الرأي

بغداد وخيانات الشيعة.. بين الأمس واليوم

إنني أكتب عن بغداد الذبيحة بماء عيوني ودم قلبي قبل مداد قلمي، قد يقول بعض الناس هذا كلام عاطفي، فليكن؛ فأنا رجل أكره منطق الأصنام إذا تحدثت عن جراحات أمتي وآهاتها.

 الخيانة خلق متأصل في الشيعة:

إن الشيعة الروافض قوم بُهت، قد رضعوا من ثدي الخيانة، وتقلبوا في جحور المكر منذ أن استنبت هذه النحلة اللقيطة في أرض الإسلام مؤسسها الأول عبد الله بن سبأ اليهودي. 

وما ظن القارئ بقوم جعلوا من الكذب والنفاق الذي يسمونه “تقية”، وتكفير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وكل الأمة الإسلامية سواهم جعلوا من كل تلك الجنايات دينا يتقربون به إلى الله تعالى. 

يقول الإمام الشوكاني – رحمه الله- وهو أحد من عرف الروافض معرفة معاشرة ومساكنة وتجربة: “لا أمانة لرافضي قط على من يخالفه في مذهبه، ويدين بغير الرفض، بل يستحل ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له، لأنه عنده مباح الدم والمال، وكل ما يظهره من المودة فهو تقية يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة “.

ثم يذكر نماذج من تجربته مع الروافض فيقول: “وقد جربنا هذا تجريبا كثيرا فلم نجد رافضيا يخلص المودة لغير رافضي، وإن آثره بجميع ما يملكه، وكان له بمنزلة الخول، وتودد إليه بكل ممكن، ولم نجد في مذهب من المذاهب المبتدعة ولا غيرها ما نجده عند هؤلاء من العداوة لمن خالفهم، ثم لم نجد عند  أحد ما نجده عندهم من التجرؤ على شتم الأعراض المحترمة، فإنه يلعن أقبح اللعن، ويسب أفظع السب.”

أما شيخ الإسلام ابن تيمية الذي كشف ما يجتهد في إخفائه علماء الدين الرافضي المحرف في كتابه العظيم “منهاج السنة النبوية”  فقد وصف دخائل هذه الفئة الخائنة وصفا دقيقا، وكشف مغابن تلك النفوس التي مردت على النفاق، واحترقت بالأحقاد، ولم يزدها مرور السنين إلا إيغالا في تلك العقد النفسية والخلقية المدمرة. 

يقول رحمه الله: “أما الرافضي فلا يعاشر أحدا إلا استعمل معه النفاق، فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد، يحمله على الكذب والخيانة وغش الناس، وإرادة السوء بهم، فهو لا يألو خبالا، ولا يترك شرا يقدر عليه إلا فعله بهم، وهو ممقوت عند من لا يعرفه، وإن لم يعرف أنه رافضي تظهر على وجهه سيما النفاق، وفي لحن القول، ولهذا تجده ينافق ضعفاء الناس ومن لا حاجة به إليه، لما في قلبه من النفاق الذي يضعف قلبه”.

ثم يشير إلى أمر خطير يدل على خبث طوية الروافض، وسوء صنيعهم في الدنيا، وهو أمر طالما غفل عنه المخدوعون من عموم المسلمين بالمظاهر الزائفة التي يتخفى وراءها الشيعة فيقول: “فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه، وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتنا وشرا، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن، والشرور، وإيقاع الفساد بين الأمة،  ونحن قد علمنا بالمعاينة والتواتر أن الفتن والشرور العظيمة التي لا تشابهها فتن إنما تخرج منهم”. 

قد يقول بعض المتسرعين أو المشاغبين هذه شهادة رجل معروف بعداوته للرافضة، فأقول وكذلك ينبغي أن يكون كل مسلم غيور على الحق الذي شوه وجهه أفراخ المجوس بالبكاء والعويل على نكبة الحسين ومظالم آل البيت رضي الله عنهم أجمعين. 

ثم هذه هي الحقيقة التي شهدت بها مراجع الروافض أنفسهم التي لا يرقى إليها الشك عندهم، فقد روى إمامهم الكليني الذي يلقبونه بثقة الإسلام في كتاب الكافي (1/437) طبعة دار التعارف، عن أبي يعفور أحد خواص الشيعة وهو يشكو لإمامه سوء خلق طائفته وخيانتهم فيقول له: “إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا (أي يتولون أبا بكر وعمر والمقصود بهم أهل السنة) لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم (الشيعة) ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء والصدق، قال: فاستوى أبو عبدالله (المقصود به جعفر الصادق وهم يكذبون عليه طبعا) جالسا فأقبل علي كالغضبان، ثم قال: لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان الله بولاية إمام عادل من الله، قلت: لا دين لأولئك، ولا عتب على هؤلاء، قال: نعم، يعني من كان مؤمنا بعقيدة الإمام على دين الشيعة فليفعل ما يشاء فذنبه مغفور، ومن لم يؤمن بإمامهم فهو شر الخلق، وإن كان من أولياء الله الصالحين. 

