-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بعد 100 يوم.. قراءةٌ في خطاب الملثَّم

ناصر حمدادوش
  • 797
  • 0
بعد 100 يوم.. قراءةٌ في خطاب الملثَّم

بعد 100 يومٍ من الحرب الصُّهيونية الهمجية على الشَّعب الفلسطيني، يشرق علينا حدثان مهمَّان من حيث الدلالة والرمزية، فقد أُطلِقت رشقةٌ صاروخية من المخزون الاستراتيجي لكتائب القسام على مدينة أسدود المحتلة بصواريخ 75M، والتي تحمل رسائل سياسية وعسكرية ذكية، فهي تحدٍّ واضحٍ لهذا الواقع المتصهين، بما يثبت فاعلية المقاومة وحضورها بقوة، فهي تضرب في الزمان والمكان الذي تريد، مع أنَّ الجيش الصهيوني لا يتردَّد في التأكيد على تفكيك البنية القتالية للمقاومة في كلِّ مناطق قطاع غزة.

لكن الحدث الأبرز هو ظهور الملثَّم “أبو عبيدة“، الناطق الرسمي لكتائب القسام، بعد غيابٍ عن الظهور بالصَّوت والصُّورة منذ 23 نوفمبر 2023م (أي بعد 52 يومًا)، حتى نُسجت عن غيابه رواياتٌ وأساطير وإشاعات، وظهوره انتصارٌ في حدِّ ذاته، يؤكد خيبةَ أمل الدعاية الإعلامية والغرور الاستخباراتي الصهيوني، وأنَّ منظومة قيادة المقاومة بخير، وأنها ما زالت تتحكَّم في إيقاع المعركة، وأنه لا يمكن إسكات صوت المقاومة، كما لا يمكن إيقاف صفارات الإنذار المزعجة، التي تؤرِّقهم بها صواريخ المقاومة.

لكنَّ “كتائب القسام” عوَّدتنا على مثل هذه الرمزيات، كالاحتفال بطريقتها الخاصة في ساعة الصفر من رأس السنة 2024م برشقةٍ صاروخية على “تل أبيب”، لتأكيد أنّ لديها خطوة متقدمة في مواصلة هذه الحرب المفتوحة مع مطلع السنة الجديدة.

إلاَّ أنَّ خطاب الملثَّم هذه المرة كان قويًّا وفصيحًا وواثقًا، وقد حمل عدة رسائل ودلالات، بعد أن استهلَّه بقوله: “هذه المعركة التاريخية المفصلية في حاضر شعبنا وأمتنا، هذه الصَّرخة التي دوَّت في سمع الزمان، وملأت بقوة الله بصر الدنيا، لتحرِّر كلَّ الشعوب والأمم المستعبدة”، وأنَّ هذه المعركة:”..أسطورية، تبدو من نسج الخيال ودرب المستحيل”.

ومن هذه الرسائل والدلالات:

