-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بقي الأهم…

بقي الأهم…

لعل المرحلة القادمة من تاريخنا الوطني هي الأهم من بين كافة المراحل التي مَررنا بها، سواء من حيث التحديات أو التهديدات أو الرهانات أو آفاق المستقبل.

التحديات الاجتماعية التي تنتظرنا في ظل انكماش اقتصادي عالمي بارز وارتفاع غير مسبوق في الأسعار أهم من التحديات السياسية التي تبقى فواعلها وتأثيراتها محلية بالأساس. والتهديدات المحيطة بنا جراء عدم استقرار جيراننا جنوبا وشرقا واقتراب الكيان الصهيوني من حدودنا الغربية أكبر مما كانت عليه قبل اليوم. والتحولات على الصعيد العالمي جراء انكماش القوى العظمى على نفسها وغرقها في تحدياتها الداخلية الخاصة، غَيَّر من طبيعة التحالفات الاستراتيجية عبر العالم، وقَلَّص إمكانية استفادتنا منها … أما الرهانات الكبرى فلم تعد كما في السابق معروفة يمكن مجاراتها أو التكيف معها، بل أصبحت من الغموض إلى درجة أن بإمكانها التحول في أي لحظة إلى تهديد ضاغط لا نستطيع مقاومته. مثل رهان الاعتماد على التعاون الإفريقي الذي قد نكسبه كما قد يتحول ضدنا إلى عبء وتهديد، أو الرهان على ربح معركة الطاقة التي قد نخسرها تماما في مستوى الأسعار أو الاستهلاك، أو الرهان على قوة الشباب لدينا الذي قد يتحول إلى متغير ضاغط إن لم تتغير الأوضاع…

كل هذه الخصائص التي تُميِّز المرحلة الحالية من تاريخنا الوطني بإمكانها تضييق أفق المستقبل وعلينا أن نكون مستعدين لذلك ما دمنا لحد الآن في سعة من الأمر خاصة بعد استكمال انتخاب المؤسسات من رئاسة الجمهورية إلى البلدية. لم يعد اليوم الوقت ملائما للرجوع إلى الوراء والخوض في نقاشات من قبيل: لو قمنا بكذا وكذا… اليوم وغدا بالتحديد هو زمن تقديم الإجابات الصحيحة عن كافة الأسئلة الصحيحة المتعلقة بالتحديات والتهديدات والرهانات، أي طرح سؤال ما العمل بطريقة صحيحة والإجابة عنه؟

و لا توجد أفضل إجابة عن هذا السؤال من الرجوع إلى ضبط رؤيتنا نحو المستقبل المباشر والمتوسط على الأقل. مشكلتنا مازالت تكمن في هذا المستوى. تتوفر بلادنا على الكفاءات اللازمة في كافة الميادين، ولا نستطيع الشك في منتخبينا اليوم من حيث النزاهة والقدرة على العمل. يكفي أن ليس بينهم لصوص وأغلبهم من الشباب المتعلم… فقط هي معرفة معالم طريق المستقبل التي تبقى غير واضحة. ما هي الأولويات؟ ما الذي ينبغي علينا تحقيقه في الآجال المختلفة وكيف نقوم بذلك؟

لو تم توضيح الإجابات عن هذه الأسئلة بشكل دقيق، ضمن رؤية شاملة ومتكاملة، لعرف كل منا ما يستطيع تقديمه، ولتضافرت الجهود لأجل انطلاقة حقيقية نحو المستقبل. وهو ما نرجوه ونلح عليه ونعمل لأجل تحقيقه..

كفانا عودة بتفكيرنا إلى الوراء… جميعنا اليوم على مركبة واحدة تتعرض لتهديدات من الخارج وتعرف مخاطر وتحديات من الداخل، وليس أمامنا سوى خيار واحد لنفتح أمامها آفاق المستقبل واسعة: أن نعمل معا ضمن رؤية واضحة يصنعها خبراؤنا… وتلك مساحة الأمل المتبقية لأجل أن تكون لنا مكانة في هذا العالم الذي ضاق بمن فيه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزاءري

    اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يتعلم ويعمل ويتنظم وينضبط ويحترم القانون ويحترم غيره ويهدا وينشط ويتخلق ويفكر ويتامل ..... يعني ان يثبت أنه انسانا .