وهذا النص وغيره كثير يفسر إقدام قطعان الرفض على ارتكاب الموبقات من الكذب والخيانة والغدر، وغيرها من الفضائح التي طبقت جهات الدنيا الأربع، وسارت بها الركبان، دون تحرج أو تردد. 

يقول شيطانهم المسمى نعمة الله الجزائري (وليس النسبة إلى بلدنا الجزائر فقد صانها الله عن مثله وإنما النسبة إلى بلدة في العراق) يقول: إن علي بن يقطين (شيعي) وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، فأمر غلمانه فهدموا سقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم، وكانوا خمسمائة رجل تقريبا، فأراد الخلاص من تبعات دمائهم، فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم (ع) فكتب إليه جواب كتابه بأنك لو كنت تقدمت إلي قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم، وحيث إنك لم تتقدم إلي فكفر عن كل رجل قتلت منهم بتيس، والتيس خير منه”.

لم نسمع للمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني إلى اليوم فتوى في وجوب مقاومة الغزاة الغاصبين من ذوي العيون الزرق بل قرأنا له فتوى في إنشاء بعض المجاميع المسلحة التي ترفع رايات “يا حسين” وتنادي بالثأر له ولكن تحت حماية الشيطان الأكبر.

أي أن الذنب ليس على الغدر وسفك دماء الأبرياء، وإنما في عدم استئذان إمامه، ومادام هذا المجرم الخائن قد أقدم على ذلك دون إذنه فكفارته أن يقدم تيسا (عتروس) عن كل قتيل ذهب غدرا.

ويعلق الجزائري الأثيم في كلمات تقطرا فجورا واستهتارا بحرمة النفس البشرية قائلا: فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لا تعدل دية أخيهم الأصغر وهو كلب الصيد، فإن ديته عشرون درهما، ولا دية أخيهم الأكبر وهو اليهودي أو المجوسي فإنها ثمانمائة درهم، وحالهم في الآخرة أخس وأنجس”.

تلك هي الأحقاد المقيتة التي تحرك القوم على أهل السنة منذ القرون الخوالي، وكذلك هو حالهم اليوم في العراق والشام، وفي كل مكان يمكن أن ترى فيهم وجوههم الشوهاء.

الوزير ابن العلقمي ودوره في سقوط بغداد..

كانت بغداد في العصر العباسي عاصمة الدنيا، وينبوع الحضارة، ومهوى العلم والعلماء على اختلاف مشاربهم وفنونهم.

وكان ابن العلقمي وزير الخليفة المستعصم شيعيا رافضيا تجري جراثيم الخيانة والغدر في دمه كما هو شأن أهل دينه، فسعى بكل وسيلة للاستنجاد بالتتار حتى يجتاحوا بغداد ويستأصلوا أهلها، ويزيلوا حكم أهل السنة فيها، وإقامة دولة رافضية شيعية على أنقاضها.

يقول الدكتور ناصر القفاري: كانت خيوط المؤامرة تتمثل في ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: إضعاف الجيش، ومضايقة الناس، حيث سعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين.

قال ابن كثير: وكان الوزير ابن العلقمي يجتهد في صرف الجيوش، وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف مقاتل.. فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف. 

المرحلة الثانية: مكتبة التتار، يقول ابن كثير: ثم كاتب التتار، وأطمعم في أخذ البلاد، وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال. 

المرحلة الثالثة: النهي عن قتال التتار، وتثبيط الخليفة والناس، حتى نهى العامة عن قتالهم، وأوهم الخليفة وحاشيته أن ملك التتار يريد مصالحتهم، وأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم، ونصفه للخليفة، فخرج الخليفة إليه في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء، والأمراء والأعيان، فتم بهذه الحيلة قتل الخليفة ومن معه من قواد الأمة وطلائعها بدون أي جهد من التتار. 

لقد سارت المؤامرة إلى منتهاها، واجتاحت جحافل التتار التي كانت تغطي عين الشمس بغداد مدينة السلام كالسيل المنهمر الذي لا يقف في وجهه شيء وكان ذلك يوم 9 صفر سنة 656 هجرية. 

ثم مالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ والكهول والشباب، واستمر الذبح أربعين يوما كاملة، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى، ومن التجأ إليهم، وإلى دار الوزير ابن العلقمي.

وكانت تقديرات المؤرخين تقول إن عدد القتلى من المسلمين في بغداد يفوق المليون نفسا أو يدانيها.