1/ وضع هذه المعركة الأسطورية في سياقها الصحيح، على قاعدة الخلفية الدينية لهذه الهمجية الصُّهيونية، وأنَّ من أهمِّ أسبابها: تهويد القدس، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، والاعتداءات المتكرِّرة على الحقوق الدينية الإسلامية والمسيحية، وخطورة الطقوس الدينية اليهودية بالبقرات الحُمر، وما تحمله من العنصرية التلمودية، والتصريحات التي تنمُّ عن حجم التشبُّع بفكر التوحُّش، وعمق تجذُّر ثقافة الإرهاب لدى الصهاينة. يقول عن هذا النَّفَس الديني وراء هذه الحرب: “نذكِّر بعدوانٍ بلغ أقصى مداه على مسْرَانا وأقصانا، وبدأ تقسيمه الزماني والمكاني فعلاً، وجُلبت البقراتُ الحمر، تطبيقًا لخرافةٍ دينيةٍ مقيتة، مصمَّمة للعدوان على مشاعر أمةٍ كاملة، في قلب عروبتها ومسْرَى نبيِّها..”. وتقوم هذه الخرافة الدينية وفق فتوى الحاخامية اليهودية على أنه لا يجوز دخول المسجد الأقصى (الصعود إلى جبل المعبد/ بيت الرب) إلا بعد طهارة الشعب، ولا تكون هذه الطهارة إلا بذبح بقرة حمراء، واستخدام رمادها لتطهير الشعب اليهودي، ومن ثمَّ السماح ليهود العالم باقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال ما يسمى “ذكرى خراب المعبد”، وفق نصوص المشناة (جزء من كتاب التلمود). وقد كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن وصول 05 بقرات حمراء إلى إسرائيل من تكساس الأمريكية نهاية 2022م، ووضعها في مزرعةٍ سرِّيةٍ انتظارًا لبلوغها سنَّ الثانية، لذبحها فوق جبل الزيتون في القدس. وظهور هذه الخرافة بعد 2000 سنة هي إشارةٌ إلهية -في زعمهم- إلى قرب بناء المعبد الثالث على أنقاض المسجد الأقصى، والعودة الثانية للمسيح، وهو ما تتقاطع فيه مع العقيدة الإنجيلية التي تحكم الإدارة الأمريكية، المتماهية مع مشروع تيار الصُّهيونية الدينية واليمين المتطرِّف في إسرائيل، الذي يسيطر فعليًّا على قرار الحكم في هذا الكيان.

تذكير “أبو عبيدة” بهذه الخرافة الدينية، والتي بدأت الاستعدادات الفعلية لها، بما يهدِّد قبلة المسلمين الأولى، والتي ستتجاوز مجرد التقسيم الزماني والمكاني إلى هدم المسجد الأقصى كلية، وعودة يهود العالم للاحتلال الكلي للقدس الشريف، هو رميٌّ بمسؤولية الدفاع عن هذه المقدسات إلى الأمة جميعًا، وما معركة طوفان الأقصى إلا ضربةٌ استباقيةٌ لهذه الأسطورة، التي يُراد لها أن تكون حقيقة.

وإلى جانب هذه الخرافة الدينية اليهودية، لم ينس التذكيرَ بحجم الإجرام في حقِّ المقدَّسات الدينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيقول: “من واجبنا الجهادي والديني أن نحيط ملياري مسلم في العالم بأنَّ العدو الصهيوني وخلال 100 يوم دمَّر معظم مساجد قطاع غزة، ودنَّس وأحرق وجرَف تلك التي وصلت إليها آلياتُه على الأرض، وأوقف الأذان والصلاة في حربٍ دينيةٍ واضحة، استكمالاً لِمَا بدأته عصابات الصهيونية الدينية من حربٍ على المسجد الأقصى..”، فقد دمَّر هذا الكيان العنصري: 340 مسجد بين تدميرٍ جزئيٍّ أو كليٍّ، و 3 كنائس، و5 مقرات للأوقاف والزكاة، وقتل 53 من الأئمة والدعاة. ولذلك أبدعت القسام، وكانت دقيقةً في تسمية هذه المعركة “معركة طوفان الأقصى”، برمزية هذا البُعد العقائدي المتماثل في هذه الحرب. إنَّ هذا البُعد ينمُّ عن تطوُّرٍ نوعيٍّ في أداء المقاومة، والتي لم تعد معاركُها مرتبطة بالدفاع عن القطاع المحاصَر في احتياجاته الإنسانية، بل أصبحت هجومية، ترتقي إلى هزِّ مشاعر المسلمين جميعًا في العالم، وأنه لا يمكن الاستفرادُ بالمسجد الأقصى، وأنَّ يد المقاومة قد أصبحت طويلة، وهو ما يفرض على الأمة انخراطها في هذه المعركة بقوة، وهي التي تربط بين غزة والقدس، وبين المسجد الأقصى والأمة.

