-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بهارات.. الإسم “القديم الجديد” للهند

ماجيد صرّاح
  • 2333
  • 0
بهارات.. الإسم “القديم الجديد” للهند
حقوق محفوظة
هناك تكهنات بأن تغير الهند تسميتها من التسمية الحالية، الهند، إلى بهارات، وهو اسمها القديم قبل أن تسمى بالهند.

هناك تكهنات بأن تغير الهند تسميتها من التسمية الحالية، الهند، إلى بهارات، وهو اسمها القديم قبل تسمى بالهند، هذا ما أفادت به وسائل إعلامية هندية اليوم الثلاثاء 5 سبتمبر.

القول أن الهند ستستبدل إسمها، حسب جريدة “أنديان إيكسبريس“، سببه يعود لنشر سياسيين هنديين صورا لدعوة رسمية لحضور حفل عشاء مجموعة العشرين، وهي الدعوة التي استخدمت فيها صيغة “رئيس بهارات”، بدلا من الصيغة المعروف “رئيس الهند”.

بالرغم من أن التسمية المعروفة لهذا البلد هي الهند، إلا أنه حسب نفس الجريدة، فالمادة الأولى من الدستور الهندي تذكر التسميتن معا، فتنص على “الهند، أي بهارات، يجب أن تكون اتحادا لولايات”. إضافة لهذا، فهناك عديد المؤسسات العمومية الهندية، التي تستخدم التسميتين معا.

ويذكر أنه في عام 2020، رفضت المحكمة العليا الهندية قانونا يسعى إلى إزالة كلمة “الهند” من الدستور والإحتفاظ بتسمية “بهارات” فقط وذلك بهدف “ضمان تغلب مواطني هذا البلد على الماضي الإستعماري”. المحكمة العليا الهندية بررت هذا الرفض بدعوى أن الهند تسمى بالفعل بهارات في عام 2020.

الهند هي بهارات..

تسمية بهارات هذه لا تعني التوابل التي تشتهر بها الهند والمطبخ الهندي. بل جذور هذه التسمية،  “بهارات” أو “بهاراتا” أو “بهاراتفارشا” تعود إلى الأدب البوراني، وإلى ملحمة ماهابهاراتا. حسب ما كتبته “أنديان إيكسبريس“.

حيث يصف بوراناس، وهو صنف واسع من الأدب الهندي يحوي مجموعة واسعة من المواضيع، وخاصة الأساطير والخرافات وغيرها من الحكايات المتوارثة، بهاراتا بأنها الأرض الواقعة بين “البحر في الجنوب ومسكن الثلج في الشمال”.

وقد كتبت الباحثة، كاثرين كليمونتين أوجها، في ورقة بحثية تحت عنوان “الهند، تلك هي بهارات.. بلد واحد، تسميتين” أن بهارات هي تسمية لكيان ديني واجتماعي وثقافي، وليست لكيان سياسي. وهي ورقة بحثية مما تطرقت إليه هو الخطابات الموروثة حول “بهاراتا” قبل وفي وقت معادلتها الرسمية مع الهند في دستور 1950. واختيار تدوين الأمة تحت هوية مزدوجة وثنائية اللغة “الهند، تلك هي بهارات”. هذه التسمية المزدوجة، يبدو أنها ظلت محيرة حتى للمواطنين الهنود أنفسهم.

بهاراتا هو أيضا، حسب التراث الهندي، اسم ملك  يعتبر سلف جميع شعوب شبه القارة الهندية. والتي تظم إضافة للهند، كلا من بنغلاديش، النيبال، باكستان، سيريلانكا وجزر المالديف.

جواهر لال نهرو، مؤسس الهند الحديثة وأحد زعماء استقلالها، كتب في إحدى نصوصه “في الماضي البعيد كانت هناك دائمًا وحدة أساسية للهند وحدة الإيمان والثقافة المشتركة. الهند كانت بهاراتا، الأرض المقدسة للهندوس”.

نهرو ذكر كيف أنه في لقاءاته لتأسيس الهند كان يستخدم تسميات الهند، هندوستان، وباهاراتا. لكن حين تقرر تسمية البلد في الدستور، تم الإتفاق على الإحتفاظ فقط بالهند وبهارات، والإستغناء عن هندوستان.

الهند وتغيير التسميات 

أما تسمية الهند التي اتخذها دستور البلاد عام 1950، فأصلها من “هندو”، حسب الموسوعة العربية، وهي الصيغة الفارسية المشابهة للكلمة السنسكريتية “سندو” والتي تعني النهر. وقد أطلقها الفرس على شمالي الهند بصيغة “هندوستان”، ومنها اشتقت تسمية الهند باللغات الأجنبية.

ومنذ استقلال الهند في 1947، شرعت في تغيير أسماء مدنها وولاياتها، التغيير الذي لا يزال مستمرا إلى غاية اليوم.

فمن تغيير نطق الأسماء بالإنجليزية وتكييفها مع النطق بالهندية، أو الرجوع للتسمية الأصلية، أو تغيير التسميات الأوربية للمدن بأسماء هندية، إلى تغيير حتى الأسماء التي تعود أصولها إلى العربية أو الفارسية وتعويضها بأسماء هندية.

الهند ليست البلد الوحيد الذي غير تسميته، لكنها تؤكد مرة أخرى أنها فعلا بلد العجائب والغرائب، فها هي تبهرنا مرة أخرى بكونها بلدا واحدا، لكن بتسميتين اثنتين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!