلى أن مشروع إنتاج الهيدروجين بالجزائر ونقله إلى ألمانيا عبر خطوط أنابيب، كانت ألمانيا والنمسا هما أول من رحب به بين دول الاتحاد الأوروبي، ولاحقا أعلنت بروكسل أيضا دعمها للمشروع باعتباره ذي مصلحة مشتركة.
وأوضح المتحدث، أن ألمانيا والنمسا كانتا مرتبطتين بشكل كبير بالغاز الروسي الذي كان يغطي جزءا كبيرا من حاجياتهما، لكن بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، تحول البلدان إلى البحث عن مصادر جديدة خصوصا أن الاقتصاد الألماني قوي ويحتاج لكميات كبيرة من الطاقة لتدوير عجلة الصناعة، ولذلك، فإن الجزائر تمثل -حسبه- خيارا قويا سواء للغاز أو الهيدروجين.
وعلّق بالقول: “الجزائر لها موقع إستراتيجي وإمكانات كبيرة ومنشآت، على غرار خط أنابيب يربطها بإيطاليا مرورا بتونس بطاقة نقل تقدّر بـ32 مليار متر مكعب سنويا”. وأضاف أن “مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين يدخل ضمن تزويد ألمانيا في مرحلة أولى بالغاز، ثم مرحلة ثانية بالهيدروجين”.
ووفق مندوش، فإن تكلفة هذا المشروع، حسب تقديرات السنة الماضية، تتراوح من 3.5 على 4 مليارات دولار، لكن من الممكن أن ترتفع التكلفة حسب الوقت والدراسات التي يتم إنجازها.