2/ التذكير بتفعيل القدرات الذاتية للمقاومة، في تطوُّرٍ نوعيٍّ للصناعة العسكرية، والتقنية العالية، والتخطيط الاستخباراتي العالي، والأداء العملياتي المبدع، وهو ما ينفي قيام بعض الدول والجماعات في تسليح المقاومة الفلسطينية، وأنها تتمتَّع بالسيادة والاستقلالية في ذلك، يقول: “إن جلَّ ما قاومنا -ونقاوم به- عدوانَ الصَّهاينة هو من صنع كتائب القسام، من العبوات الناسفة، ومقذوفاتٍ صاروخية، وراجماتٍ ومدافع، ومضاداتٍ للدروع وقنابل بمختلف أنواعها، وبنادق القنص، وحتى الرصاص”. إنَّ هذا التذكير الخفي بالقدرات الذاتية يبعث على الفخروالاعتزاز، إذ استطاعت هذه المقاومة المحاصَرة منذ 17 سنة -وبإمكاناتٍ متواضعة- أن تواجه هذه الترسانة الغربية من الأسلحة المتطوِّرة، وهو ما يضرب فخر الصناعة العسكرية الصُّهيونية في الصميم، بما يعيد حساباتها من جديد.

3/ التذكير بالبطولات الأسطورية للمجاهدين، وأنَّ أهم استثمار في هذه المعركة هو الاستثمارُ في صناعة الإنسان، فيقول عن الصناعات القسامية المتواضعة، أمام الترسانة الأمريكية في يد المرتزقة الصهاينة: “لولا الصناعة الأهم التي نمتلكها، وهي صناعة الإنسان المقاتل، ذلك الفلسطيني المقاوم المجاهد الذي لا تقف قوة في الأرض أمام إرادته وإصراره..”، ويقول عن المجاهدين بأنهم: “قدَّموا التضحيات العظيمة، وسطَّروا ملاحمَ عَزَّ نظيرُها في هذا الزمان، وتمترسوا في عُقدهم القتالية، واستبسلوا في تكبيد العدو خسائر هائلة..”، ويقول عن هذه البطولات الأسطورية: “إنَّ الملاحم التي سطَّرها مجاهدونا مما أعلنا عنه -ومما لم نتمكن من إعلانه بعد- ستُخلَّد كواحدةٍ من أعظم وأبدع وأعدل وأقدس المعارك في تاريخ أمتنا”، ويقول: “100 يوم وما كلّت عزائم مجاهدين وما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا..”. في مقابل عقيدةٍ مهتزَّةٍ للجيش الصهيوني، والذي يعتمد على مرتزقة فاشلين منهارين، يقول: “مجاهدونا يعودون بشهاداتٍ صادمةٍ عن ضعف إيمان ودافعية الجندي الصُّهيوني والمرتزقة، وكيف يُجرُّون إلى القتال جرًّا، وكيف يبكون فزَعًا وجزَعًا..”، مع التذكير بخسائر العدو، والتي لم يتكبَّدها في تاريخ الصِّراع معه، فيقول: “استهدفنا وأخرجنا عن الخدمة خلال 100 يوم -بفضل الله وعونه- نحو 1000 آلية عسكرية صهيونية”؛ أي بمعدّل 10 آليات يوميا.

4 / الإشادة بالصمود التاريخي الفريد للحاضنة الشعبية للمقاومة، فبالرغم من تعرُّض قطاع غزة إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في هذا القرن، إلا أنها كما يقول أبو عبيدة: “إساءةُ وجه هذا العدوّ وكسرُ عدوانه لم تكن لتحدث لولا عطاءُ وصمودُ وعظمةُ شعبٍ حرٍّ كريمٍ شامخٍ، يجود بكل عزة وكبرياء بكل شيء ولا يعطي الدنيَّة في وطنه وأرضه ومقدساته”، ويقول في موضعٍ آخر: “100 يوم وشعبُنا العظيم الأسطورة يقف شامخًا على أرضه، رغم الألم والجراح، ويسطِّر أروع ملحمةٍ في الصمود والتحدِّي والكبرياء..”، وهو ما يجعل حجم هذه التضحيات الضخمة -والتي يشهد عليها العالم يوميًّا- ديْنًا في رقبة الإنسانية.