إن سقوط بغداد في القرن السابع الهجري كان مأساة باكية حزينة، لا يزال صداها يتردد عبر القرون. 

فقد سالت دماء المسلمين أنهار، وسبيت الحرائر، وحطمت الدور والقصور، والحدائق الغناء، وخربت بيت الحكمة وهي إحدى مكتبات بغداد العظيمة بل إحدى أكبر مكتبات العالم وأعظمها، وألقيت آلاف الكتب في النهر حتى تحول الماء إلى سواد، وبكت الغربان على الحضارة الآفلة التي أصبحت أثرا بعد عين. 

قد يقول بعض المتسرعين أو المشاغبين هذه شهادة رجل معروف بعداوته للرافضة، فأقول وكذلك ينبغي أن يكون كل مسلم غيور على الحق الذي شوه وجهه أفراخ المجوس بالبكاء والعويل على نكبة الحسين ومظالم آل البيت رضي الله عنهم أجمعين. 

يصور الإمام ابن كثير جانبا من فصول المأساة في كتابه البداية والنهاية (13/202) بقلمه البليغ قائلا: وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الواقعة، فقيل ثمانمائة ألف، وقيل ألف ألف (مليون) وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف (مليون وثمانمائة ألف) وقيل بلغت القتلى ألفي ألف.. 

ومازال السيف يقتل أهلها أربعين يوما.. وقتل الخطباء والأئمة، وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجمعات والجماعات مدة شهور ببغداد، وأراد الوزير ابن العلقمي قبحه الله ولعنه أن يعطل المساجد والمدارس ببغداد ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض، وان يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم بها..

ولما انقضى الأربعون يوما بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم، وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء، فحصل بسببه الوباء الشديد..

تلك صورة بغداد الكئيبة، كأنها إحدى المدن اليابانية عندما قصفها التتار الجدد بالقنبلة النووية في الحرب العالمية الثانية، وبسقوط بغداد، ومقتل الخليفة رفسا بالأقدام انتهت دولة الخلافة العباسية، وتحولت إلى ملهاة حتى تسلم الراية من بعدهم بنو عثمان.

.. ودور الشيعة في سقوط بغداد اليوم

ترى هل تغيرت طبائع القوم اليوم، أم أن جرائم الخيانة ولادة؟ الحقيقة أن أبناء العلقمي بعثوا من جديد، وإذا بهم يتراقصون كشياطين الظلام في واقع بغداد من جديد، ويعيدون كتابة الفصول نفسها التي كتبها جدهم الهالك في الدهر الأول.

لقد أشارت كل التقارير الصحفية، والتحاليل السياسية إلى الدور الخطير الذي لعبته في سقوط بغداد على أيدي القوات الأمريكية الغازية، بل وتسليم العراق  بعد ذلك إلى زعماء الشيعة القادمين من وراء الحدود على ظهر دبابة العم السام ،لتقوم العصابات المسلحة بالتحكم في مصيره ومقدراته ، ويكفي القارئ أن يكتب على محرك البحث “جوجل” جملة “دور الشيعة في سقوط بغداد” ليقرأ حتى التخمة كما هائلا من التقارير التي تثبت بالدلائل القاطعة التي لا يرقى إليها شك تورط الرافضة في احتلال العراق، وتمزيق أوصاله، وتشريد أهله، وإخراجهم قسرا من ديارهم لإعادة التوزيع الديمغرافي، واعتبار أهل السنة أقلية لاجئة مسلوبة الحقوق، بعضهم في المقابر، وبعضهم وراء الشمس.

لقد صرح نوري المالكي أمام شاشات التلفزيون قائلا: إن المعركة اليوم مستمرة بين أبناء الحسين وأبناء يزيد. 

وتلك هي الحقيقة أن القوم لايزالون اليوم يعيشون على ثارات القرون، وخلافات الدهور الغابرة، في كل طور من أطوار التاريخ يتمكنون فيه سيبعثون ابن العلقمي من جديد لحبك خيوط المؤامرة على الأمة مرة أخرى. 

إننا لم نسمع للمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني إلى اليوم فتوى في وجوب مقاومة الغزاة الغاصبين من ذوي العيون الزرق بل قرأنا له فتوى في إنشاء بعض المجاميع المسلحة التي ترفع رايات يا حسين ) وتنادي بالثأر له ولكن تحت حماية الشيطان الأكبر.

وهذه معضلة يحار في تفسيرها فقهاء الدنيا، ولا جواب لها إلا تحت العمائم السوداء التي تلعن الشيطان

الأكبر في الملأ ولكنها تعشق حذاءه في الخفاء. 

أجدني مضطرا إلى وضع القلم مرددا: لك الله يا بغداد 

…للموضوع مراجع

مقالات ذات صلة