يقول أبو عبيدة: “إن جلَّ ما قاومنا -ونقاوم به- عدوانَ الصَّهاينة هو من صنع كتائب القسام، من العبوات الناسفة، ومقذوفاتٍ صاروخية، وراجماتٍ ومدافع، ومضاداتٍ للدروع وقنابل بمختلف أنواعها، وبنادق القنص، وحتى الرصاص”. إنَّ هذا التذكير الخفي بالقدرات الذاتية يبعث على الفخر والاعتزاز، إذ استطاعت هذه المقاومة المحاصَرة منذ 17 سنة -وبإمكاناتٍ متواضعة- أن تواجه هذه الترسانة الغربية من الأسلحة المتطوِّرة، وهو ما يضرب فخر الصناعة العسكرية الصُّهيونية في الصميم، بما يعيد حساباتها من جديد.

كما أنَّ هذه المعركة ليست بذلك الاختزال الذي يريده الصَّهاينة في الثنائية المغلوطة بين (إسرائيل وحماس)، بل هي معركة الكلِّ الوطني الفلسطيني، بكلِّ فصائله وأذرعه العسكرية، وأنَّ ما تقوم به إسرائيل منذ 75 سنة هو استهدافٌ للوجود الفلسطيني لاقتلاعه من جذوره، وفق تلك الأسطورة التي قام عليها هذا الكيان النازي: (أرضٌ بلا شعب، لشعبٍ بلا أرض)، يقول أبو عبيدة: “نؤكد أنَّ معركة طوفان الأقصى هي معركة الكل الوطني الفلسطيني يقاتل فيها شعبُنا..”.

5 / التأكيد على انكسار العدو، بعدم تحقيق أهدافه، فيقول: “إنَّ أهداف العدو قد تكسَّرت على صخرة صمود شعبنا ومقاومتنا، فها هي قيادة العدو المتغطرس تتجرَّع الألم، وتغوص في وحل الفشل والإخفاق..”، ذلك أنَّ نتائج المعارك تُقاس بمدى تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية المعلنة، وقد أعلن العدو الصهيوني أنه يهدف في هذه الحرب إلى: القضاء على حماس، وتدمير قدراتها القتالية، واستعادة الرهائن، وهو ما لم يتحقق بالمطلق، بل إنَّ إسرائيل بدأت تتراجع عن أهدافها السياسية والعسكرية، تحت صمود وضربات المقاومة، ودخول الشكِّ في قدرتها على حسم المعركة، وخاصة بعدما وصل الخلاف بين مؤسساتها الأمنية والسياسية إلى مرحلة التفكُّك، ولم يعد الجيش راغبًا في مواصلة القتال، بل بدأ في الانسحاب فعليًّا، فقد ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أنَّ الفرقة 36 التي تمَّ سحبُها يوم الإثنين 15 جانفي من غزة تضمُّ ألوية غولاني والسادس والسابع واللواء 188، إلى جانب سلاح الهندسة، ولم تبق في غزة إلا 03 فرق، وهي 99 و162 و98، مع بقاء المقاومة شامخة، فحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” فإنَّ تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنَّ غالبية مقاتلي حماس بغزة وقادتها هم على قيد الحياة بعد 100 يوم من الحرب.

يقول أبو عبيدة: “نُحيِّي اليد الضاربة الوفية من مقاتلي أمتنا في لبنان العطاء والبطولة، وفي يمن الحكمة والإيمان، وفي العراق، وفي كل ساحات أمتنا..”، وهو ما يؤكد توحيدَ جبهات المقاومة، وأنها تحرَّرت من مصيدة الصراعات الطائفية والمذهبية، التي قسَّمت الأمة، ووفَّرت فرصة الاستثمار فيها لدى أعدائها لعقودٍ، بل لقرونٍ من الزمن، وهو ما يؤكد على تلاحم المقاومة السُّنية مع المقاومة الشيعية، وأنه مهما كانت الخلافات المذهبية فهي لا تنفي وجود قواسم مشتركة، يمكن التعاون فيها، ومنها: مواجهة العدو المشترك، وهو الكيان الصهيوني ومَن يقف وراءه.

6 / الخطاب المبهم حول مصير الأسرى والإشارة إلى قتل الكثير منهم، وأنهم قد دخلوا في المجهول، يقول: “أمَّا فيما يتعلق بموضوع الأسرى الصَّهاينة، فنريد أن نقول إنَّ مصير العديد من أسرى العدو ومحتجزيه بات خلال الأسابيع الأخيرة مجهولاً، أمَّا الباقون فهم جميعًا دخلوا نفق المجهول بفعل العدوان الصُّهيوني، وعلى الأغلب سيكون العديدُ منهم قد قُتل مؤخرًا، في حين ما زال الباقون في خطرٍ داهمٍ وكبيرٍ كلِّ ساعة..”، وهي إدخال العدو في معركة النفسيات والمعنويات والإرادات التي تعزف عليها المقاومة في زعزعة الرأي العامّ الإسرائيلي الداخلي، وتعميق أزمة الثقة في حكومته العاجزة والمغامِرة بحياة أبنائهم، وهم الذين يتعجّبون من الحالة المزرية التي وصلت إليها إسرائيل، فبالرغم من مرور 100 يوم على هذه الحرب الأطول في تاريخها، لم تستطع تحرير أسيرٍ واحد، بالرغم من الدخول البري بنحو 140 ألف جندي صهيوني، وهو ما انعكس على المشهد الإسرائيلي بانفجار مسيراتٍ ضخمةٍ مطالِبةٍ بوقف الحرب، وعقد صفقة تبادل أسرى مع المقاومة، وهي الطريقة الوحيدة لاستعادتهم أحياء.

7 / الإشادة بمحور المقاومة، وتوحيد الساحات، وتناغم الجبهات بين فلسطين ولبنان واليمن والعراق، يقول أبو عبيدة: “نُحيِّي اليد الضاربة الوفية من مقاتلي أمتنا في لبنان العطاء والبطولة، وفي يمن الحكمة والإيمان، وفي العراق، وفي كل ساحات أمتنا..”، وهو ما يؤكد توحيدَ جبهات المقاومة، وأنها تحرَّرت من مصيدة الصراعات الطائفية والمذهبية، التي قسَّمت الأمة، ووفَّرت فرصة الاستثمار فيها لدى أعدائها لعقودٍ، بل لقرونٍ من الزمن، وهو ما يؤكد على تلاحم المقاومة السُّنية مع المقاومة الشيعية، وأنه مهما كانت الخلافات المذهبية فهي لا تنفي وجود قواسم مشتركة، يمكن التعاون فيها، ومنها: مواجهة العدو المشترك، وهو الكيان الصهيوني ومَن يقف وراءه. ويؤكد على توسيع ساحة المعركة، تحقيقًا لمبدأ الردع، وتوازن الرُّعب مع إسرائيل، فيقول: “إننا إذ أُبلِغنا من جهاتٍ عدَّة في جبهات المقاومة، بأنهم يسعون لتوسيع ضرباتهم للعدو في قابل الأيام، في ظلِّ استمرار العدوان على غزة..”.

بالرغم من مرور 100 يوم على هذه الحرب الأطول في تاريخها، لم تستطع تحرير أسيرٍ واحد، بالرغم من الدخول البري بنحو 140 ألف جندي صهيوني، وهو ما انعكس على المشهد الإسرائيلي بانفجار مسيراتٍ ضخمةٍ مطالِبةٍ بوقف الحرب، وعقد صفقة تبادل أسرى مع المقاومة، وهي الطريقة الوحيدة لاستعادتهم أحياء.

وختم “الملثَّم” خطابه برسائل الأمل في النصر، واليقين في الله، وأن حجم هذه التضحيات يجب ألا تذهب هدرًا، بل هي مهرٌ لتحرير المسجد الأقصى المبارك، وهي بوصلة الصراع، وحقيقة الحرب، وجوهر المواجهة، يقول أخيرًا: ترقّبوا نصر الله القريب ووعدَه بالفتح الكبير ودخولِ المسجد الأقصى المبارك يقينا بالله وثقة به، وإن فجر الحرية لكل شعبنا يقترب بأمر الله ولن يضيع الله جهد أهلنا وشعبنا ودماءهم وآلامهم، والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!